الفصل الخامس (الهدف)

116 23 14
                                    

الفصل الخامس (الهدف)

رفعت يدها تضغط بقوة على عنقها المتشنج فقطبت جبينها من شدة الألم ثم فتحت عينيها بتثاقل لتمعن النظر في المكان من حولها... ضل عقلها ساكنا لبرهة قبل أن تتنبه لوجودها بمكان لا تعرفه...

غرفة شديدة الاتساع بأثاث فاخر وستائر داكنة جعلت المكان شديد الأناقة والترتيب، مما ينم عن ذوق رفيع في تنسيقه...

تكلم بنبرة هادئة وهو يسحب نفسا عميقا من سيجاره:

-ان كنت تقعين هكذا لمجرد قبلة فعملنا سيكون صعبا...

سرت رجفة غريبة في جسدها بينما توقف عقلها يحاول استيعاب كلماته لكنه تابع متسائلا وهو يغمز بطرف عينه:

-هل أنت بخير الآن؟

رفعت جسدها لتغادر الفراش ثم تمتمت بنبرة حزينة:

-أنا جيدة... لقد انخفض ضغطي فحسب...

صمتت لبرهة ثم قالت بحيرة:

-لما جئت بي الى هنا؟

رد دون أن يرفع عيناه عن حاسوبه:

-يجب ان تعتادي على المكان... بعد أيام سيصبح هذا الجناح لكلينا...

ابتلعت ريقها وهي تحاول كبح جماح روحها المتمردة حتى تمنحه الفرصة للتقرب منها فبقدر علو ثقته وايمانه بها سيكون وقوعه أكثر إيلاما ودمارا...

استجمعت نفسها لتتكلم وهي تجول ببصرها في المكان:

-انه فخم جدا... لكن الأشياء البسيطة تناسبني أكثر فأنا لم أولد وفي فمي ملعقة من ذهب... أنا قبلت الزواج فقط من أجل إنشاء العائلة التي افتقدها... ليس من أجل حياة الثراء والبذخ...

ترك مقعده ومشى نحوها بخطوات هادئة بينما تقف بجانب النافذة تتأمل شرفة القصر حتى كاد جسده الضخم يحجب عنها النافذة تماما ... ليتكلم وهو يتفحص تفاصيل جسدها بعينيه:

-أنا ايضا لم أعش حياة البذخ التي تتحدثين عنها وأنا أيضا عرضت عليك الزواج لتأسيس عائلة...

قاطعت كلماته بسؤال جعل عيناه تجحظان فجأة:

-لماذا قبلتني؟

قالتها وهي تضغط على أصابعها بتوتر فضل صامتا لبرهة عاجزا عن إيجاد الرد المناسب لسؤالها...

توترت بشدة من صمته ونظراته الحارقة وجسده الذي أخذ يقترب منها حتى كاد يلاصقها فاستدارت لتفتح الباب وتذهب لكن يده سبقتها ليغلق الباب ويدفن رأسه في خصلات شعرها قائلا بنبرة ماجنة:

- لا تذهبي... الا يجب أن نمضي بعض الوقت معا قبل الزفاف...

ضلت صامتة لبرهة فتابع قائلا وهو يسحبها من كتفها حتى تقف قبالته متأملا شفتيها المرتجفتين:

-هل تخافين من قربي منك؟ ...

ارتسمت الحيرة على ملامحها وهي تحاول جاهدة لملمة قوتها التي تبعثرت أمام نظراته ثم تمتمت بصوت مضطرب:

الشبححيث تعيش القصص. اكتشف الآن