الفصل الحادي عشر
(رسائل)
توقفت أمام المطار سيارة الكاديلاك الفريدة من نوعها او كما سماها صانعوها "وحش الطريق"، سيارة تحظى بأطنان من الدروع الفولاذية والإطارات المسطحة وقاذفات الغاز المسيل للدموع، كما توجد مجموعة من البنادق مخفية بشبكتها الأمامية ، ويمكن استخدامها لإطلاق النار تحسبا لأي هجوم محتمل.
لم يبدو مظهر السيارة الوحش اعتياديا من الخارج، ولكن ما وراء هيكلها كان يفوق الخيال بسبب نظام امنها العالي الدقة حيث تصل قدرته لعزل المقصورة الخلفية تماما لحمايتها في حالة أي هجوم كيماوي أو بيولوجي.
و تحتوي على نظام اتصال عبر الأقمار الصناعية للسماح بتشغيلها في أي ظرف، والتأكد من بقاء الشبح على اتصال طوال الوقت.
جلس ينتظر ببرود داخل مقصورته و هو ينفث دخان سيجاره بقوة و يضيق عيناه المصوبتان على بوابة خروج المسافرين فلم يكن لينتبه لأحدا من المارين المنبهرين بالسيارة اذ تسمر عقله بإنتظار صورة واحدة... وجهها الذي حفرت ملامحه داخل عقله منذ أول لقاء لهما على شاطئ الجزيرة...
منذ يومين وصلته معلومات بتسجيل تذكرة عودة الى البلد بإسم أمل الكافي و بمراجعة معلومات التذكرة تأكد تماما بأنها تعود إليها...
بعد بحث دام لشهرين كأملين لم يستثني بهما أي مكان توصل الى أنها غادرت الوطن بجواز سفرها الأصلي و اتجهت نحو مدينة روما لكن كل البحث توقف عند نقطة وصولها كأنما الأرض انشقت و ابتلعتها... شبكة سرية كأملة عملت لحسابه طوال الشهرين منذ عادت الحياة لتدب بداخله لكن لم يستطع أحد العثور على خيط يوصله إليها...
لم تخطط أمل لما بعد خروجها من البشير ة بعد أمر إخلائها... أخذت أشيائها و غادرت و هي لا تملك الا بعض النقود التي ادخرتها منذ زمن... غادرت نحو منزل العجوز التي دلها عليها طارق في الرحلة التي سبقت حادثة الجزيرة لكن وجهتها تغيرت عندما اضطرت بأن تتوقف لتنقذ شخصا مصابا اثر هجوم عنيف تبين فيما بعد بأنه رجل استخبارات شاب و بأنها انقذت حياته بأن ألقت بنفسها وسط الهجوم لتساعده ...
اضطرت الى الذهاب مع علي لتقود سيارته مبتعدة به عن مكان الهجوم و لشدة إصراره اضطرت لأخذه الى المكان الذي وصفه لها لتواصل علاجه بدلا من أخذه إلى مستشفى...
عاد علي الى الحياة بفضلها و أصر على مساعدة أمل بأن إكترى شقة من أجلها بعد أن أخبرته بأنها لن تستطيع فعل ذلك...
لم يسأل علي كثيرا عن الأسرار التي أخفتها أمل فلم يكن شيئا مهما بقدر كونها المرأة التي أنقذت حياته... و بسبب إصرارها على إخفاء هويتها اعترفت له بأنها قتلت شخصا قام بقتل عائلتها و بأنها تهرب خوفا من أن يصل البوليس الدولي الى مكانها نظرا لأهمية الرجل و نفوذه...
أنت تقرأ
الشبح
Ficción Generalيخفي نفسه عن الجميع بعد خروجه من مستنقع واحد من أسوء معسكرات التدريب الذي يقع تحت أحد السجون الأخطر في العالم ليجد خيطا يربطه بحقيقته التي سرقت منه منذ فتح عينيه على الدنيا...الخيط ليس سوى مجرد كلمة ...الشبح...