منذ سبعينيات القرن الماضي ، اشرقت الشمس بمولدي وابتسم والداي بـ كوني الطفلة الأخيرة لهما لأكون ثالثتهما بنتا..
ابستمت لي السبعينيات ، وارتفعت وجنات العصافير ،
و خيطت شقوق القاع بجذور الاشجار ، وتفتحت بتلات الورود ، وكأن الربيع حلَ لساعة فقط وهي ساعة مولدي!
كنت أتساءل ،
يا ترى بأي زهرة كنت سأتكون لولا وجودي هنا؟
يا ترى بأي طيرٍ كنت سأكون ريشة خفيفة ؟
ياترى بأي ساحلٍ كنت سأكون نسمة منعشة؟
لم يجبني احد ، ربما لم يفهموا!.. طال الوقت ومازلت في شرنقتي البيضاء ، اشعر بالاحضان التي تهزني ، اشعر بحنان الاحضان ليس بالاحضان فقط.
كنت ذا احساس مرهف منذ الصغر..
اريد مناداة الجميع والضحك معهم لكن لساني متثاقل عن النطق ينطق بسخافات الاحرف فقط ، ينطق مهلهلا ، مجلجلا ، مفرحاََ لعائلتي ..
طفلتنا بدأت تتعلم اللفظ ، اشعر بالغرور وهو يسير على قلبي.!!
لقد كنت محط اهتمام اهلي كُلهم ، و محط غيرة اختاي الكبيرتين!
.لم نكن ثلاثة اخوات إناث فقط فقد كان لي ثلاثة اضلع وثلاث أخوة شجعان بالفطرة ، يشبهون ابي!
اصبحت ذات السنة ، وانا اقص قصتي لكم وامي حاملٌ بأخي الاصغر.. أبدأت الحياة تعاديني؟؟
لم اشعر بدلال الطفل الاصغر كما يجب كنت اشعر بأهتمامهم المُبلّغ فقط لكن كانت تلك الصفة تطغى عليّ وتمليني غروراََ ، انه غرور الاطفال ، برغم صغر سني البالغ ربيعاََ واحدا الا وقد مُلأت بالغرور..
لن يفهم هذا بالغ مثلك!!
يفهم النواعم ، امثالهم فقط.جاء اخي وانا في الثانية من عمري ، قرر والداي ان اكون الأخيرة لهما ، لم يختلفان معي ؟؟
حسناََ
، ابدو اكبر من ذلك لكن لا احد يراني ، الكل مشغولون بالطفل اللعين ، وددت لو اتحرك قليلا فأضربه ، اخنقه لكن يرجعني صراخه اميالاََ الى الوراء!
ماذا كان يفعل والداي عندما اصرخ ذات الصراخ؟
هل يفكران انني جائعة ، عَطِشة ام يفكران بانني انازع الموت؟تحركات العقارب تقلقني ، كيف أصبحت في الروضة بهذه السرعة؟
ابنتكما سوف تعاني من التعلم كثيراََ ، هذا ما اخبره المعلم في اليوم العاشر من الروضة لوالداي... لقد حاولا إخفاء ذلك عني لكني اكتشفت ذلك بأعينهم ، وحركاتهم والمقصوصة جناحاتهم.. تأثرت كثيرا لكن لا احد يهتم بتأثر الأطفال.... فهم اطفال!!!!
كلها سنة ونصف السنة لي في الروضة واذ بأخي التحق إليها ايضا ، أسوف يقاسمني كل شيء؟
حسناََ...
لم اتكلم كثيرا عن اخوتي الأكبر سناََ، فقد كان احدهم ملازماََ والآخر طالباََ واما الاصغر فقد كانت الدراسة عدوته فقرر ان يكون كاسباََ ، للمسبة!!
أعني ان والدي كان يشتمه كثيرا لانه لم يثبت على حِرفة قط!
واما عن اخواتي ، فقد كانتا مسندين قوويين لامي فرغم واجبات المدرسة الكثيرة على عاتقهم ، لم يضيعوا فرصة لمعاونتها ابداََ .
كنا عائلة سعيدة ، تلقى اقاربها بكل مودة واحترام كل جمعة وتتبادل النكات ، و الضحكات وحتى الأكلات ..
وتلعب مع الحمائم صيفا في الحديقة ، وتترامى بالكرة مع احفادها ، واولادها ، كبارها وصغارها وغربائها واقربائها..
كُنا سعيدين ، بالفطرة
أنت تقرأ
مُـرتطمة في زوايـا المـنزل!
Romansaاعيش منذ زمن ، على قيد الموت ، استنشق الدخان بدل الهواء واكل الكوارث الازلية ، امرض من شفائي فتتوزع الحقنات على اطرافي كي تمرضني اكثر .. امزج بقايا الالوان لارسم سرابي الخَفي ، وشيطاني الأشقر. ابجل الحياة الفردية النسوية فأهلا باللا عائلة ، اهلا...