{Playback}
Gaho - Start over
-----------------------------------------------------خطط جايهيون للذهاب لزيارة والديه وقضاء عدة أيام بمنزلهم بعد انتهاء حفلهم الأخير وحصولهم على عطلة قصيرة حتى استئناف التدريبات للحفل القادم.
تخطى الحديقة متوسطة الحجم المغطاة بطبقة رقيقة من عشب أخضر قصير والحاملة لسفرة جانبية بإحدى أركانها. فضّل طرق الباب بدلًا عن استخدام المفتاح كونها الطريقة الأسهل، وخلال ثوانٍ معدودة، فُتح الباب ليستقبل الفتى رائحة المنزل وهيئة والدته بإبتسامة رقيقة، ابتسامة انكمش بعض الجلد بأطراف أعينها أثرها.
أسرعت الأم وطفلها بإحتواء كلٍ منهما للآخر، كورت الأم وجه ابنها حال ابتعادها طابعةً قبلة طفيفة على وجنته اليمنى قبل أن تفسح المجال لزوجها الواقف خلفها لفعل المثل.
أحاط الرجل في منتصف عقده الخامس طفله الوحيد بين أذرعه بقوة متوسطة بالنسبة له، لكنها كانت أكثر من كافية لشبيه الجراء، والذي أحس بعد فكه للعناق بباطن كف والده الخشنة تربت على نعومة وجنته لمرتين بدلًا عن حصوله على قبلة.
ومن بين لحظات الدلال القصيرة تلك، داهمت صورٌ لصحاب كفٍ مشابهة ذاكرة الصغير بلا أي مقدمات، مكتفيًا بالميل ناحية الكف الكبيرة قليلًا بابتسامة؛ في محاولة لتجاهل تلك الصور صنيعة عقله، ليعود للفتى جزءٌ من وعيه المفقود من جديد بعد شعوره بشيء ناعم يحوم حول قدميه مطالبًا ببعض الإهتمام.
جثم وصولًا لكلا الجروين ذات الفراء الأبيض الشبيه بكرات من القطن، وأخذت الجراء الصغيرة بالقفز حول مالكها بذيول تهتز سعادةً.
عانق الفتى كلا الجروين سويةً لينقض عليه أكبرهما للعق وجهه بإهتياج حتى سقط على ظهره، عاجزٌ عن السيطرة على الجراء السعيدة.
تبسّم كلا الوالدين على الصورة الواقعة أمامهما، ولامستهما نفحة من نفحات أيام ماضية، أيام تكرر بها هذا المشهد ظهيرة كل يوم حين عودة الفتى من المدرسة بعد يومٍ طويل، حين كان إلقاء التحية على الجراء التي انتظرت مالكها طوال ساعات النهار أكثر أهمية من نزعه لزيه أو انزاله لحقيبة ظهره.
تمنى الفتى امتلاك حيوان أليف كأي طفل آخر في مرحلة ما، كما رأى على شاشة التلفاز ورفقة بعض الجيران في الحي، وإن أتته الفرصة متأخرةً بعض الشيء نظرًا لتنقل عمل والده من مكان لآخر، وبعد العودة واستقرارهم في موطنهم الأم وفي عامه الأخير من المدرسة المتوسطة، جاءت الفرصة على شكل إعلان خُط على ورقة بجانب مقصف المدرسة الصغير تم وضعه من قبل عاملٍ هناك.
لم يفكر جايهيون بالأمر كثيرًا وتردد بسبب المسؤولية التي قد تلقى على كاهله، لكنه وأثناء تناوله لطعام الغداء مع عائلته الصغيرة وأثناء مشاهدة التلفاز الذي صدح صوته محاولًا قتل بعض من الصمت الذي انتشر بأرجاء المنزل، قرر ألّا بأس بطرح الفكرة على والديه، لتتلقى الفكرة قبولًا أكبر مما تصور الفتى ذاته، وسرعان ما تلاشى ذلك الجزء المتردد بداخل الصبي عند رؤيته لرد فعل كلا والديه.
أنت تقرأ
Bottom of the Ocean | Daebong
Fanfictieوإن كانا قد اقتربا من الحافة سابقًا، فقد سقطا الآن، ولا مجال للتراجع.