كا كانت ليلةً حالكة السواد شديدة الظلمة، لم يستطع النوم فخرج يتمشى قليلاً في حفرة ابيه، يمشى بخطوات ثقيلة كأنه يحمل هموم الدنيا ع كتفيه، ساقته طريقه الى المقبرة، ذلك المكان الذي يحتوي عدد لا بأس به من احبائه، يقترب من قبر والده رافعاً يديه يقرأ الفاتحة و يدعو قليلاً له ثم يكمل "بابا، لو ترى ما حصل بحفرتك من بعدك! لقد قُلبت ع بكرة ابيها، عاد ذلك الذي سميتني ع اسمه، لقد دمرت حفرتك يا ابي و شتت ابناءك، او جزء منهم، هل تعلم ان ابنك ذاك فارتولو يقف في طرفه، بينما انا وياماش بطرف اخر، اقول له لنهجم عليهم وننهيهم وليحصل ما سيحصل فقد اختار فارتولو صفه واختار الوقوف في وجهنا لكن ابنك ذو القلب الحريري يمنعني قائلاً انه يريد ان يسترد فارتولو صالح كانه شيء يستطيع ملكه، اما انا بابا! لا اعرف ما موقفي منه اقول اخي لا يصيبه ضرر مني لكن عندما اجده يقف امامي لا اراه الا عدواً بابا... نقول اننا نريد استعادة الحفرة، لكن لا اعرف كيف وماذا سندفع ثمن ذلك... باي مصيبة وقعنا يا ابي باي وجه سننظر اليك.." يتنهد ويمسح دمعه هاماً الخروج من ذلك المكان الموحش، ليجد اجاويد بوجه مرعوب يقف امامه "اخي.." ليجيب الاخر متجهماً "هل اصبحت اخاك الان!" "اخي يجب ان تأتي الى المقهى و ترى بسرعة .." انطلق اجاويد بسرعة... يلحق به جومالي متذمراً ليلفت انتباهه قبر حُفر حديثاً، تمهل لينظر اليه قبر فارغ عليه شاهد باسم [صالح كوشوفالي] "هل هذه مزحة يا هذا!" و قبر اخر حفر حديثاً كان يحمل اسم جومالي كوشوفالي (العم) واضح بان احدهم حفره حديثاً كان هناك علامات دماء اختلطت بالتراب ام طين غير واضح بسبب عتمة الليل...
يكمل جومالي طريقه حتى وصل الى المقهى ليلتقي بياماش و رجال الحي من مناصريهم او مناصري العم مجتمعين يحدقون بذات الشيء، الجميع ينظر الى مدخل المقهى، صدمة مخيفة تعتلي وجوههم معالم غير مفهومة هل هناك مصيبة ام ماذا!، يقترب الاخرين ببطئ متجاوزين التجمهر الكبير، لتتسع نظرات كليهما وتختفي الوان وجههما، يلتفتان الى بعضهما ثم يعيدا النظر لذلك الرأس المعلق ع باب المقهى و اخر مرمي ع الارض "اليس هذا ال..:" ليجيب ياماش "اجل انه العم.. م ماذا حدث؟ كيف حدث هذا و من؟" الجميع كان يدور في عقولهم نفس الاسئلة، حدث ما ارداه ياماش، لكن لا احد يعلم كيف حدث هذا، او ما عواقب هذا عليهم.. اخد ياماش وقته حتى استوعب الموضوع فيما اقترب جومالي ليحرك الرأس الاخر ليعرفو من صاحبه ليهتف ضاحكاً "انه نديم، الكلب الوفي الخاص بذلك العم" يتلفت ياماش حوله يتفقد الجميع ليسأل اكين "اين عمك؟" ليتأتأ الاخر "من تقصد؟" ليرد ياماش بخوف "صالح، صالح اين ص صالح؟" ليجيب اكين "وما ادراني يا عمي فانا ابقى في بيتك منذ عدة ايام" تبدأ الافكار السوداوية تلعب بعقله ليصرخ بالجميع بعدها طالباً الهدوء و انتباههم "صالح نارده! اين صالح؟" يتبادل الجميع ناظراتهم التي تعني "لا نعرف" ليكمل باستهزاء و خيبة "لا تعرفون مكان ابن ابي الحفرة!" ليرد عليه احدى الذين اختارو صف العم بضجر "اليس اخوك لما لا تعرف مكانه انت!" اصاب ذلك السؤال جرحاً حساساً لدى يماش فوقف متجمداً مكانه فحقاً لما لا يعرف اين ابن ابيه، لقد رآه اخر مرة منذ ثلاثة أسابيع ع الاقل... يخرجه من جموده صوت مرتضى الذي يتمختر بالطريق قائلاً "ما هذا التجمهر هنا هل هناك مزاد او ما شابه!.. (يتوقف عندما يرى رأس العم معلقاً بحبل من اعلى القهوة لازال يقطر دماً مما يعني انه قُتل حديثاً) من فعل هذا! يا امي من قتل هذا الشنيع!" لم يكمل كلامه ليمسكه ياماش من ياقته ضارباً اياه بالجدار بجانب القهوة "ماذا هناك ابي حيران!" "اين هو؟ اين ابن ابي؟" ليجيب الاخر ببرود "ذهب معهم (يركز قليلاً) تباً يا فارتولو ذهب مع هؤلاء هل قتلوه ايضاً!، (وبدأ بنحيبه) وآسفاه ع شبابك"... دب الخوف في قلب الاخر ليقترب من جومالي "آبي انت الى بيته القديم، انا سأذهب الى البيت، ميدات الى المقبرة ، ابحثوا عنه في كل مكان، ستقلبون الحفرة عن بكرة ابيها لا ينقلب العالم اجمع؛ يجب ان نجده..." ليرد جومالي "شي ياماش كنت بالمقبرة قبل قليل لا احد هناك لكن .." ليرد الاخر الذي اصاب الرعب كل اواصله "لكن ماذا! آبي ماذا هناك!" "هناك قبر محفور باسم صالح لكنه فارغ" يختل توازن ياماش بعد تلك الجملة "نيه!" خرجت من شفاهه بصوت خافت، ليكمل جومالي كلامه "و قبر العم قد دفن به احد ما حديثاً" ليعلو صوت ياماش "ميدات احفر ذلك القبر وخذ معك من تريد، ولينظف احدكم هذا القرف هنا رجاءً انا ذاهب للبحث عنه بالبيت و انت الى بيته القديم" ...
وصل ياماش الى البيت بسرعة البرق، طرق الباب و لم ينتظر فدخل بسرعة ليصطدم بوالدته "اعتذر انيه هل رأيتي صالح؟" لتجيب الاخرى بالنفي "لا لم يعد بعد ذهب مع عمه ولم يخبرني الى اين ذهب حتى" كان يمشي بسرعة باحثاً بكل زاوية بالبيت حتى اوقفته سلطان ونظرت لوجهه "اولوم! ماذا هناك لا تخفني" "انيه صالح كايب، امي صالح مفقود" لتجيبه الاخرى "ماذا! و لم انت قلق هكذا ليست اول مرة يسافر مع عمه" " انيه وجدنا رأس العم معلقاً ع مدخل المقهى، احدٌ ما قتله، و لا اثر لصالح" لترد الاخرى بقلق "ماذا تقول يا بني! شي ك كاراجا ايضاً اختفت قبل بضعة ايام ايضاً" كأنه ينقصه هموم! تزيد همه هم! الا يكفي قلقه ع اخيه لتزيد ع ذلك قلقه ع ابنة اخيه ايضاً "اوف انيه لما لم تقولي" لتجيب الاخرى "صالح اخبرني انها بمكان امن ولا داعي للقلق لكن لا اعرف.."
وصل الاخر الى ذلك البيت الازرق عديم الصوت والحياة يصل عند الباب يخطو للداخل بخطى ثقيله لداخل البيت حاملاً كشاف هاتفه لينتبه لاثر دماء كأنها يد طبعت ع الباب بحجم كفه او اصغر قليلاً، مسح عليها لتطبع الدماء ع يده "هذه حديثة" بدأت الافكار تتخاطب في رأسه فيكمل للداخل مسرعاً صحيح انهما يتشاجران كثيراً وعلاقتهما سيئة جداً خاصةً في اخر عدة سنوات كانت كالجحيم على اخوتهم، لكنه يبقى اخوه الصغير، يدخل ليجد اثار دماء كأنها كانت تقطر لتدله ع الطريق فينادي عليه بصوت خافت "ص فارتولو! هل انت هنا !" كان اسم صالح لازال ثقيلاً ع لسانه، يكره فارتولو لكن صالح لا بأس به، تخيفه كمية الدماء التي يكمل طريقه خلفها فيعلو نداءه "صااالح هل انت هنا! اجبني يا هذا! اعرف انك هنا" كانت الدماء حديثة جداً دليل ع ان صاحبها لازال هنا ولازال ينزف، يدخل تلك الغرفة المعتمة فينتبه لذلك الشخص هزيل الجسد مبعثر الشعر ينكمش ع نفسه في احدى زوايا الغرفة، يحاول اضاءة المصباح لكن لا يوجد كهرباء فيقترب منه بضوء هاتفه ليلمع في عيني الاخر ليفزع حاملاً سكيناً غرزت احدى اطرافها بيده قائلاً "لا تقترب لا تقترب اقتلك أؤذيك" كان الاخر قد تجمد في مكانه من المنظر الذي امامه لينطق بوهن او بصدمة "ص صالح!"
قبل مرور اكثر من اسبوعين...
