الفصل الثامن (الهوة)

134 25 16
                                    

الفصل الثامن (الهوة)

مر بعض الوقت على نعيم وهو يقف كالصنم خارج القبو الذي حشر داخله لبنى... ضل يستعيد كلماتها وهو يستشيط غضبا حتى قاطعه أحد أعوان الحراسة وهو يسرع نحوه بملامح منزعجة:

-لقد التقطنا إشارة من هاتف غير هاتفك داخل القبو... هل تحمل هاتفا غيره؟

اتقدت عيناه بمجرد سماع كلمات الرجل ودمدم بغضب:

-هل أنت متأكد مما تقول؟

هز الرجل رأسه وقد استبد به الخوف من حالة نعيم الغريبة وهو يكظم غيضه بصعوبة...

غادر الحارس مسرعا ليهز رأسه بغيض:

-الجاسوسة الشيطانة تجيد التلاعب اذا... سأريك كيف يكون اللعب على طريقتي...

اندفع الى القبو يرنو الوصول اليها بسرعة البرق فهبت من مجلسها على الأرض لتقف بحيرة وعينيها الممتلئتان ذعرا تراقبان اقترابه منها دون أن يكون له نية للتوقف... حشرها بين جسده وجدار القبو وكبل كلتا يديه بيسراه ليرفعهما أعلى رأسها بينما تجوب يمناه مفتشة عن الهاتف بين ثنايا جسدها دون أن يولي اعتبار لصرخاتها المتعالية:

-أتركني... وغد... حقير لا تضع يدك الكريهة علي... لا تلمسني...

لم توقفه محاولاتها الانفلات من بين يديه فتابع ممرر يده ضاغط على صدرها وبطنها بقوة حتى شلت حركتها عندما غاصت يده بين فخذيها فكادت تبتلع لسانها بينما ذبلت عينيها فجأة ولم تستطع رد فعل حتى توقف فجأة وهو يلتقط الهاتف المثبت اعلى فخذها ويهمس في أذنها بنبرة مهينة:

-يبدو أنك ترغبين بأن أتابع ما كنت أفعله... لكن عليك التحكم بجسدك قليلا حتى أهتم بأمر الهاتف وأعود إليك...

غمز بطرف عينه وهو يفلتها بقوة قبل أن يتكلم بنبرة ساخرة:

-لا تقلي سأجعلك تستمتعين أكثر في المرة القادمة...

كانت تنظر له برغبة شديدة في إلقاء حجر على رأسه ترديه به قتيلا لكنه انصرف مسرعا تاركا اياها بحالة من الذهول التي لم تعرف مثلها من قبل...

****************

مشى حمزة بخطوات متسارعة نحو خارج القصر وهو يحكم قبضته على الرسالة حتى كادت تتمزق من شدة توتره... يستعيد كلماتها كأنما يسمع صوتها منتحبا ودموعها تنهمر على الورقة بينما تخطها له "سأتغلب على مشاعري الغريبة نحوك حمزة الحويري ... حتى وان كان قلبي ينزف دما... سأقتلعه بيدي وألقى به للكلاب أفضل من أن أسلمه لك... لعدوي الأكبر "...

كان يعيش حالة من الذهول شلت تفكيره على نحو جعله لا يستوعب سوى اعترافها بعشقها له... حتى وان كانت عاقدة العزم على الانتقام منه...

مجرد التفكير بأنها عشقته أثار بداخله مشاعر غريبة ليتوقف فجأة ويعاود تأمل الرسالة بعينين جاحظتين

الشبححيث تعيش القصص. اكتشف الآن