ظلت جميلة في حالة من السعادة والراحة والرضا، تجرب أشياء جديده وتصادق اُناس جدد، ظلت هكذا فترة معقوله؛ ومن ثم انقلب حالها للأسوء منذ أن رأته.
كانت في إحدى الكافيهات مع صديقاتها ومن ثم رأت ذلك الشاب الطويل ذو العينان البنيتان والشعر الاسود، ظلت صامته، شاردة، قلبها ينبض بشده، وعيناها ممتلئة بالدموع، نعم إنه هو ذلك الشاب الذي مزق قلبها، لما جمعت بيننا الصدف،لما رأيته ثانياً أنا لم اره منذ عامين، ما هذه الصدمه وكأن أحد سكب على رأسي ماء بارد.
قالت جميلة" أنا همشي بقا علشان أنا اتأخرت وعمو هيقلق عليا يلا باي" ثم مشيت مسراعه لم تترك لهم المجال ليتحدثوا.
ركضت مسرعه وهي تنظر خلفها بحذر حتى لا يراها أحد
ومن ثم ذهب إلى منزلها وأذنت لدموعها أن تسيل على خديها، وتبكي وتتذكر كل ما سبق وكيف كانت تذوب به وكيف وكيف انفطر قلبها هكذا.
التقطت جهازها وفتحت الفيس بوك ومن ثم ازالت له الحظر ثم جلست على مكتبها تفكر بشرود.
" أنا فكيتله البلوك ليه يلهوي لو كنت لسه بحبه، أنا نسيته من زمان وعملتله بلوك بقالي كتير اوي ياترى هو بقا عامل ايه دلوقت اتغير ولا لا! كنا شبه بعض اوي يترى دلوقت لسه شبهي ولا عرف واحده غيرته، هو نسيني ولا لسه فاكرني!!!! أنا دماغي هتنفجر"
في غرفة ادم
ادم لنفسه
" انا متأكد أنها هي أنا عمري ما أتوه عن العنين دي؛ العنين اللي ياما غرقت فيهم، أنا آسف اسف اوي أنا مش عارف أنا عملت كدا ازاي أنا كنت غبي اوي، سبحان الله انا بقالي كتير بعمل نفسي ناسي اللي أنا عملته علشان معاتبش نفسي وفجأه الصدفه تجمعنا وترجع كل حاجه جوايا غصب عني، بس جميله لسه جميلة زي ما هي دي ازدادت جمال على جمالها لازم اشوفها تاني أو اوصلها لازم اعتذرلها عن بحاجتي وقلة اصلي دي أنا ازاي كنت هعمل كدا ف اكتر واحده حبيتني"
في صباح اليوم التالي استيقظت جميلة على المنظر الطبيعي المعتاد والغرفه تتشبع بأشعة الشمس الذهبيه وتعطي روحًا للمكان لكن الروح تكاد أن تُسلب من جميلة،
ارتدت جميلة ملابس الصلاة وظلت تدعو الله أن يطمئنها ويريح قلبها، نهضت جميلة وهي تاركه أمرها إلى ربها وجهزت إفطارها وذهب للبلكونه للتتناول الإفطار، ثم دق الباب وفتحت جميلة كان الطارق " مازن "
مازن: الجميل مش هيجي يفطر معانا النهاردة ولا ايه كلنا مستنيين الست جميلة لما تيجي وبطننا بتصوصو.
ابتسمت جميلة نصف ابتسامه وقالت " افطروا انتو بالهنا والشفا وانا هفطر هنا "
مازن: مالك يا جميلة شكلك مش طبيعي.
قالت جميلة بصوت متقطع: مالي ما انا زي الفل اهو، و..و. اصل مريم هتيجي تفطر معايا بص لما تيجي ونفطر هبقى اندهلك تقعد معانا يلا بقا شوف انت رايح فين.
ثم اغلقت الباب في وجه مازن، وقف مازن يتطلع للباب في زهول وقال" دي البت باين عليها اتجننت خالص "
جميله: سمعتك علفكرا
مازن: أنا مبقولش حاجه أنا دخلت بيتنا خلاص.
جميلة لنفسها: أنا كدبت دلوقت وانا مبحبش اكدب اعمل ايه بقا.........طب ما اتصل بمريم تيجي بجد وكمان نشوف حل للمشكله دي...طب والله فكره.
اتصلت جميلة بمريم ووافقت مريم على المجيء.
جميلة وهي تتصفح الفيس بوك وجدت هناك رسالة في طلبات المراسلة كانت من آدم، ابتسمت جميلة ثم فتحت الرسالة ثم قرأت ما تحمله الرساله " ازيك يا جميلة طمنيني عليكي انا مكنتش مصدق نفسي لما شوفتك امبارح انا عايز اقولك على حاجه مهمه ممكن تردي عليا"
جميلة لنفسها" ارد عليك ايه يااللي تنشك فقلبك دا انت منك لله، بس والنبي لسه عسل "
وصلت مريم إلى منزل جميلة وجلست
ثم قالت جميلة بصي من غير اي مقدامات في موضوع لازم نتكلم فيه وانتي بصفتك صاحبتي لازم تشوفيلي حل دلوقت حالا وانا هنادي مازن وتشوفولي حل انتو الاتنين ماشي ! ماشي بس كدا
مريم بزهول: يبنت المجنونه
ثم انضم لهم مازن وجلس بجوار مريم وجميلة تجلس أمامهم ثم قالت.
" بصو بقا أنا شوفت ادم امبارح وشكلي كدا حنيت وفكيتله البلوك وكلمني من شويه قبل ما تيجو"
مازن: نعمممممم ادددممم
وحنيتي وكلمك كمان
مازن لمريم: احنا شكلنا كدا لازم نشتري كرامه جديده ل جميلة.
جميلة: طيب بصو أنا بفكر ارد عليه ولا انتو رايكو ايه اعمله بلوك تاني.
مريم تنظر لهم في سكوت وهي لا تفهم شيء.
مريم: ادم مين! وكلمك مين وحنيتي مين هو انتي بتحبي حد غير ابن عمك كريم دا.
اتسعت أعين جميلة وهي تنظر لمريم
مريم: في ايه هو أنا عكيت، هو مازن ميعرفش.
جميله: فضحتيني منك لله.
مازن: اووووووو بتحبي اخويا من ورايا وانا ولا داري بحاجه " ثم غمز لها " دا احنا طلعنا مش سهلين خالص.
مريم: قولولي دلوقت حالا مين ادم دا.
جميلة: بصي يستي ادم دا كنت بحبه من زمان اوي وكنا مخطوبين وكنا بنحب بعض اوي وكان فاضل شهر ونتجوز وبعدين فجأه كدا مبقاش بيكلمني وبيتحجج علشان منتكلمش ولا يشوفني انتي متخيله تكوني عروسه قربتي تتجوزي ومش لاقيه جوزك ومش عارفه هو راح فين سابني لتفكيري ولدموعي...
مريم: وبعدين
قال مازن مقاطعًا لجميلة: وبعدين يبنتي روحنا أنا وجميلة عنده البيت علشان نفهم منه في ايه واحنا طالعين لقيناه واقف ع السلم وبيتكلم مع صاحبه بصوت واطي وبيقوله انت كدا دبستني احنا اتفقنا من الاول كان رهان واني اخليها تحبني واعمل اللي اعملوا فيها واسيبها إنما دلوقت احنا داخلين على فرح وجواز، وبعد كدا راح بيقوله خلاص انا هرجع اكلمها واقولها كنت ف شغل وهي هتصدق عادي واخدها الشقه اللي هنتجوز فيها هقولها هنشوف التشطيبات واعمل اللي اتفقنا عليه واخد فلوسي واخلع أنا سلام، وبعد كدا مشينا من غير ما يحس وجميلة كلمته وهو رد عليها وفسخت الخطوبه وكان مصر اوي أنهم يكملو مع بعض بس احنا موافقناش وبعد كدا جميلة جت عندنا فترة كدا علشان كنا خايفين يعملها حاجه وهي لوحدها، بس ومن بعدها اختفى منعرفش عنه اي حاجه.
جميله: لحد اما انا شوفتوا امبارح وحسيت اني لسه بحبو.
صفعها مازن بقوه على رأسها ما اسمعش الكلمه دي تاني
جميلة: اه انت متخلف طب اهو " ضربته جميلة على يده "
مازن: والله هخليكي تعيطي.
مريم: باااااااااس اسكتو هو أنا قاعده مع أطفال.
ثم قالت بصدمه ينهار اسود يعني دا كله حصل هو في ناس فعلا وحشه اوي كدا ايه دا بجد، وليه يعمل كدا اصلا اكيد في حد زقه عليكي هو مين دا بقا دا اللي المفروض يتعاقب.
جميلة: احنا فضلنا ندور موصلناش بحاجه محدش عارف غير ادم بس.
مازن: طب وانتي هتعملي ايه دلوقت هتردي ولا ايه.
جميلة: أومال يخفيف أنا جيباكو ليه عشان اتفرج عليكو يعني ماهو علشان تقولولي اعمل ايه.
مازن: طب أنا عندي فكره، انتي تردي عليه وتكلميه ونشوف هيقول ايه ونجرجره ف الكلام لحد لما نعرف مين اللي قاله يعمل كدا.
جميلة: اتفقنا، ثواني هجيب اللاب .
أحضرت جميلة جهازها ورفعت شعرها وارتدت نظارتها وجلست في المنتصف بين مازن ومريم.
كتبت جميلة ل ادم : عايز ايه مني تاني مش كفايا اللي حصل.
مازن: هو قافل ولا فاتح.
جميلة: قاف.... لا فاتح فاتح شافها.
ادم: والله العظيم أنا مكنتش عايز اسيبك انتي اللي سبتيني.
جميلة: من غير لف ودوران انا عرفت كل اللي كنت عايز تعمله وسجلتلك ولو مقولتش مين اللي قالك تعمل كدا انا هسجنك.
ادم: جميلة استني بس والله والله والله أنا حبيتك وزي ما انا كنت وحش معاكي جت اللي كانت وحشه معايا والله أنا اتغيرت وعمري مهلاقي حد يحبني زيك، والله أنا حبيتك بجد بس الشيطان والفلوس غووني وكنت طايش.
جميلة: انت مستحيل تتغير اللي يعمل كل اللي عملته دا مستحيل يتغير أنا بكرهك ولو مقولتش مين اللي قالك تعمل كدا انا قولت الي عندي.
ادم: طب اديني وقت وفرضه اثبتلك إن أنا اتغيرت وارجعك ثقتك فيا من تاني.
جميلة: ثقة!! الثقه معمرها مهترجع انت لو جبت مهندس بنالك بيتك ووقع بعدها هتجيبه هو هو نفس المهندس علشان يبنيلك تاني أكيد لا، انت كسرتني اكبر كسره ف حياتي عارف يعني اي اكون خلاص هتجوز وتكتشف إن الشخص اللي كان هيبقى الفروض أمانك يطلع هو أكبر خطر ليك، حسبي الله ونعم الوكيل فيك أنا مش مسمحاك.
ادم: حقك طبعا كل دا وانا غلطت بس والله اتغيرت، أنا مستعد اقولك مين اللي قالي اعمل كدا انتي بتتخدعي من أقرب الناس ليكي بس انتي مش عارفه حاجه أنا عارف حاجه محدش يعرفها غيري وواحد تاني وحاجه خطيرة تخصك، بس مش هينفع اقولك هنا لازم اشوفك.
جميلة: تشوفني ايه انت اهبل مستحيل اشوفك أو اقابلك، لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.
ادم: فكري بس.
ظلت جميلة تنظر ل مازن ومريم وتبكي، احتضنتها مريم وقامت بتهدئتها، وقالت: كان مستخبيلك كل دا فين البت كانت مبسوطه وفرحانه، منه لله.
مازن: لازم دلوقت نشوف هنعمل ايه مع الكلب دا.
جميلة بعياط: أنا جعانه.
نظر مازن ومريم لبعضهم البعض في صدمه، ثم ضحكوا جميعًا.
قضوا وقتًا ممتعًا دون التفكير في شيء سيء ثم انصرف مازن ومريم.
وجلست جميلة في البلكونه ممسكه بقلمها ودفترها لتكتب " اعلم ان الحياة يوم لك ويوم عليك لكن لم أكن أعلم أن المده بينهم قصيرة هكذا، أيقنت ب أنه يمكن للمرء أن يتغير في يوم وليله، ساعه كفيلة بأن تجعلك من أسعد شخص إلى أتعس شخص ومن أتعس شخص إلى اسعد شخص، لم أكن أعلم أن البشر سيئون واشرار إلى ذلك الحد، ربما هذه المعاناه ذنب شخص ما أذيته في يوم ما، اعلم انني ظلمت أحدهم يوما ما لكن كنت سأظلمه أكثر إذا بقينا معًا أنا اسفه حقًا أنا اسفه، يا الله أنا راضية بما أنا عليه يا الله اعلم انك الغفور الرحيم اغفر لي وارحمني من ذلك الشقاء والعذاب والصراعات التي تدور بداخلي"
وضعت دفترها وقلمها ووقفت تتطلع إلى الشارع والبشر وتقول ربما يوجد منهم من يعاني مثلي وربما منهم التعيس وغدا سيكون يوم حظه.
مرت الأيام وجميلة ومازن ومريم يخرجون ويتحدثون ليساعدوا جميلة ف الخروج من محنتها هذه.
وفي يوم وجدت جميلة رسالة من آدم ثم فتحت تلك الرساله وقرأت ما فيها.
ادم: ها فكرتي ولا لسه، أنا عايز اساعدك والله، موافقه نتقابل ولا لا
جميلة:......
أنت تقرأ
خفايا القدر
Short Storyتسير حياة جميلة في هدوء كأي فتاة عاديه، ثم تقابل خفايا القدر لها،ما اعرفه هو أن الحياة لا تدوم طويلاً بالسعادة ولا تدوم طويلا بالحزن، أيا يكن ف من المؤكد أن السعادة قادمة لا محالة ويجب ألا تفوتني، أنا استحق أن أعيش.