Chapter[3]- المَعرض

639 57 18
                                    

"أنا بطريقةٍ ما.. أعلم اليوم الذي سوف تموتين به"

قالت جيني هذه الجملة بكل هدوء، بنبرة طبيعية، ولا يبدو عليها أي علامةٍ من علامات الجنون.

"أعلم ذلك باليوم، الساعة والدقيقة وكيف سيتم ذلك بالضبط"
أضافت جيني بهدوء وجدية، بينما تنظر داخل أعين ليسا.

وبالرغم من ذلك، كانت ضحكات ليسا الهستيرية تعلو وتعلو في داخل المقهى، هل كانت ضحكات سخرية عاديةٍ أم ضحكات خوفٍ وعدم تصديقٍ ونكران.

ليسا:"لديك حس فكاهةٍ عالٍ"

جيني:"ماذا تعتين بذلك؟"

لتصمت ليسا التي أتعبتها رئتاها من الضحك، وراحت تعيد التفكير بالأمر قليلًا، ولاحظت جدية جيني المثيرة للشك فيما تقوله.

ليسا:"اولست تمزحين!"

وبالطبع جيني بقيت صامته، حيث في صمتها ألف حكاية.

هل حقًا تعلم يوم مماتها؟! ام ذلك مجرد وهمٍ.

لا أحد يدري.. لكن ما تعلمه ليسا هو أنه لا يمكن لأحد التنبؤ بيوم ممات شخصٍ آخر التقاه لتوه، والاسوأ أن جيني قالت ذلك بكل ارتياح وباعتيادية، كما لو كان من العادي أن تخبر شخصًا غريبًا كليسا بأن تجلس معها ومن ثم تلح عليها مانعةً اياها من الذهاب، وبعد ذلك تخبرها بأنها تعلم سرًا كونيًا خطيرًا، والذي هو يوم مماتها، كل ذلك لم يكن صحيحًا.

'هذا كذب!'، فكرت ليسا بداخلها، وهي محقة هذا كله لا يبدو منطقيا، وجيني هذه هي خادعه تريد  عمل مقلبٍ بليسا.
لكن ياترى ماذا سيفيدها ذلك!.

"ذلك كان مضحكًا جدًا يا جين" ضحكت ليسا.
جيني:"اسمي هو جيني، وتلك هي الحقيقة يا ليسا"

ليسا:"أجل وأنا فضائية قادمةٌ من زحل"

جيني:"أنا لا أمزح ليسا"

وبقيت جيني تنظر الى ليسا التي سكتت أخيرا تفكر في كل تلك التساؤلات في عقلها.

"إذن..؟" قالت جيني بينما ترتشف القهوة بهدوء.

ليسا:"هذا كان مضحكًا حقًا، لكن توقفي عن ذلك المقلب"

جيني:"ليسا هذا ليس مقلبًا!"
صرخت بها جيني.

باغتت صرخة جيني ليسا، وبقيت تنظر اليها تدلك رأسها باصابعها.
'هي تبدو جادة' قالت ليسا في نفسها.

ليسا قد حاولت الانتحار عدة مرات الآن، مرة في صغرها، وأخرى قبل أن تدخل الى المصحه، وبالاضافة الى محاولة أخرى في المصحه حين كانت تتلقى العلاج، لقد سئمت من محاولاتها الفاشلة في قتل نفسها، وتسائلت دوما عن يوم مماتها، لذا آخر ما تريده ليسا هو فتاة غريبةٌ تعلم عنها كل شيء، حتى يوم مماتها، أن تأتي وتكون مصدر ازعاج بالنسبة لها ليذكرها كم هي تعيسة وكم حياتها بلا قيمة لأنها لم تستطع مسك سكينةٍ وقطع رسغيها.

How will I DIE?حيث تعيش القصص. اكتشف الآن