الفصل الأول
(الانفجار)
عندما نفكر بالعالم من حولنا... محيطات وقارات.. مليارات من البشر في المئات من البلدان... أمر لا يصدق كم أن العالم كبير...
لكن بالنظر لما يحدث داخله نغير تفكيرنا سريعا لنؤمن بأنه صغير جدا... شبكة متقاطعة رسمتها يد القدر بدقة وما نحن بداخلها سوى دمى صغيرة تحركها ببراعة...
لعبة القدر جعلت طبيبة شابة خارقة الجمال في منتصف العشرينات من العمر...في قاع بئر عميقة تجلس مكورة جسدها وهي ترتعد من شدة البرد...
عتمة المكان تزيدها رهبة فتغمض عينيها بقوة قبل أن تند عنها صرخات متتالية تسمع من خارج البئر لشدتها...تردد أسمائهم الواحد تلو الآخر ثم تصرخ بأعلى صوتها:
-انا لم أنسى... أنا فقط أنتظر... انتظر اليوم الذي أنام فيه بينكم قريرة العين بعد أن أسحب كبده من جسده بيدي هاتين... هذا البرد الذي أشعر به وشعرتم به وأنتم في قاع البئر سيتحول إلى نار وجحيم تحرقه بينما أشاهده لأشفي قلبي....
تتردد صراخاتها لبعض الوقت حتى يرن المنبه بين يدي صديقها ليدرك أن مراسم تخليدها لذكرى وفاة أحبائها قد انتهت فيسحب الحبل بقوة حتى يخرجها من قاع البئر... متعبة، شاحبة، ولكنها أكثر قوة وإصرارا من ذي قبل....
كان تقليد أمل الغريب الذي تقوم به في كل سنة إحياء لذكرى مأساة عائلتها فرصة أكبر لتزور منزل عائلتها المهجور ولتجدد عهدها لهم بالانتقام... رغم خطورة النزول الى تلك البئر ففكرة موت عائلتها بداخله تجذبها لتنزل اليه في كل مرة وكأنها تتقرب إليهم من خلاله... وكان طارق الصديق الوحيد الذي تثق به ويعلم بما تقوم به، رغم اعتراضه الدائم خوفا عليها فهو لا يجد غير الرضوخ لتمردها حتى يضمن انها لن تفعلها وحيدة ويتأكد من سلامتها...
*************
ترجل حمزة الحويري عن سيارته بعد ان توقفت داخل مرأب مظلم... انطلق بعدها مباشرة نحو المصعد ليصل الى الجناح الذي يسكنه جده... شاب بملامح جذابة وقامة تفوق في فخامتها قامات عارضي الأزياء والممثلين... يحرص بشدة على اخفاء نفسه عن العيون فلم يتعرف عليه أحد غير مساعديه المقربين الذين جهزهم من أجله جده حتى يضعه على رأس اعماله من بعده...
دلف غرفة الجد ليتسمر بمكانه للحظات وهو يراقب ملامحه وقد اشتد بها التعب...
رفع الأخير يده بصعوبة وهو يشير لحمزة حتى يقترب منه، ثم صر على أسنانه قبل أن ينطق بحنق:
-لتكن الشبح الذي أردته بقدر ما ترغب لكنك لن تسمح لنفسك بنقض عهد هذا الرجل الذي يحتضر أمامك...
ستعدني الآن قبل أن تغادر الروح هذا الجسد... ستعدني بأنك ستضع حياة والديك على رف النسيان وتتزوج...
أنت تقرأ
الشبح (مكتملة )
Ficción Generalيخفي نفسه عن الجميع بعد خروجه من مستنقع واحد من أسوء معسكرات التدريب الذي يقع تحت أحد السجون الأخطر في العالم ليجد خيطا يربطه بحقيقته التي سرقت منه منذ فتح عينيه على الدنيا...الخيط ليس سوى مجرد كلمة ...الشبح...
