Part 1

27 2 8
                                    





~

نَهظ ذو السابِعة عشر ربيعاً من على سَريره الخشبي ، وقد أصدرَ صوتا صريراً حينَ أستقامَ مُبتعداً عَنه ، تنَهدَ ومسح وجهه بِكفه بِكسلٍ مُفرط .نزلَ الى تحت حيثُ والدتهّ تعد الافطار كالعادة وقفَ قُرب الباب لِوهله  يُحدق بِها كانَ مُتردداً في إلقاء التحيةِ عليها

"أجلس لاتَقف هُناك !" نَطقت والدتُه دونَ أن تَنظُر أليه ، فَقد كانت مَشغوله بِترتيب المائدة ، أومأ الاصغر وقَرر الا يَنطق بِشيء . جَلس على الكُرسي قُرب المائدة ثُم بدأ بِتناول طَعامه بِكُل هدوء
جَلست والدتُه على الُكرسي قُرب النافذة المطبخ ثُم وَضعت القدِ ر في حُجرها وأخذت تُقشر حبات البطاطه

كانت هذهِ حياتهم لاشيءَ جديد فيها ، حَيث يعيشُ كلاً مِن الاُم وإبنِها تَحت سقفً مِنزلٍ صَغير خالٍ من الدفء والمشاعر ، كَخلو ليل الشتاء مِن النجوم
  "لَقد شَبعت " أردَف بعدَ أنتهى من طعامه ثُم شابكَ كَفيه معاً وأغمضَ عينيه ليقول " شكرًا لكَ أيها الرب على هَذه النعمة "

بَعد أن فَرغ مِن دُعائه الذي كانَ مَفرُضاً عليه من قِبل والِدته وَقف لِتجهز للذهاب الى المدرسة
" أنتظر " أردفت والدته وَهي لا تَزال تُحدق بالقِدر ، هَمهم لها الأصغر لِتتحدث 

"عُد بِسرعه ، سَنذهبُ للكنيسةً اليوم للتَضرع للرب ، لِغفر لَنا " نَطقت بِنيرةٍ جافه ولا تَزالُ ملامِح وَجهها مُكفَهرة
"ولَكن اليوم ليسَ الأحد ؟!"

"وَهل يَجب ان ننتَضر يوماً مُحدد للدُعاء؟!" صَرخت بِه ولَكن هذهِ المرة كانَت تَنظرُ لهُ بِسوداوية  وكأن عدواً يقبَعُ امامها ،
أبتَلع المعني لُعابه ونَفى بِرأسه بِتوتر واردَف بِتوتر "أسفٌ أمي لَم اقصد مُعارضتك ، أنا حقاً أسف "

"لا يَجب أن تَعتَذر لي ، عَليك الاعتذار من الرب على خطيئتك ، أنتَ ذَنب أقتَرفت في لَحظات طيشي لَم يَكن يجب تركك أن تَعيش"
وَقفت وسقط القِدر لِتتناثَر حَبات البطاطا على الأرض ،
تَراجع جوليان للخَلف بخطواتٍ مُتردده ، " لاتَهرب قِف مَكانك!"
لَم يَمتَثل لأمرها بَال هرعَ نَحو الباب مُسرِعاً للهروب ، رَكض بأقصى سرعته حتى أخذتهُ قَدميه الحافيتين الى أبعد مَكاناً في القَرية

جَثى على رُكبَتيه وأخذ يَلهَث بقوة ، محاولاً تنظيم أنفاسه الضائعه
أمتلئت عَينيه بالدموع حُزناً على حاله البائسه
فَقد سَئِمَ سماع الكلامِ ذاته كُل مرة ، باتت أيامه مُتشابه بِشكلاً سوداوي
"جوليان !؟ لِم أنت هُنا؟ " نَفض الاصغر نفسه ومسح دموعه بِذراعهثُم أجابه بِبحه صوته "لا أفعل شيء ،سيدي"

"ألا يَجب أن تَكون في مدرستك الان؟ هل هي والدتك مجدداً"أتسعت مُقلتيه بِخوف واردف وهو ينفي بيديه "لا ليسَ كَذلك
، لَيس كَما تَضن صَدقني ، كُل مافي الامر هو أن أمي طَلبت مِني أن اذهَب لشراء بَعض الحاجيات من السوق"

᷂الخَطيئة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن