Part 2

405 9 0
                                    

ومن ثم أنهت المدربة حديثها شجعت جميلة نفسها لتتحدث مع المدربة و انتظرت إلى أن رحل الجميع ولم يتبقى سوى المدربه قالت جميله لها : أنا ممكن اتكلم مع حضرتك شوية.
المدربة: طبعاً اتفضلي، بس تحبي نتكلم هنا ولا نتكلم واحنا بنتمشى شويه.
جميلة في داخلها: ايه دا انا اللي هختار اول مره حد يخيرني.
المدربة: ها يبنتي اختاري.
اندفعت جميلة قائلة : خلاص مفيش حاجه أنا لازم امشي
نظرت لها المدربه بزهول وقالت لها: اتفضلي اللي يريحك
- رحلت جميلة وهي تبكي رحلت وهي في اسوء حالة، وصلت إلى المنزل وازلت تلك الدموع وذهبت إلى شقة عمها كما قال لها، لم تطل ف الجلوس ثم همت بالذهاب إلى شقتها، دخلت وظلت تنظر إلى كل أركان الشقه وكل ذكرياتها كانت بمفردها كانت تضحك وتغني وترقص وتصنع ذكريات بمفردها فقط لا يوجد سوى صوت ضحكاتها، ظلت تبكي على حالها، ثم ذهبت إلى غرفتها وصلت فرضها وجلست على ارجوحتها في البلكونه وامسكت بقلمها وبدأت في كتابة.
"كان اليوم يسير على نحو جيد لحين أن قابلت تلك المدربة كانت تلقي كلماتها واتلقاها كأن كل كلمة قيلت خصيصاً من اجلي، ايامي كانت تسير على نحو جيد قد ترونها ممله وروتينية لكنني افعل كل يوم هذه الأشياء كأنها اول مره افعلها فيها، اجدد الشغف واجدد روحي، اصنع الهدايا وانا انافس نفسي وانافس جميع الهدايا التي صنعتها من قبل لأظهر الافضل دائماً وهذا جعلني متميزة في عملي، لكن أهل حقًا احتاج الى أشخاص مقربين مني في حياتي، اهل الحياة رائعة بالاصدقاء هكذا، لكن كيف اكون صداقات، طيلة الاربع أعوام كنت أنا صديقة نفسي، اهل حقًا احتاج لمساعدة !!"
-كلام المدربه لم يتركها لحظه قررت ان تراسلها نهضت جميلة واحضرت هاتفها وأخرجت من حقيبتها كارت المدربة الذي كان يحتوي على رقمها وايميلها، ف ارسلت لها جميلة، كيف حالك أهل يمكنني التحدث قليلاً وظلت تنتظر الرد.
ردت المدربة قائلة بالطبع يمكنك التحدث عرفيني عن نفسك، عرفت جميلة نفسها وأنها حضرت ورشة اليوم
ظلو يتسايرون عن الأحوال لحين أنا قالت جميلة : هو أنا لو بنقذ نفسي من الناس وشرهم وبالذات لو كان الناس دول قريبين مني زي أهلي مثلا يبقى أنا كدا ضعيفه وبهرب، لما احس اني بوفر البيئة المناسبة للكل علشان يفضلو جنبي ومحسش إن حد منهم بيحاول علشاني، أنا حاولت احاول بس ملقتش نتيجه مرضية، ( قالت جميلة بصوت مهزوز ) أنا مكنتش اختيار في حياة حد محدش اختارني كلهم اختاروا نفسهم، كنت بعمل اللي يبسطهم ويريحهم بس محدش عمل حاجه تريحني كنت بحبهم اوي لحد اما قررت اختار نفسي شويه، ممشيتش غير لما وقفت وملقتش حد مشيلي ولا خطوة، تفتكري اكون غلطانه وظلماهم؟
المدربة: مفيش حد ظالم بنسبة 100٪ ومفيش حد مظلوم بنسبة 100٪ انتو الاتنين مشتركين ف الجريمه، انتي من الاول كنتي بتديهم حقهم وكنتي بتعامليهم كويس علشان بتحبيهم لكن هما خدو إن دا حق مكتسب ولما انتي بطلتي تعملي دا هما شافو انك قصرتي معاهم مع انك مقصرتيش ولا حاجه، انت غلطانه انك مشيتيلهم بلاد المفروض اللي مشيلك خطوه تمشيله خطوه زيها، غلطانه لأنك جيتي على نفسك من الاول واختارتيهم هما مش نفسك، وهما غلطانين أنهم خدو إن جمالك معاهم دا حقهم، غلطوا لأنهم مكانوش بيتعبو علشان يوصلولك، انتي ظلمتي نفسك وهما ظلموكي وف الاخر انتي اللي اتاذيتي، انتي مواجهتيش انتي خوفتي وهربتي واستسلمتى، خوفتي تقوليلهم انك اختارتي نفسك ف قولتلهم انتو اللي عندكو حق انكو تعملوا معايا كدا، ابدأي من جديد مع ناس كويسه ابدأي مع ناس تستاهل حبك ادي لنفسك فرصه إن حد يختارك شجعي نفسك واتكلمي مع الناس، أنا لاحظت انك مكنتيش عارفه تتكلمي، اتكلمي دايما وقولي لا وقولي اللي انتي حساه خلي روحك تعيش، انتي تقدري تعملي حياة جديده ملونه مليانه ناس شبهك وبيحبوكي بجد سيبي فرصه للناس أنها تختارك، انتي جميلة يا جميلة، وروحك حلوه وتستاهلي كل حاجه جميلة ف الدنيا دي.