كان صالح قد خرج من البيت قاصداً الذهاب للحفرة ليجد جيلاسون وميكي يتعانقان "ليوفق الله بين المحبين" قالها ممازحاً ليجد جيلاسون يعانقه هو ايضاً استغرب الامر لكن لم يسأل كثيراً حتى لا يثير الشك، فقرر اللحاق به خفية وبالفعل حدث ذلك، توقف جيلو امام بقالة ونزل ليشتري بعض الحاجيات انتبه صالح الى احد ملثم قد ركب سيارة جيلاسون، فنزل سريعاً الى تلك البقالة "هناك احدٌ ما ينتظرك في السيارة انا سأركب قبلك ثم تأتي انت، لا تسأل ولا تجادل هيا بسرعة" قالها سريعاً طالباً مبادلة الكنزات فلبى جيلو طلبه سريعاً، اخرج سلاحه ملقماً اياه سريعاً، "هيا ستعد لل٧ و تخرج لا تتأخر" استغرب جيلاسون فعل صالح، لكن لم يناقشه و فعل ما قيل له، ركب صالح تلك السيارة واضعاً ذلك البرتقال ع الكرسي الجانبي كان يضع القبعة ع رأسه فلم يميز ذلك الملثم من دخل السيارة خاصة ان كلاهما بنفس طول القامة، جلس في السيارة وبدأ تشغيلها، فاحس بشيء رفيع قد وضع ع رقبته و بدأ بخنقه حاول المقاومة هامساً "هادي جيلاسون، هادي اولوم" انهى جملته ليسمع صوت رصاصة اردت ذلك المقنع قتيلاً، ازال صالح ذلك السلك عن رقبته مرعوباً فهناك حتماً من اعطى قرار انهاء حياة جيلاسون خاصته.. "آبي هل انت بخير؟" سأله جيلاسون بينما ساعد صالح ع الخروج من تلك المركبة و اعطاه القليل من المياه بينما كان الاخر يحاول استجماع نفسه " ايي جيلاسون بخير لا تقلق" ثم يشير للميت هناك "اعطني هاتفه لارى" وصلت رسالة من رقم غريب معنون باسم "سيدي" "لنرى ماذا يريد سيدك" ( -هل انهيت ما اتفقنا عليه! هل انهيت امره؟، فيجيب صالح ع الرسالة -اجل وسأدفنه برأس الجبل - جميل احضر اغراضه للمكان الذي سأرسله اليك لنضمن ذلك - تمام ثم سأختفي قليلاً بعدها -كما تريد) كان جيلاسون يتابع بفضول ما يحدث "ابي ماذا يريد هذا!" "يريد قتلك طبعاً ماذا سيريد، ارسله لينهيك، اولوم من اغضبت لتلك الدرجة؟" ليرد الاخر "العم وكلبه نديم" ليمسح صالح ع وجهه غاضباً "هل انت متأكد ام انك تعيد قصص ياماش؟" ليرد الاخر "متأكد" "اممم اذاً سنفعل كالتالي، سترتدي ملابسه اغسلها جيداً ستوصل ما سيطلبه لن تتكلم او تصدر صوت فيعلم انه انت ثم ستضع جميع ممتلكاتك في هذا الظرف حتى هاتفك اعطني اياه، سترسل اغراضك اليهم و تأخذ جائزته ثم الى هذا العنوان ان تتأخر دقيقة، تشتري كل ما تحتاجه وهاتف جديد مع رقم وابقني ع تواصل، سأكون موجوداً عند التسليم حتى ان حصل شاردة او واردة اتدخل... وشي لن يعلم طير طائر عن هذا حتى اتحقق منه بنفسي واحله انا "لكن ابي!" "لا يوجد لكن، لا تتواصل مع احد سواي"...
وفعلاً، تمت خطتهم ع اكمل وجهه، وتم التسليم في اليوم التالي تحت انظار صالح، كان رجلاً غريباً هو من سلم واستلم ليبعد الشبهات عن العم، اخذ جيلاسون الاموال و ذهب بعيداً لمدينةٍ اخرى، و اخبر صالح عن وصوله فور دخوله لتلك المدينة...
مر يومين، كان قد اجتمعت العائلة في بيت ياماش الجديد، فاقتحم صالح اجتماعهم العائلي واجوائهم المشحونة ليتم استقباله بالذم والشتائم، لم يبقى طويلاً عشر دقائق كانت كافية لرفع ضغطه والتسبب له بصداع مؤلم فينسحب من هناك ذاهباً للبيت، يدخل بهدوء ليسمع صوت ضجيج و عيار ناري و يرى ياسمين تصعد لغرفتها مرعوبةً مما تراه فيدخل تلك الغرفة بهدوء لينصدم بما يراه، ذلك العم فوق جسد كاراجا يحاول خنقها، و الاخرى تتصارع كعصفورٍ بلا اجنحة، تجمد للحظة ليتحرك سريعاً حاملاً سيخاً حديدياً و يضرب العم ع رأسه ليسقط فاقداً لوعيه بجانب كارجا التي انسحبت سريعاً من تحته تتنفس بسرعة وصعوبة كأن انفاسها تتسابق لتصل جسدها الصغير ذلك، يسحبها صالح مذعوراً ضاماً اياها لصدره، ثم يبعدها قليلاً مركزاً في معالم وجهها الذي يترجم معاني الخوف و الرعب فقد كادت تخسر حياتها منذ لحظات فقط، "هل انتي بخير؟" فتجيب الاخرى و بدأت تبكي "بخير عمجا بخير" ثم نظرت اليه معانقةً اياه طالبةً الامان لتبتعد مجدداً "عمجا، لقد قتل جيلاسون و دفنه في رأس الجبل" يمسح صالح دموعها محيطاً وجهها بيديه "لا لم يفعلو جيلاسون بخير" "لكن لكن رأيت سبحته بيد احد الرجال" "كاراجا اسمعيني جيلاسون بخير حتى سأوصلك اليه اذهبي و اجمعي اغراضك سنذهب" انهى جملته واتصل بجيلاسون ليلاقيه بالطريق، خلال ساعة اوصل كاراجا الى جيلاسون، واتصل بالاسعاف لتأخذ عمه، و رتب رسالة من المقنع ذاته قائلاً "كنت اريد التكلم معك اتيت البيت عندما لم اجدك في مكتبك فوجدتك فاقداً لوعيك بجانب جثة فتاة شابة في مقتبل عمرها، اخذت جثتها ودفنتها بجانب الفتى، واتصلت بالاسعاف لاجلك، سأعود لاحقاً لنتكلم، لا شكر ع واجب"... كل هذا ضغط كبير ع ذو القلب الكبير هذا صاحب الكحل الاحمر، بقي يراقب طريق جيلاسون حتى وصلو البيت فاتصل بهم حتى سمع اصواتهم و اطمئن قليلاً ليوصيهما ع بعضهما قائلاً "انتما بامانة بعضكما، يوجد مال ويوجد سيارة، هناك صديق لي اسمه ولي في منطقتكم رقمه ع الثلاجة ان احتجتما اي شيء تواصلا معه، ارسل لي رسالة بدون محتوى مفهوم كل يوم ستبدو مثل دعاية، لن ارد عليها لكن حتى اطمئن انكما بخير، و الاهم لن يعود اي منكما الا اذا سمعتم بموت العم من ياماش او جومالي فقط او مني انا شخصياً، لا تتجادلا او تتشاجرا، كونا عاقلين... و اهتمو بانفسكم جيداً، احبكم" يغلق الخط دون ان يعطيهم اي فرصة للرد، لتتسائل كاراجا "هل بدى وكأنه يودعنا! ام انني اهذي!" ليجيبها الاخر قلقاً "و انا احسست بذلك ايضاً، ارجو ان يكون بخير ولا يصيبه اذى"...
عاد صالح للبيت مرهقاً فقد تجاوزت الساعة منتصف الليل ليجد سعادات تنتظره، فقد كان قد دار حوار بين ما رأته وسمعته ياسمين و بين افراد البيت، "صالح هل عدت؟" "اجل ساديش عدت، سأخلد للنوم فانا متعب جداً" "لكن هناك ما يجب ان تعلمه..(و تكمل ما قالته ياسمين)" ليبتسم الاخر من قهره "الفتاة بربع عقل ساديش هل تصدقين ما تقوله" "اين كاراجا اذاً!" "لا اعرف هل يجب ان اراقب طريق جميع من يعيش في هذا البيت اللعين!" "صالح! الى متى ستتصرف هكذا!" "وكيف اتصرف انا!" تنتهي تلك المناوشات بشجار سيء حيث ترك صالح الغرفة و خرج لينام بغرفة اخرى، يلتقي بطريقه بسلطان التي اتت ع صوتهم "هل كل شيء بخير؟" "اجل لا تقلقي" ليكمل "شي سلطان هانم هل اجد لديك شيء للصداع" لترد الاخرى بقلق "اجل لكن صالح يجب ان تذهب لترى طبيباً صداعك هذا ليس طبيعياً اصبحت تتناول المسكنات كتناول الحلوى" فيجيب الاخر متذمراً "من ضغوطات الحياة، احمل فوق طاقتي كالعادة" "لا تفعل اذاً افتح صدرك لاحد ما، ولا تبقي همك يأكلك من داخلك" تعطيه حبتين من الدواء و تذهب لغرفتها، ليتجه هو الاخر لغرفة ابنه ذات السرير الواسع، يأخذ دواءه و يرمي بجسده بجانب جسده ابنه، جسده مرهق و روحه متعبة، مرهقٌ بشدة لكنه لا يستطيع النوم، بقي يتقلب في ذلك السرير حتى دقت الساعة الثالثة صباحاً و غفت عينه اخيراً..
يستيقظ باكراً ليتجه لزيارة العم، "الحمدالله ع سلامتك" "سلمت اولوم" "ماذا حدث؟" "لا اذكر تماماً لكن يبدو اني وقعت عن الدرج او انخفض السكر فاغمي علي وضربت رأسي" يمثل صالح انه تأثر بوضع العم بكل براعة، داخله يحترق يريد قتل الذي امامه لكنه يمسك نفسه بصعوبة...
مر يومان اخران وخرج العم من المشفى، استفقدو كارجا و جيلاسون لكن لا احد يتكلم بهذا الامر، تشاجرت سعادات مجدداً مع صالح فحملت نفسها وذهبت الى بيت ياماش مع ابنها، ياسمين ساء وضعها واصبحت ترى هلاويس بما حدث فاصبحت لا تنام وان نامت تستيقظ وهي تصرخ، اخذهما اكين وخرجو من الحفرة بعد ان رتب مع صالح لزيارة لطبيب في المانيا لعدة ايام و يعودان،بقي صالح وسلطان فقط في ذلك البيت بجانب العم، كان ذلك البيت يضيق ع نفسه لكنه يتحمل حتى يأتي الوقت المناسب ويتحرك لينهي معاناتهم جميعاً...
اجتمع ياماش مع جومالي وشباب الحفرة يحتفلون بتفجيرهم شحنة كبيرة كانت للعم بغرض ايذاءه فقط،حل مساء ذلك اليوم وكانت الساعة تقارب الواحدة بعد منتصف الليل، قاس الغرفة بمشيه ذهاباً و اياباً خاصة بعد افعال ابناء ابيه يحاول حمايتهم لكنهم يعدونه عدواً لهم، كان صوت العم يأتي صاخباً من مكتبه، ليدخل صالح اليه محاولاً تهدئته لكن الاخر كان قد حزم منذ مدة ع انهاء ابناء ادريس لكن صالح كان دائماً العائق امامه...
- كان العم يصرخ غاضباً "كانت هذه فرصتهم الاخيرة"
- ليجيب صالح بهدوء "ماذا ستفعل اذا؟"
- فيكمل العم "سأنهيهم لن اشفق ع ابنائهم حتى فهم لم يستحقو ذلك ابداً، كنت انتظر و اسامح لاجلك فقط لكن انظر كيف يردون جميلي بالنكران"
- ليصرخ صالح "لن تفعل، لن تطئ قدمك ارضهم، والا !"
- ليجيب الاخر بغضب "والا ماذا صالح افندي؟ اصبحت تهددني الان ايضاً!"
- ليجيب بصوت عالي "تعرف ماذا استطيع ان افعل! يوجد افغان بنهاية هذا الطريق س..."
لم يكمل جملته حتى سقط كف ع وجهه كان قوياً جداً اسقطه ارضاً وسالت الدماء من شفته، يمر العم من جانبه "العار عليك يا هذا" ويخرج من الغرفة و من البيت، لتدخل سلطان "ماذا حدث عن ماذا كان يتكلم هذا؟ هل انت بخير؟" نهض الاخر ماسحاً الدماء عن فمه ليشعر بالمٍ بجانب رأسه فقد ضرب رأسه في طرف الطاولة ليضع يده مكان الالم فتمتلئ بالدماء "انت تنزف" ليجيب الاخر بتأفأف "يوك بشي سلطان هانم" لتعطيه منديلاً يوقف به نزيف رأسه "ماذا يعني انه سينهي جومالي وياماش؟" ليجيب الاخر بعد جلس ع يد الاريكة متألماً "لن يحصل شيءٍ لاحد لا تقلقي اساساً سنغادر الحفرة غداً" "من سيغادر؟" "انا و العم لقد دبرت امراً سأنهيه و اعود" كانت طريقة كلامه ملغمة بالالغاز، حتى سلطان بذاتها لم تفهم ما يعنيه، كيف ولماذا سيذهب واين؟ هل سيترك صالح الحفرة! لقد قال سنذهب وسأعود، "ماذا يعني هذا الكلام" كانت تتسائل لتكمل "دعني ارى جرحك ان كان سطحياً ام لا" يرفض الاخر لكنها تجبره تقف بجانبه لترفع شعره وترى جرحه "صالح الى المشفى هذا عميق جداً" ليجيب الاخر مبعدها عنه "لا حاجة" لتجيب مصرةً ع رأيها "هل اتي معك!" "هاا! يوك اذهب لوحدي" "لن اذهب ان تركنا الامر لك" فتنادي محمود الذي كان يحرس البوابة "اذهب معه وتأكد من ذهابه للمشفى وابقى معه حتى يخرج" هكذا امرته وهذا ما فعله، مضت ساعتين ليعود محمود الى البيت لوحده وطرق الباب لتفتح سلطان "اين ذهب؟" "لا اعرف" "هل هو بخير؟" "بخير ان استثنينا السبعة قطب/غرز التي في رأسه"...
كان الاخر قد وصل طرف الحفرة اعاد ظهر كرسي سيارته للخلف رامياً ثقل همه عليه يتنهد بين الحين و الاخر محاولاً استجماع شتات افكاره يلمح نفسه بالمرآة الجانبية "ابدو سخيفاً بهذه الضمادة فيزيلها ويخرج ليمشي بالحفرة شارداً يفكر بخطوته التالية بدقة "لن يتضرر ظفر واحد من العائلة او حتى من الحفرة" هذا كان هدفه بينما يسعى لينتقم من العم، مر من امام ياماش والبقية ليرد السلام مع ابتسامه ضئيلة ليرد عليه جومالي "و عليكم السلام فاتولو كيف كانت هديتنا لعمك ال*** هذا" يبادلهم النظرات ليبتلع غصته ابتسامة بلاستيكية ارتسمت ع ثغره ويكمل طريقه عائداً الى البيت، مودعاً ذلك الحي لا يعلم هل سيعود الى هنا ام لا، بقي يتمشى بلا هدف حتى وصله اشعار رسالة، لم يرد فتحه بالبداية لضيق روحه بسبب الوضع الذي هو فيه احتاج بضع ساعات لنفسه فقط، عاد لذلك المكان الذي كان يبقى خليل المجنون به، لم يجد احداً فجلس مع نفسه، وفتح تلك الرسالة ليجد كولكان يخبره عن ما مر به ياماش وعن صلة عمه بالامر، انهى الفيديو ليشعر ببرودة سرت في جسده ضاق نفسه وبدأ يضحك بهستيرية "لان جومالي كوشوفالي، ان لم اعلق رأسك ع باب المقهى لا يناديني احد بصالح كوشوفالي بعد الان..." كان يرتجف من اخصم قدمه حتى اعلى رأسه يشعر بالغثيان اعصابه انتهت تماماً...
مرت الليلة و هو يتقلب في سريره لم يهدأ له بال تارةً يفكر بالمصيبة التي جلبها ع رأسهم، و تارةً يفكر بموقف اخوته، كيف لم يعرف، تعود به الذكرى لليلة التي انقذه بها العم من بين ايدي الافغان، وتلك الرصاصة التي تلقاها عنه، هل كل هذا ملفق! كان يغرق في دوامات افكاره السوداوية، جدال و نقاش امتد طول الليل بين صالح و فارتولو، ما ان حل الصباح حتى نهض مصاباً بالصداع لا حل له، يفكر كيف سيخرج العم سريعاً من هذه الحفرة، حتى خطرت له فكرة، سينهي العم وسيبعد الافغان عن الحفرة نهائياً بها، نهض مبدلاً ملابسه و خرج سريعاً رآه العم ولم يكد ينادي عليه حتى اختفى الاخر "ما باله ع عجلة؟" لتجيب سلطان "لا يريد رؤيتك غالباً" ليجيب ببرود "ولماذا !" فتجيب "كأنك لا تعرف، لقد اذيته البارحة وتهدده باخوته!" ليمثل الاخر امامها انه الحمل الوضيع "كنت غاضباً لم اعني ما قلته" كان يريد ابقاءها في طرفه...
انطلق صالح محاولاً التواصل مع عشيرة افغانية كانت ع عداوة مع العم لكنه كان قد وجد حلاً لايقاف العداوة لكن هذا لم يعني ابداً ان الحقد قد زال،(فاختصاراً للاحداث) نص اتفاقهم ان ينهي صالح حياة العم بينما الاخر يأخذ مكانه بالسوق، بالمقابل سيطلب ان يلاقيه في مكان بعيد عن الحفرة... تم وضع الخطة وبقي تنفيذها، لم يعد صالح الى البيت ذلك اليوم لم يتواصل مع احد ولم يبحث عنه احد... بقي لوحده بالقرب من الشاطئ يحاول ترتيب افكاره ينتظر مكالمة من عمه سيطلب منه ان يذهب معه الى ذلك اللقاء المدبر فالطرف الاخر لن يظهر ابداً... لم يطل انتظاره فالطرف الاخر لم يخلف وعده ورن هاتفه اخيراً، لم يأخذ معه احد وانطلق لمكان اللقاء... وصل اخيراً وجد العم ونديم بجانبه نزل من السيارة واتجه اليهم، كان يتصرف كأنه لا يعلم شيء "هل تأخرت؟" ليجيب العم "لا،وصلت ع الموعد" كانت خطته تنتهي هنا حين يطلق النار ع كليهما ع بغتةٍ منهما لكن الامور انقلبت عكس ذلك تماماً "هل تعلم يا بني؟ لقد كانت حركة ذكية منك، كيف اخفيت انك قتلته" يتبادل صالح النظرات مع عمه "قتلت من؟" ليجيب نديم بسخرية "الست انت من كان يقول انا اقف خلف افعالي! هل تتهرب الان؟" ليعتدل صالح في وقفته محاولاً تدارك الامر "بماذا تهذي يا نديم ؟" ليجيب العم "قتلت المقنع" ليرد الاخر ساخراً "اليس له اسم؟ محمد مثلاً" كان نديم قد التف حول صالح بامر من العم ليضربه بسلاحه ع مؤخرة رأسه ليسقط الاخر مغشياً عليه ارضاً، حملاه ووضعاه في صندوق سيارتهم بينما اخذ نديم هاتفه ووضعه في سيارته في طرف الشارع ...
مر من الوقت ما مر واستيقظ لاحقاً ليجد نفسه مقيداً الى كرسي حديدي "لااان كم مرة قلت لكم لا يضربني احد ع رأسي!" ما ان انهى جملته حتى نزلت لكمة ع وجهه "لا تضرب وجهي ايها الجبان" ليستلم لكمة اخرى "انظر الي لارى، ماذا تريد من وجهي الجميل" استمر الحال هكذا لعدة دقائق قبل ان يبدأ باستهداف باقي جسده، ثم تركه واغلق الباب خلفه، وترك المكان معتماً جداً لا ترى اطرافك فيها لا يوجد ضوء بالغرفة ابداً، لا يعرف كم مر من الوقت او كيف يمر، ينام تارة ويستيقظ بالاخرى، هدوء مخيف، مر يومٌ كامل وهو بتلك العتمة، حتى اضاءت الغرفة باللون الاحمر خافت يرمش باستمرار مع صوت صرير يعلو و يهبط، كان الصوت مؤلماً ومع الضوء المتقطع ذلك سيصاب المرء بالجنون الحتمي لا شك بذلك...
انتهى يوم اخر كان طويلاً جداً، ليتبدل صوت الصرير بصوت ساعة مزعج (تيك تاك تيك تاك) وعاد الظلام الحالك لتلك الغرفة، لقد تعب جسده و عقله لكنه لازال يقاوم، استسلم جسده للنوم اخيراً بعد يومين من دخوله لتلك الزنزانة، ما ان غفت عيناه بل بالاصح فقد وعيه حتى بدأ السقف يقطر مياه باردةً جداً ع رأسه و جسده، فقشعر ذلك الجسد، لقد تحمل كثيراً اساساً لا طعام ولا شراب يدخله منذ مدة، هو اساساً لم يأكل منذ فترة قبل ذلك، لا طاقة في ذلك الجسد... لكنه يقاوم...
مر يوم اخر قبل ان يعود نديم ومعه انبوب يوضع من الفم حتى المعدة وجهاز معدني اخر يشبه ما يستعمله طبيب الاسنان ليفتح الفم ع وسعه واخرج مثقاباً كالذي يستعمل للبناء، اقترب من صالح رافعاً رأسه للاعلى بمساعدة اخر الرجال وفتح فمه بهذا الجهاز ليمسك بالمثقاب الكهربائي وبدأ يرسم لوحته الفنية في فك صالح لينزف دماً ودمعاً بينما يكتم صراخه في جوفه،شعر بذلك المثقاب يلتف داخل عظامه، لم يكتفي بذلك بل وضل انبوباً يصل من الانف الى الحلق و المريء ثم المعدة بالعادة يستعمل لغرض طبي خاصة مع من لا يستطيع تناول الطعام و البلع، اوصله الى معدته ووضع مادة غريبة فيه ما ان تأكل انها وصلت معدته جميعها حتى انتزع الانبوب بسرعة متسبباً بالم مخيف، شعر صالح حينها ان روحه خرجت مع ذلك الشيء "لا تحاول ان تتقيئ لانك ستحرق جهازك الهضمي فقط" قالها نديم بينما خرج من الغرفة، بينما بصق الاخر الدماء من فمه باتجاه نديم... لم يكمل حتى بدأت معدته تؤلمه بشدة وكأن نيران قد اندلعت في وسطه وتحترق وتحرق كل جوفه معها، صوت مزعج وعتمة مخيفة والم قاتل كان يتمنى ان يفقد وعيه لعله يهرب قليلاً كان صوت انينه مسموعاً، مخيفاً وكأنه صوت شخص يحتضر...
في الحفرة بعد ثلاثة ايام من سفرهم عاد اكين للبيت برفقة زوجته ، كان العم قد اخبره انه سيختفي قليلاً لحل بعض الامور وانه اخذ صالح و نديم معه، كان مقنعاً لدرجة ان اكين لم يبحث او يقلق بعد ذلك فهو يعرف ان العم يقدّر صالح و يحبه،لا احد يعلم بالعذاب المستمر الذي يعيشه ذلك الفتى في تلك الزنزانة...
اضيئت تلك الزنزانة اخيراً في اليوم الرابع منذ تركوه، توقفت الاصوات ليقترب نديم منه رافعاً رأسه من شعره، ليفتح الاخر عينيه بخفوت "صباح الخير، توقعت ان اجدك ميتاً متحللاً من الداخل للخارج لكن يبدو ان الكمية قليلة للاسف" ليرد صالح "صباح الخير ايها ***" وهو ينظر بحدة للاخر الذي اجابه "لازال لديك طاقة للكلام اذاً" كان يعلق محلولاً فوق رأس صالح "هذا بدل الطعام ليكن بعلمك فيه القليل من السكر و الاملاح، ومكون اضافي تتقن صنعه بجودةٍ عالية" اقشعر جسد صالح عندما فهم ما قاله الاخر بدأ يتخبط بالكرسي محاولاً فك يديه و الدفاع عن نفسه، لكن قواه لم تسعفه حتى غرز الاخر الابرة بذراعه وثبتها جيداً، و اتجه للذراع الاخرى ووضع ابرة اخرى ليضربه صالح برأسه ليسقط الاخر ارضاً جالساً "هل رأسك من حجر يا هذا" ليجيب صالح غاضباً "ازل هذه الاشياء من جسدي... والا" ليرد الاخر "والا ماذا؟ ماذا ستفعل وانت بهذه الحالة!" ليرد صالح وهو يضغط ع اسنانه "سأفصل رأسك عن جسدك" ليسخر الاخر "حسناً انقذ نفسك منا اولاً ثم هدد" و تركه وخرج...
مصل في ذراعه اليمني يحمل مخدرات و مصل بذراعه الاخرى يسحب الدماء من جسده ليضعفه... هدوء مخيف فقط صوت الدماء التي تقطر ارضاً ورائحة الدماء التي انتشرت بالغرفة، يعيد رأسه للخلف و يضم كفيه محاولاً السيطرة ع رجفة اصابت جسده الذي بدأت السموم كما يسميها والده تعطي تأثيرها داخل عروقه، بدأ يشعر بارق واضطراب بكامل جسده كأنه يريد ضرب احدهم بشدة لكنه لا يستطيع ، غثيان تبع بشعور كأنه سيتقيئ لكن معدته فارغة فلم يدخلها اي شيء منذ ايام الا ذلك السم الذي حرق جوفه ، مادة حارقة غالباً لاتزال معدته تؤلمه باستمرار، نبضه ارتفع و جسده بدأ يسخن وكَرد فعل بدأ يتعرق و يزداد ايضاً بتأثير هذا المخدر، اتسعت حدقات عينيه فاصبح الضوء مؤلماً جداً... تمر فترة من الوقت كان قد فقد وعيه بها ليستيقظ ع صوت حنون لم يسمعه منذ زمن طويل "صالح" "انيه!" كان يعلم ان ما يسمعه و يراه ما هو الا هلوسات، لتكن وليرى امه مجدداً مع انه يعلم من قرارة نفسه ان رؤيته لها عادةً تعني ان حياته بخطر..."صالح هل تسمعني؟" تحول صوت امه لصوت سليم، ليبتسم الاخر محاولاً السيطرة ع افكاره فها هو يسمع صوت نصفه الذي رحل منذ زمن، انضم والده للمحادثة ايضاً، لم يترك ميتاً لم يراه، تفادى الكلام مع هلوساته لا يريد ان يضعف امام تلك المواد، جسده كان مخدراً لايشعر به، كان يفقد وعيه تدريجياً ليدخل العم مع نديم هذه المرة، ينتزع العم تلك الابرة التي تستنزف دمه ببطئ ويزيل القيود التي تربطه بذلك الكرسي ليسحب جسده الهزيل و يسقطه ارضاً بينما سحبوه بل جروه للجهة الاخرى من الزنزانة ليضعو قيود حديدية تحتوي مسامير داخلها في رسغيه وقدميه، ثم رماه العم بدلو مليء بالماء والثلج ليشهق الاخر مرعوباً، فيقرب منه العم "استيقظ اريد ان اسئلك عن شيء" لم يكن في الاخر القوة ع الوقوف فرمى بثقله ع الجدار خلفه و اجاب بوهن "ماذا تريد؟" ليرد الاخر "اجبني هل لك يد بما يحدث بافغانستان؟" ليبتسم الاخر مجيباً "هل ايقظتني لتسألني هذا السؤال!" "اجب اذاً" "هل تعلم لا اعرف ما الخليط الذي اعطيتني اياه لكنك تبدو بشعاً جداً بشعر اخضر" يتبادل العم نظرته مع نديم قاصداً اخذ جهاز تحكم واكمل قائلاً "هذه القيود موصولة بمحول كهرباء قد يكون قوياً كفاية ليوقف قلبك" ليجيب الاخر ببرود "كنت احضرته لتلك الخيمة بافغانستان والله كان الجو فيها كجهنم، كنا اشعلنا مروحة او تبريد او حتى ثلاجة كم اشتهيت الماء البارد هناك" ثم يضحك مكملاً "هل تعلم ابي يقف بجانبك الان، انه مشمئز منك جداً يتمنى لو انه قتلك فعلاً، و ف فارتولو، انا لا، فارتولو هو من يقف هناك يستمتع بالعرض الذي امامه، ويزداد قوة بكل جرعة الم تمر بهذا الجسد، ف فان استطعت انو توقف هذا القلب فتجرأ وافعلها" يقترب منه العم و يضع يده ع صدره ليسأل بهدوء "ماذا فعلت بنفسك يا صالح؟ لقد كنت مهذباً جداً لما انقلبت حالك هكذا؟ لكن ستدفع ثمن خيانتك،صحيح، رجلي المقنع هل قتلته قبل ان بعد كاراجا؟" تصرف الاخر كأن لا فكرة لديه "ما بها كاراجا! (لتتسع عيناه ويحاول فك قيوده بغضب) لان ماذا فعلت بكاراجا يا عديم الشرف!" ليرد العم بجرعة كهرباء عالية آلمت جسده بشكل فظيع و الاسوأ ان هذه تلك المسامير قد زرعت في رسغيه اسالت الدماء حتى مرفقيه ليسقط فاقداً لوعيه