ربما وجدت الحياة رائعة لكن بعض البشر يجعلونها اسوء ما يكون، ثم يأتي شخص يعيد لها ألوانها.
ها أنا ذا استيقظ على خليط من الأصوات صوت العصافير وصوت المشاة في الطرقات، استيقظت بمزاج ليس بسيء، ليلة أمس كانت مرهقة بعض الشيء كان لدي الكثير من المهام لأنجازها، وأيضاً لدي اليوم الكثير والكثير من المهام والأعمال، التقطت دفتر مهامي لأدون المهام التي يجب علىَّ إنهائها اليوم، انتهيت من تدوينهم انهم ليسوا سيئين، نهضت ورتبت الفراش وفتحت النافذه لأطلق العنان لأشعة الشمس الرائعه أن تزين غرفتي هي وبعض من نسمات الهواء الرائع اخذت ذلك النفس العميق لأبدأ ذلك اليوم الذي سأجعله يوم رائع، سأذهب لأصلي وأحضر بعض من الطعام، لذا اترككم مع ذلك التسجيل الصوتي لأعرفكم من أنا؛ أنا جميلة جدا تعلمون أليس كذلك لا لا أنا امزح، اسمي جميلة فتاة عادية أعيش حياة رائعة ربما البعض يراها ممله لكن أنا اجعلها رائعه بما أعيشه في تلك الحياة، اعيش بمفردي في شقة صغيرة انتقلت منذ أربع اعوام تقريباً، انتقلت بمفردي من أجل الدراسة و العمل ولأستقل بذاتي، قد يقول بعضكم في داخله الان أنها منحله تعيش بمفردها من دون اهلها، لكن انتظروا سأشرح لكم، عمي يسكن في الشقه المقابله، وظروف الدراسه والعمل هي من فرضت علىَّ أن أعيش هنا بمفردي بسبب عمل ابي وتعليم اخوتي لم يتمكنوا من العيش معي، تتسائلون الآن لما لا اعيش مع عمي في منزله؟ لأنه لدية ولدان يقربان مني سننًا، أنا في سنتي الأخيرة في الجامعة، لي عملي الخاص سيدة اعمال صغيرة اصنع بعض الاشياء اللطيفه "handmade"
اعمل ما احب واصنع الهدايه بكل حب قد يراه البعض بلا فائده؛ اقترح عليك أن ترتدي نظارة لترىٰ بوضوح.
ها أنا ذا عدت اليكم امللتم من ذلك التسجيل الصوتي! هيا بنا لنرى كم طلب يجب أن يتم تسليمه اليوم.
" عشر هدايا المفروض يتسلموا النهارده اما اشوف خلصت فيهم اد ايه"
وقفت جميلة في منتصف الصالة المليئة بالادوات وهي تضع يدها حول خصرها وتشير بيدها الأخرى " ادي واحد اتنين تلاته اربعه خمسه ووووووووسته هناك اهو ايه دا فين سبعه لا هعيط أنا عملته يلهوي عليا وعلى سنيني الحلوه دي..........اه افتكرت هناك على السرير وادي سبعه، كدا فاضل ٣ بس والله أنا اشطر كتكوت"
ثم جلست على طاولتها في الصاله وهي في مواجهة البلكونه وتسمع بعض الموسيقى وتددندن معها وهي تعمل وتميل رأسها مع الموسيقى ونهضت فجأه وبصوت مرتفع تقول " بكرا تشوفي ابنك رااااح فييين ولا فاااااارقه معااااياااا الناااااس مين سالك مين بصاص مين راضي ومين متغاظ ( وتكمل بنظرة غرور ) أنا بغلىٰ وهما رخاص "
ثم جلست تكمل ما تفعله وكأن شيء لم يكن
وبعد ساعتين من العمل نهضت بلا أي مقدمت " هييييييييييه خلصت "
ااااااااهٍ كم هي طفلة
" تعالوا بقا معايا نختار هلبس ايه اي رأيكوا البس الدريس دا ألوانه غريبه بس ملهاش حل "
وبعد أن انتهت من ارتدائها للملابس ظلت تتمشى وتتفاخر أمام المرأة وتنظر إلى نفسها وكأنها موديل وامسكت بمعطرها كأنه ميكرفون وظلت تسأل نفسها أمام المرأة
" ممكن تكلمينا عن الأوت فيت بتاعك لأنه اجمل أوت فيت النهارده" نظرات تمقت المذيعه ومن ثم تقول " مش هقولك منين علشان محدش يجيب زيي"
وبعد ساعه من هذا اللقاء وحمداً لله عادت لصوابها
" احم احم ايه الهبل اللي أنا بعمله دا، يلهوووووي الساعه ٤ الطلبات عايزة تتسلم" وبعض من نظرات الشفقه على نفسها" مهو لو كان في مندوب دلوقت كان وصلها "
وبعض من نظرات الشفقه على نفسها" مهو لو كان في مندوب دلوقت كان وصلها، إنما ولاد الوحشه دول مرضيوش قال ايه يا فنضم لاظم طأمين، عادي ولا يهزني هروح اوصل اوردراتي معززه مكرمه ولا حد يتحكم فيا"
اخذت أدواتها والتقطت مفاتيحها وهبطت سريعاً وقفت على باب العمارة تنتظر السيارة التي تتعامل معها لتوصل الطلبات وهي تنتظر رأت عمها وولده قادمون من بعيد فظلت تقول في نفسها " يارب ميشوفنيش يارب ميشوفنيش يارب العربيه تيجي بقا بسرعه قبل ما يجو وانا واقفه، الواد ابن عمي دا حلو وانا بضعف لما ببصلو وهقعد ابصلو وهاخد سيئات على الفاضي يارب يارب يارب يختااااااي جم اهم، الحمدلله راح عند أصحابه، ازيك يا عمو"
اكرم "عمها": اهلا حبيبة عمو عامله ايه، رايحه توصلي الاوردرات ولا ايه"
جميلة: اه يا عمو ومش هتأخر وهخلي بالي على نفسي وهعدي عليك لما أوصل ولو في اي حاجه هكلمك كدا كله تمام اهو.
ضحك عمها قائلاً " ماشي كله تمام كدا ربنا معاكي يا حبيبتي ويوفقك"
جميلة: يارب يعمو.
عمها اكرم: طيب يلا أنا هطلع بقا عايزة حاجة
جميلة: لا شكراً يعمو
نده اكرم بصوتٍ عالٍ على ولده
" كريم أنا هطلع أنا بقا وانت تعالى براحتك"
كريم يقف مع أصدقائه على بعد أمتار رد على والده قالئلًا
" حاضر يا بابا اتفضل وانا هبقى أجي"
جوا دماغ جميلة للجماهير بتوعها
"دا عمي الوحيد وبيعاملني كأني بنته بالظبط وانا بحبه اوي اوي اوي، ودا كريم حلم كل فتاة بس اللي هتقربله هشقها ايه هشقها دي هقتلها بالسكينه، بحبه وعمري ما اروح اقول، وانا شاكه أنه بيحبني مجرد شك يعني لو بيحبني هقولكو عيب عليكو، هييييح شايفين حلو ازاي"
سائق السيارة ظل ينبح في صوته: يا استاذة جميلة يا استاذة جميلة.
حمداً لله فاقت جميلة " ايه يا عمو انت جيت امتى "
سائق السيارة: أنا واقف بقالي ساعه
جميلة في عقلها " ما تقف ساعه عادي ما أنا واقفه بقالي ساعه دا ايه دا"
جميلة: اتفضل يا عمو دي العناوين اللي احنا هنروحها هناخد ساعه ساعتين بالكتير.
سائق السيارة: تمام يبنتي
ظلت جميلة تنظر من نافذة السيارة شاردة تظهر عليها ملامح الفرحه والرضا ومره اخرى ملامح غضب ومرة أخري ملامح حزن وأخيراً استقرت على ملامح الرضا ربما بداخلها عاصفه تهدأ وتثور لا بأس أنها ستبوح لجماهيرها بما داخلها لننتظر ونعلم ماذا كان يجول بخاطرها.
وبعد نصف ساعه وصلوا إلى أول مكان وتم تسليم اربع اوردرات في آن واحد
ثم نهضت إلى السيارة وانطلقوا إلى باقي المناطق
وبعد ساعه تم تسليم كل الطلبات إلا طلب واحد تأخر صاحب الطلب ولم يأتي بالرغم من أنه دفع نصف الثمن مقدماً، التقطت جميلة هاتفها لتدق على صاحب الطلب
جميلة: الو ايوا يفندم حضرتك كنت طالب اوردر.
زياد: ااااخ ايوا انا بس انا نسيت خالص أنا بتأسف جدا حضرتك فين طيب.
جميلة: عند المكان اللي قولت ل حضرتك عليه وانت بتأكد ع الاوردر.
زياد: أنا بتأسف تاني أنا لو جيت؛ معايا وقت طب ممكن تجيبي الاوردر على العنوان اللي على الاوردر
جميلة: تمام يفندم ، سلام .
سائق السيارة: اي يبنتي هنروح فين.
جميلة : على العنوان دا.
جميلة تحدث نفسها قائله "هو يوم اسود على دماغ أهله هو أنا شغاله عنده وبعدين المفروض كنت اقول لا مش هينفع اجي، أنا امتى هقول لا بقا اووووووووف"
وبعد ١٠ دقاىق وصلوا إلى موقع زياد
زياد: أنا بعتذر جدا جدا جدا انا نسيت بجد
جميلة بكل ادب وهي من داخلها تكاد أن تنفجر : لا مفيش حاجه يفندم اتفضل .
زياد: شكراً جدا جدا
ركبت جميلة السيارة وزياد يتابعها بعينيه العسليتين لحين اختفت السيارة من أمامه.
تحدث جميلة نفسها قائلة " اااااه دا يتأخر براحته، دا براحته وبراحته وبراحته يلهوي هو في جمال كدا"
تفوق جميلة من غفلتها على صوت هاتفها
مريم: انتي فين ي زفته، مجتيش ليه أنا مستنياكي بقالي كتير
جميلة: أنا كنت بوصل الاوردرات، ومش هعرف اجيلك علشان عندي ورشه دلوقت
مريم: سلام
جميلة: يبنتي است...
جميلة لجماهيرها " منا برضو كان لازم اقولها اني مش هروحلها، بس برضو مش هينفع مروحش الورشه، المهم دي ورشة تنمية بروح كل ٣ ايام وبستناها من بفارغ الصبر"
جميلة لسائق السيارة: خلاص يا عمو أنا هنزل هنا وهاخد اقرب مترو وهروح انا الورشة.
سائق السيارة: ماشي يبنتي اللي يريحك.
جميلة: شكراً يا عمو.
قد حل الظلام وظلت جميلة تسير في شوارع القاهرة الجميلة وهي تضع سماعات الاذن وتستمع للموسيقى مع نسمات الهواء وهي مستمتعه وذهبت إلى إحدى محلات الطعام واخذت ما يكفيها، وبعدها ذهبت إلى إحدى محلات الايس كريم وأخذت واحده من نكهتين مختلفتين، وجلست على إحدى الارصفه تأكل وهي مستمتعه، أكملت طعامها ووصلت إلى محطة المترو واستقلت إحدى عربات السيدات، ظلت تنظر إلى هذه وهذه ويجول في خاطرها إحدى الأفكار وهي تقول.
" يا ترى كل واحده من دول ايه اللي بيدور جواها دلوقت يا ترى مبسوطه ولا زعلانه ولا مستنيه حاجه هتفرحها طب يا ترى في حد منهم حاسس نفس احساس التاني، اكيد في هنا نهاية لقصة واحده وبداية لقصة التانيه، وفي واحده تايهه في النص، واكيد في واحده راضيه وواحده بتفكر هتعمل اكل ايه لولادها لما تروح، وواحده بتفكر ازاي تبسط حد بتحبه وفي واحده بتعيط اهي شكلها حلو اوي شكلها مينفعش تعيط اصلا مهما كان السبب اللي هي بتعيط علشانه ف دا مش مبرر أنها تعيط عيونها المفروض تبقى مبسوطه وبس، طب هو أنا لو قمت حضنتها دلوقت هتقول عليا مجنونه، ربنا يريح قلبها ويطمنها، اكيد في واحده منهم حاسه ب السلام الداخلى اللي أنا حساه، ايه دا هو لحقت اوصل ايه السرعه دي"
هبطت جميلة من العربة واتجهت لبوابة الخروج وخرجت وقفت وهي تلتفت حولها وتأخذ نفس عميق وتتنهد براحه، وصلت إلى مقر الورشه والقت السلام وجلست بمفردها ثم جاءت إحدى زميلاتها وجلست بجوارها وبدأت تتحدث مع جميلة لكن جميلة ترد ب اختصار عليها لا اعلم هل هي لا تتقبلها؟ لكن جميلة تحب الكل، ربما أنها خجولة قليلاً، ثم بدأت الندوة وانصت الجميع للمدربة.
المدربه: ازيكم يا شباب ياريت تكونوا في افضل حال، احنا هنتكلم النهارده عن الخوف من البشر، هتقولولي هو في حد بيخاف من البشر هقولكوا اكيد كلنا عندنا مخاوف، وبتختلف من شخص للتاني والنهارده هنتكلم عن الخوف من البشر، يا ترى ايه هي اسباب الخوف دا مفيش حد بيحب يبقى لوحده بيبقى شخص عادي عنده أصحاب وبيحب الناس والتجمعات فهيبدأ يحصله مشكله من عامل خارجي هتأثر عليه بالسلب العامل الخارجي دا هيكون حد مش قريب منه اوي ف هيبدأ الشخص يبعد عن الناس البعيده شوية، وهيصغر دايرة الناس اللي حوليه، ف بعد فترة هيحصل مشكله تانيه من عامل خارجي تاني لكن أكثر قربًا للشخص، ف هيبدأ يترسخ جواه أنا مش محبوب أنا مش عارف اتعامل مع الناس، ف هتبدأ الدايرة تصغر تاني مش هيفضل ف حياته غير شخص أو اتنين، هيعدي الوقت وهتحصل مشكله من عامل خارجي تاني أكثر قربًا للشخص، ف خلاص هو كدا اتاكد أنه وحش ومحدش بيحبه ومش هيعرف يتعامل مع الناس، ف بيبدأ يهرب من المشكله دي ويقفل الدايرة على نفسه ويمشي بعيد وهيحاول يبدأ حياة جديده لكن كل اما حد يجي يقرب منه بيبدأ يبعد يبعد علشان خايف من الخذلان مره تانيه ف بيبدأ يتخذ نفسه كل حاجه في حياته ويقضي معاها اكتر وقت ممكن ويبقى مبسوط بكل دا بيبقى مبسوط وهو بعيد عن الناس، ويبدأ كلامه يقل مع الناس لحد اما بيبقى معندوش الجرأة أنه يتكلم ودا كله حصل بسبب أنه هرب من المشكله محاولش يحلها محاولش يفكر مش يمكن المشكله اللي حصلتلي زمان دي الناس كانوا هما السبب فيها هما اللي وحشين محاولش يفكر إن كل الناس مش زي بعض محاولش يحاول تاني هو خد اقصر طريق وهرب بعيد مع نفسه وبس وعمل حياة مفيهاش غير نفسه، طب ايه حل المشكله دي أننا نرجع لنقطة تحولنا من البداية ونحاول نواجه اللي حصل ونحل المشكله ونتكلم مع اللي كان السبب وتقوله اللي جواك وتمسع اللي جواه مش يمكن يكون عنده سبب قوي يخليك تغفرله وانت كمان مش يمكن يكون عندك سبب قوي يستاهل انك ترجع نفسك للحياة مع الناس من تاني، اول طريق لحل المشكله هي مواجهتنا للمشكله، كلنا نستاهل فرصه تانيه.- ظلت جميلة تستمع وتسيل من عينيها الدموع وكأن الكلام كله يشير إليها، تذكرت كل شيء كان سبب في انطوائها ووحدتها، كان يجول في داخلها الكثير من المشاعر، لا تعلم هل العيش بمفردها سيء لهذه الدرجة سيء لدرجة أن الحياة مع البشر حياة أخرى، اهل هي حقاً هاربة ام انها أنقذت نفسها من الغرق مع البشر، اهل هي حقاً سعيدة ام تخفي وراء هذا الوجه الجميل حزناً لا نعلم سره.
أنت تقرأ
خفايا القدر
Short Storyتسير حياة جميلة في هدوء كأي فتاة عاديه، ثم تقابل خفايا القدر لها،ما اعرفه هو أن الحياة لا تدوم طويلاً بالسعادة ولا تدوم طويلا بالحزن، أيا يكن ف من المؤكد أن السعادة قادمة لا محالة ويجب ألا تفوتني، أنا استحق أن أعيش.