- ظلت جميلة شارده تفكر في كلام المدربة، اهل هي على صواب ام على خطأ، لكن انا حقا استحق أن يختارني أحد ما، لكن ماذا افعل ثم قالت بصوت مسموع: يعني اقف دلوقتي ف البلكونه وانادي واقول حد هيختارني، ايه الهبل اللي أنا بقوله دا، ايوا مهو هيبقى اخر نداء لطيارة الدوحه.
- ضحكت وهي تبكي وقالت: والله اني دمي خفيف، يلا بقا لازم اروح انام ولا اقولك يبت يا جميلة، احنا نجيب فيلم حلو زيك كدا وفشار وعصير ونتفرج واهو بكرة اجازة، اه قومي دلعي نفسك يبت.
- نهضت مسرعه بروح جميلة وكأنها لم تكن تبكي منذ خمس دقائق وهي تحضر بعض السناكس لها لتشاهد الفيلم، أحضرت كل شيء وجلست على سريرها وامامها جهاز اللاب توب والفيلم، وغطت في النوم عندما انتهى الفيلم.
من الواضح أن جميلة تحمست لما سمعت من المدربة وقررت أن تبدأ من جديد أن  تبدأ حياة مليئة بالأشخاص والضحكات جديده ممزوجه مع ضحكاتها.
-في الصباح استيقظت جميلة وهي مليئة بالنشاط والبهجة وعلى أتم استعداد للبدء من جديد واعطاء نفسها فرصة أخرى لتعيش حياة أكثر جمالاً لما هي عليه، قالت لنفسها : جود مورنينج شاهيندا.
-ومن ثم نهضت من الفراش مسرعه وهي متحمسه فتعثرت بغطائها واصطدمت بالأرض، تأوءت بصوت عالٍ وقالت " ااايييي، اه يا ضهري، دا هو يوم باين من أوله صاحيه فرحانه ومتحمسه بايني اتحسدت ولا اي، اه يا جميلة يختي قومي قومي العين فلقت الحجر"
-ظلت تعرج وتضحك لحين وصلت إلى الحمام لتتوضء لتصلي العصر، ثم خرجت فتحت باب البلكونه واستنششقت الهواء ثم تنهدت وقالت " اه على جمال الجو وحلاوة الجو، دا أنه يوم للعيش من جديد فعلاً"
-احضرت كوب الشاي بالنعناع وساندوتش صغير واحضرت دفتر المهام لترى ماهي مهام اليوم.
" النهارده الحمدلله اجازة ومفيش اوردرات طب ايه هفضل قاعده ف البيت وشي ف وش نفسي دا ايه الزهق دا طب اروح فين طيب ولا اجي منين اروح اشحت حد طيب"
- ظلت تلتفت حولها لحين أن خرق نظرها باب الشقه ووقفت تنظر إلى منزل عمها.
" صح هو عمي، هي دي البداية التمام، اقضي معاهم اليوم واخد الواد مازن بليل ونروح مكان فيه بشر كتير اوي اوي اوي"
-التقطت مفاتيحها وهاتفها وخرجت إلى منزل عمها ثم فتح لها مازن ابن عمها نظر إليها نظرة طويلة اغلق عينيه نصف غلقه ثم اومأ برأسه والتفت برأسه إلى داخل الشقه وقال بصوت مرتفع: دي جميلة الخارسه يا بابا. التفت اليها مره اخرى: ادخلييي ، ثم التفت مرة أخرى للداخل وقال بصوت عالٍ وقال: دي متكسحه كمان يا بابا.
-تنظر له جميلة في زهول مما يقول، هو عادة يتصرف هكذا لكن ليس هكذا، دخلت جميلة وهي تنظر إليه بغضب وفجأة صفعته على رأسه من الخلف صفعة قوية، وقفوا في زهول مما فعلت جميلة أنها اول مره تتصرف هكذا، ثم ضحكوا جميعاً على ما فعلت وقال مازن: دي ضربت علطول هي أول ما تشطح تنطح؟
ضحكت جميلة بصوت مرتفع وقالت: احسن تستاهل.
جاء عمها على صوت الضحكات ورحب بها بشدة، وجاءت كريمة زوجته وعانقتها بشده في تحبها كثيراً لأنها لم تنجب فتيات، دائما تريد التقرب من جميلة وتعاملها كأنها ابنتها لكن جميلة تبتعد كعادتها.
اكرم ( عمها): نورتي يا حبيبتي انتي معندكيش اوردرات النهارده ولا ايه.
جميلة: لا يا عمو النهارده اجازة ف قولت اما اعزم نفسي عندكو واقضي معاكو اليوم.
اكرم :دا ايه التفكير الجميل زيك دا، دا النهارده عيد، الزيارة الجميلة دي مبتتكررش علطول،
جميلة: لا خلاص يا عمو هتتكرر علطول مش هقعد لوحدي كتير تاني، علشان زهقت من القاعده لوحدي.
اكرم: مش بقولك النهارده عيد.
كريمة: ياريت يا حبيبتي اهو تونسيني وانا قاعده لوحدي كدا.
جميلة: هاجي لحد ما هتزهقي مني يا طنط.
كريمة: على قلبي زي العسل، اما اقوم بقا اكمل الاكل علشان نتغدى.
اكرم: وانا هقوم اعمل كام حاجه كدا واجي.
نظرت جميلة ومازن لبعضهم البعض وقالو ف وقت واحد: أنا كمان هقوم اعمل حاجه.
ضحكوا على ما قالوه، ثم قالت جميلة لجماهيرها: اكيد قولتو ازاي تتعامل مع ابن عمها ب ارياحيه كدا صح صح مهو العيب عليا أنا معلش، المهم مازن ادي ف السن ويبقى اخويا في الرضاعة امي رضعتنا احنا الاتنين، إنما كريم مش اخويا علشان احم احم هتجوزه.
قامت جميلة وجلست بجانب مازن وظلت تتقرب منه بلطف ونظرت إليه ب استعطاف ثم قال مازن: خير مهو القاعدة دي والبصه دي وراهم مصلحه.
قالت جميله بلطف مبالغ: مازن انت عارف اني بحبك صح وعارف انك اجمل اخ ف الدنيا صح.
مازن: وايه كمان.
جميلة: وجميل وعسول.
نظر لها مازن بزهول أنها اول مره تحدث بتلك الجرءة وتمزح هكذا، نظر لها نظرة شك وقال لها: بت انتي أنا شاكك فيكي من اول ما جيتي انتي شاربه حاجه!
جميلة: طب بزمتك ايه رأيك كدا احلى ولا وانا خارسه.
مازن: كدا طبعا بس اي اللي حصل.
جميلة: هقولك على اللي حصل بس نخرج أنا وأنت  اوكي!
مازن بصدمه: نخرج ومع بعض دي اول مره تحصل هي القيامه هتقوم ولا ايه، بقا جميلة هتتبرع وتخرج معايا معايا وكمان هتتكلم معايا وتقولي على اللي حصل لا لا دا في حاجه وحاجه كبيرة اوي كمان.
ضحكت جميلة وقالت: اللي فات حمادة واللي جاي حماده تاني خالص.
-جلس مازن وجميلة يضحكان ويتحدثان في أشياء كثيرة، صمتت جميلة قليلاً وظلت تنظر على حالها وهي تضحك مع شخص آخر غير نفسها، تتحدث ويرد عليها شخص آخر حقيقي ليس في خيالها الآن، أنها حقا لا تعلم سوى أنها تعيش الآن لحظات افضل مما كانت عليها.
-وضعت كريمة الطعام ونادت على الجميع، جلسوا جميعاً على المائدة يضحكون ويتحدثون جميعهم فرحون لما هي عليه جميلة الآن، أنها تغيرت بشده ليس تغير بالكامل لكنها قطعت شوط كبيراً من ذلك التغير، اهل يتغير شخص ما في يوم وليلة هكذا، من الواضح أنها كانت سجينه، تعودت على ذلك الجدار و كانت تقنع نفسها انها سعيده لكنها لم تكن سوى أنها نسيت طعم الحرية، ربما يرجع ذلك الفضل لتلك الورشه الرائعة ربما لو كانت ذهبت لترى صديقتها مريم كانت ستفوتها تلك الحياة الرائعة، ظلت تنظر لهم جميلة في مشهد تصويري بطيء وهي حقا سعيده من الداخل، انتهوا من تناول الطعام ثم ذهبوا ليجلسوا ف البلكونه، جلسوا جميعاً في البلكونه وظلوا يتسامرون ويضحكون طيلة الليل، حتى خرجت جميلة من منزلهم وهي في احسن حال،ذهبت جميلة لمنزلها وهي مبتسمه تريد أن تخلد الى النوم حتى يمر الليل وتذهب إلى هناك مرة أخرى في الصباح، ذهبت إلى غرفتها وارتمت على الفراش، ومن ثم نهضت البلكونه وتجلس على ارجوحتها لتمسك بقلمها ودفترها، لتكتب" اليوم يبدو كأنه اول يوم أعيشه منذ أن ولدت، حقا يفوتني الكثير والكثير والكثير في ذلك العالم الرائع، أتعهد لنفسي أن أعيش القادم من حياتي بسعادة كثيرة، لكن متى ستأتي اللحظات السيئة، ما اعرفه هو أن الحياة لا تدوم طويلاً بالسعادة ولا تدوم طويلا بالحزن، أيا يكن ف من المؤكد أن السعادة قادمة لا محالة ويجب ألا تفوتني، أنا استحق أن أعيش" وأغلقت دفترها وذهبت لفراشها وأغلقت عينيها ليعم الهدوء والراحة على ذلك الوجه البريء.

خفايا القدر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن