إقتباس

5.2K 92 93
                                    

أجل! رجال المافيا السادين يهتمون بنظافتهم بهوس!
.
.
تنهدت ماريا بعد أن أنهت تحضير نفسها لهذا اليوم ثم نهضت و إتجهت لتغادر نحو غرفة المعيشة حيث يجتمع
الجميع حول طاولة الإفطار كالعادة
.
.
- اللعنة عليك جون! هناك شهر عسلٍ واحد في حياة الإنسان العادي و هو الفترة التي يتصرف فيها الشريك برومانسية و أنت تقضي حياتك الزوجية كاملةً شهر عسل!
.
.
- طبعًا! رؤية الخوف على وجوه أولئك الرجال يجعلني متحمسًا!
.
.
- إذًا، متى يُرفع عنك الحصار يا جاك؟! -فهم المعني أن براد يقصد مكابرة دانيال و عدم تقديمه الموافقة الرسمية على زفافه مع سوزان لذا فهو لم يعلق مما إستدعى براد ليُكمل محرضًا- لو كنت مكانك كنت إختطفتها و تزوجتها دون الحاجة للإنتظار بتاتًا!
.
.
- هل يتناول الرجال الماكياج؟!
إلتفتت جوليت بقوة لتُعارض إبنتها و لكنها وجدت براد يرد بإبتسامةٍ واسعة على وجهه
- أجل عزيزتي، يفعلون ذلك حين يشعرون بالعاطفة أو الشهوة
.
.
- أيس، أريد تقريرًا مفصل عن أداء ويليام فوق مكتبي نهاية هذا الأسبوع، و أنت -أشارت على براد- جهز نفسك مساء الليلة للتحلية، و الآن، جهزوا أنفاسكم لكي نذهب
للمقر، أنتظركم في السيارة
.
.
إتسعت أعين الجميع، لقد كان عرضًا مغري لدرجة الجحيم فالجميع يعلم أن حماية الزعيمة لا تُخترق و حصول أي أحدٍ على طلبٍ مجابٍ منها كان الحظ بأم عينيه و لهذا لمعت أعين الجميع بالتحدي
.
.
إنقلبت ملامح براد من الغيض إلى المرح و إبتسم لها كما
تفعل ثم سخر و هو يتقدم منها ليأخذ المنشفة
- ناه! الأمر ليس مميزًا لتلك الدرجة
- بلى هو كذلك، و أضف على ذلك أنه علينا التحدث بموضوع زواجك بشكلٍ جدي، عليك الحصول على إبنٍ قبل إستفاقة أبي من الغيبوبة -دخل براد في موجة ضحكٍ غريبة بعد كلامها و عاد للجلوس أرضًا تحت نظراتها المستغربة و قد إلتقى حاجباها- أ قلت نكتة؟!
سألت بهدوء فرأته يمسح على وجهه ليتوقف عن ضحكه
الهيستيري ثم حدق بها بوجهه المبتسم بجنون و كأنه حصل على الجنة
- لقد دغدغتني نملة، أسف -سخر كي يفسر ما حدث له ثم أردف بينما يجلس أرضًا فاردًا ذراعي خلفه كي يتوازن- جديًا، أفكر في الزواج، لكن الحصول على أطفال! لا أعتقد أني صبورٌ على طفلٍ سيشاركني زوجتي!
تأوه بخفة حين تلقى ضربةً خفيفة على رأسه من ماريا التي تمتمت بإنزعاج
- منحرف!
ضحك لها ثم أخفض رأسه للخلف بما أنها خلفه و قال بخبث
- أنا منحرف و غير صبور، عكس رَجُلِكِ ذاك!
.
.
في ذلك المستشفى التابع لعصابة آل كابوني و بجانب زجاج إحدى الغرف التي إحتوت مريضًا تبدو عليه المراهقة ملفوف الرأس و محاطًا بالخيوط التي تتدلى من الأجهزة من كل مكان، كانت تلك الشابة تحمل كوب قهوتها الذي لم يفارقها منذ شهر، مشبكة الذراعين، متعبة
العينين، تضم شعرها الأسود في شكل ذيل حصانٍ صغير
لأنه قصير و تحدق بشرودٍ في جسد شقيقها، تتنهد مرةً على مرة بعمق و قهرٍ تُخرجه من أعماقها المتعبة؛ ما هي إلا ثواني حتى شعرت بكفٍ حارٍ على كتفها
.
.
- كما هو، في غيبوبةٍ لا نعرف مدتها، أحشائه محطمة، جمجمته مكسورة، مجرد جثةٍ حية، أو بالأحرى نحن من نجبره على البقاء حيًا!
.
.
- أعلم، يصعب التعامل مع الحمقى، لكن لا بأس بذلك لطالما أني أحب سماع الكذب بينما أعرف الحقيقة، لقد أعلنت مكافأةً لمن يمسك بالمتورطين، صدقيني ما إن أحصل عليهم سأجعلهم يطلبون الرحمة ولا يجدوها
.
.
- هل هناك خطبٌ ما؟!
أثار صوته الإنتباه نحوها أكثر و هي الأخر تنهدت لتشرح
بهدوءٍ سببه تعبها و عيناها على نقطةٍ وهمية
- اليوم، ذكرى ميلاد أبي!
.
.
- زيارة أبي ليست الشيء الوحيد الذي يزعجني فعصابات امريكا كذلك بها بعض المشاكل التي يجب أن تُحل، كقصة المسدس الذهبي!
- و ما خطبه؟!
سأل أيس بإستغراب ليتلقى إجابة ماريا الجادة
- لاكي أخبرني أنه لم يعثر على المسدس بحوزة ريان، و هذا الأخير سبق و أخبرهم أنه و منذ أَخَذَ منصبه لم يحصل عليه، آخر من كان يملكه كان، جارد ويس بوند
.
.
- سأنجز هذا الأمر، سأسافر لامريكا و أعثر على المسدس
لأقدمه لصاحبه، لا داعي لقلقك
أومأت ماريا برأسها و قد فهمت ما يريد و لكن علامات الإستغراب ملأت وجهها حيث لم تفهم سبب إحتقان وجه أيس و هو يتحدث، لم تحاول التفكير في السبب و سريعًا عارضت
- شكرًا على مساعدتك العزيزة، و لكن يجب أن أهتم بالأمر بنفسي، لدي رغبةٌ في لقاء هذا الرجل، كما تعرف، هو متهمٌ بقتل مايا و نحن لم نبرئه بعد
إنصدم الأغلبية هناك من كلامها في حين صرخ أيس بعدم تصديق
- نبرئه!
.
.
بعد حوالي الخمس دقائق أتى الدواء بمفعول و لكن ماريا قد لاحظت أن تأثيره بدأ يأخذ مدةً طويلة فقد كان
يحتاج دقيقتين ليخفف صداعها و الآن خمس! هذا يدفع
لزيادة الجرعة و هي حتمًا لن تفعل ذلك حتى يصبح إدمانها
.
.
سمعت ماريا و هي في وسط الظلام الدامس صوتًا غريب لم تتعرف عليه بدايةً، كان يشبه الخشخشة، كان يتردد متباعد المدى و كانت تدرك أنه من غرفتها و لكن لا تعرف ما هو بالضبط و من سببه
.
.
إلتفتت نحو الشخص في مكتبها و قد أدركت أنه كان أيس، لم تهتم لما يفعله بجانب مكتبها أو بالأوراق التي بين يده و كل بصرها تلملم على ثيابه، قميص أسود و سروالٌ قصير بلونٍ أحمرٍ غامق، اوه لا! ليس هذا ما كان يرتديه أمس، أمس! هل هي في الغد؟!
.
.
- صباح الخير!
زفرت هي بقوةٍ و إبتعدت عنه لتقول بإنزعاجٍ ضخم
- عن أي خيرٍ تتحدث يا أيس! لقد إستغرقت في النوم و اللعنة!
.
.
كاد يقترح مساعدتها و لكنه رأها وجدت ما تحتاج و كدليلٍ على ذلك نزعت قميصها و ألقته بعيدًا مما جعله يُصدم، هي حتى لم تهتم لتواجده هناك و أكملت إستبدال سروالها تحت محاولته لعدم التحديق بها
.
.
- ليس عليكِ الإستنفار هكذا حبيبتي، لطالما أما موجود فلا بأس
.
.
- الراحة حقًا شيءٌ نادرٌ في حياة رجل مافيا!
- أنتِ امرأة كما تعرفين!
.
.
- يبدو أن أحدهم في ورطة! -همهم و كأنه يفكر بعمق ثم
سأل متظاهرًا بالتفاجؤ بعد شهقةٍ صغيرة- هل سأُعاقب؟!
- على الأرجح!
ردت عليه ماريا بنبرةٍ تركته يعض شفته السفلية أكثر و لكن هذه المرة ليتحكم في مشاعره تجاهها، و رغم ذلك إندفع نحوها مقتربًا أكثر متمتمًا بهمسٍ مناسبٍ لمحيط المكان
- حبيبتي غبية! أنا لدي طرقٌ أفضل لجعلكِ تسامحينني!
بالمناسبة -تقدم نحو رقبتها يستنشق عبيرها مما جعلها تُغمض عينيها- رائحتكِ...مثيرة!
.
.
- عندما أكون بقربك، أفقد صوابي ماري، و أنا أحب ذلك
.
.
- أ تريد من "ماري" أن تزين جبهتك برصاصةٍ من مسدسها؟!
.
.
زفرت و هي تتقدم من المكتب و تسأل بملل
- ها أنا هنا، ماذا حدث أيضًا؟
- هناك تمرد
.
.
"سنلتقي و حينها أعدكِ بأني سأخنقكِ بيدي و جثتك ستحمل أثار أصابعي على رقبتك"
.
.
الحرب لن تتوقف إلا بعد تعليق رأس هذا المتبجح في ساحة الإعدام
.
.
- لقد علمت الزعيمة و أعلنت عليك الحرب، هل أنت سعيد؟!
إبتسم جارد بوحشية و أجاب بإستمتاع
- أكثر مما تتخيل! و لكن...
.
.
- أبدًا، لا تفكر في محاولة إستعطافي
.
.
- و لكن، أليس هذا أشبه بالإنتحار؟! إذا كانت تلك الأماكن هدفه الأول فكيف تذهبين لها يا زعيمة؟!
.
.
- أثق بها، تمامًا كما أثق بك، لذا لا تخيب ظني فيك و أرجع للأخت أخاها
.
.
- حفنةُ أغبياء!
.
.
- أنتِ مجنونة يا زوجة أخي!
- ليس مثلكِ يا أخت خطابي!
.
.
- لماذا تضحكن هكذا يا فتيات؟
- أمور بنات، لا تشغل بالك
.
.

Mafia's inferno ⚜️ "3"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن