ملحوظة: البارت في الأصل كان أطول و لكن لدي ظروف طارئة تركتني أعجز عن إكمال التعديل، لذا نشرت ما قويت على كتابته و تعديله
البارت القادم سيكون التكملة، كما أنه بهذا الانفصال أصبح يوجد 12 بارت
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡تنهدت ماريا و هي تقف أمام المغسلة في مرحاض هذا المطعم الصغير مبللة الوجه تأخذ أنفاسها ببطءٍ كي تُخفف القلق و التوتر الذي أصابها جراء جلوسها تحت رحمة أعين أيس و سوزان الساخطة، كان كلاهما يقدمان لها نظراتٍ جعلت أطرافها ترتعش، ليس هلعًا منهما و لكن توترًا و خوفًا من ملاحظة جيمي للوضع الاهب هنا، كانت تشعر بالتهديد من فكرة أنهما يؤكدان لها على أنه غير مرحبٍ بها هنا و قد أصابتها دهشةٌ من سوزان كونها إنحازت لتلك الدرجة مع أيس و لم تعرف كيف لها أن تعلم بالقصة و لكن حتمًا ليس من حقها أن تحكم عليها هكذا، و لهذا السبب إنسحبت إلى الحمام كي تستعيد أنفاسها و تخفف من الضغط على أعصابها
ظلت تحدق بشرودٍ تام بنفسها في المرآة و تفكر بالحال الذي آلت إليه الحادثة، ها هي الآن ترى أول الداعمين لخط أيس، هي حتمًا لا تعرف كيف سينتهي الأمر و لكن مشاعرها الداخلية تقدم لها إنذارات الخطر خاصةً بوجود جارد برفقتهم في البيت لفترة، الخصام بينه و بين أيس قد إنتقل لأفراد العائلة فقد تشاجر جون معه صباحًا في طاولة الإفطار دون سببٍ واضح، إذا كان يومٌ واحد سيمضي هكذا بكميات ضغطٍ هائل عليها، كيف ستُمضي البقية؟! فكرة أنها لحد الآن لا تعرف هي من تكون و ما خطوتها القادمة بالضبط و كانت فكرةً مُتعبةً لتفكيرها تُرهق جسدها للغاية
تنهدت بعمقٍ لترفع يدها و تحدق بساعتها، عبست شفتيها حين رأت أنها أمضت ربع ساعةٍ وحسب هنا، تبًا
الوقت يصبح بطيئًا عندما تنتظر!
قاطع فكرتها هذه شعورها بمن وقف بجانبها فرفعت بصرها لتجد سوزان تكتف يديها و تعطيها نظرةً ثاقبةً ليست مطمئنة، إستغربت ماريا من تواجدها هنا و حدقت هي بدورها بها حتى سمعتها تسأل بتواقح
- إلى أين تحاولين الذهاب؟!
عكفت ماريا حاجبيها مستغربةً غير مستوعبةٍ للسؤال لترد بنبرةٍ جامدة بعد أن إبتعدت عن المغسلة قليلًا و عدلت نفسها لتصبح موازيةً لسوزان عاقدةً ذراعيها
- و ماذا من المفترض أن يعنيه هذا؟!
أرسلت هذه الإجابة و النبرة التي أتت بها غضب سوزان للحافة خاصةً أنها كانت على شق حفرةٍ منه منذ عرفت بالقصة و تقدمت بخطواتٍ سريعة جعلت ماريا تفك ذراعيها من تكتيفهما و لم تشعر حينها إلا بصفعة سوزان التي أدارت وجهها للجهة الأخرى، تجمدت بسبب هذا لعدة ثواني و إتسعت عيناها بصدمة تغلبة عليها و تركت جسدها و لسانها حاجزين عن التعبير عن أي إحساسببطءٍ تلمست خدها الذي حرقها قليلًا و عادت ببصرها غير المصدق لما حصل على سوزان التي لم تبدو عليها ملامح ندمٍ أو خجلٍ مما فعلت بل كشرت إبتسامةً ساخرة و هي تحدق بماريا من الأعلى إلى الأسفل قبل أن تردف بإشمئزازٍ و غضب
- هذه من أجل أيس، أنتِ تستحقين ما هو أسوء و لكن لنكتفي بهذا في الوقت الحالي لم تسوعب ماريا ما سمعت رغم أنها فهمت ما تقصده سوزان، لكن لماذا الصفعة؟! هي لا ذنب لها
أخفضت ماريا نظرها إلى الأرض لأنها لا ترغب بمواجهة سوزان التي تقدمت منها أكثر لتُكمل حديثها بنبرة سامةٍ
محتجة
- لا أكاد أصدق أبدًا، الخيانة! لهذه الدرجة وصل بك مدى الحقارة؟! و مع من؟! ألد عدوٍ للعائلة! لكن ما المشكلة؟! أنتِ حتى لستِ من العائلة! لن تهتمي طبعًا، لكن أنا أهتم،
و عليكِ أن تعلمي أن ما فعلتيه كان نهاية كل شيء، أنتِ قد أعدمتِ علاقتك بأيس إلى الأبد، لذا، عندما يغادر جارد ليعود لإقامته الجبرية، يُستحسن لكِ المغادرة معه، لأن علاقتكِ بأيس قد إنتهت و لن تبدأ من جديد، أبدًا
ختمت سوزان كلامها بنبرةٍ حادة جعلت ماريا ترفع رأسها بفزع، كادت تهم بقول شيءٍ ما و لكن تراجعت و عضت شفتيها بخجل، الذل و الهوان الذي شعرت بهما، الإحتقار الذي كان في نبرة و تصرف سوزان التي أعطتها نظرة العدو اللدود جعلها تخرس ولا تحرك ساكنًا للدفاع عن نفسها فقد عجزت عن إيجاد حروفٍ تتفوه بها لتواجه تُهم سوزان في حقها و بدل ذلك أخبرتها بنظراتٍ خالية يختلجها الألم عن أنها ليست على صواب و أنه عليها أن تفكر قبل أن تتحدث لا تنطق بكلامٍ قاسي كهذا هكذا، و لكن سوزان لن تكترث و تحركت مغادرًا تاركةً ماريا تسقط على ركبتيها و قد ذبلت عينيها و ترقرقت الدموع في عينيها، الكلمات التي أخذت تتدفق من بين شفتي سوزان كانت وحشيةً للغاية على مشاعرها وأحاسيسها السقيمة في الفترة الحالية، كان الأمر أشبه برمي جسد أحدهم مريضًا في قفص أسدٍ جائع لن يترك منه عظمةً واحدة سليمة، تلك النظرة المتوعدة التي رأتها لأول مرة في عينيها جعلت روحها تتمزق خاصةً مع تلك الجمل التي كانت تخبرها فيها أن علاقتها بأيس قد ماتت و تطلب منها المغادرة مع جارد و كأنها تؤكد لها على أنها عاهرة، قهرتها فكرة أنه حتى أنثى مثلها لن تفهم موقفها أو تقدره و فقدت الأمل تمامًا، فإذا كانت سوزان فعلت هذا، حتمًا جون أو دانيال أو ربما حتى أندرو سيدعمون فكرة قتلها دون أن يرف لهم جفن
أخذت تحبس دموعها لعدة دقائق حتى كادت تنفجر من نقص الهواء فنهضت عن الأرض بصعوبةٍ مطلقة و غسلت وجهها في محاولةٍ لإخفاء الحزن عن ملامحها دون جدوة، إلتقطت نفسًا عميقًا توقف به جنون أطرافها و شفتيها على الأقل حتى تُكمل هذا الموعد، إبتسمت رغم الألم الشديد داخل قلبها المنهار فقط كي لا تشغل بال شقيقها الذي يلاحظ تلك الذرات الخفيفة من الحزن الذي قد يُنثر عليها
أنت تقرأ
Mafia's inferno ⚜️ "3"
Любовные романыالكذبة كذبة مهما حاولت تزينها، و المشاعر مشاعر مهما حاولت نكرانها ❥❥❥❥❥ ✗ ❥❥❥❥❥ دقت ساعة النهاية و زال الغشاء عن عقلها، إستعادت ذاكرتها المفقودة و إنقلبت حياتها المثالية لأشلاء دامية كان عليها...