أخي !

2.4K 131 60
                                    


بِليتُ بكَ عُشِقاً فِاق إلفِؤادُ وْفاقنِيّ .

↫ ❃ ↬

مستلقياً بوهنٍ على سريره بهوديٍّ طويلٍ ينتصفُ فخذيه ولا شيء يسترهُ من الاسفل
وذلك بحكم عاداته الطفولية بأن البناطيل الطويلةِ سوف تخدشُ ساقيه الناعمتين والتي يعشقُ تأملَ تناسقها بعمق ونعومةِ ملمسها وصفائها الخالي من اي ندب .

ينظرُ بنعاسةِ عينيه نحو السقف شارداً بذهنه نحو البعيد يُفكر باسئلةٍ طفوليّة باتت تدور كحلقةٍ وهميّةٍ فوق رأسة ؛

كمالذي يجب عليه فعله بالايام القادمة ؟

هل سيُكمل دراسته ام سيبقى رفيقُ كتبه وحبيبُ فراشه ليومٍ واسبوعٍ وشهرٍ وآخر امامه ؟

وبفكرةِ البقاءِ كخليلُ غرفته ، ها قدّ وضع ايان خططاً تدعمُ ما جال بذهنه ويترأسها ببراءةٍ كلمةُ سوف فإن بقي لمدّةِ اسبوعٍ بمحيطهِ الخاص .

سوف يُنهي اربعةَ عشر كتاباً مكوّن من ثلاثُ مئةِ صفحةٍ فما فوق كُل يومان .

و سوف يرسُم العديد من اللوحاتِ تتضمّن فضاء خياله ومجرّاتِ عيناه والمزيّد من الاشجار والزهور فوّق قمره وتحيطُ بفارس أحلامه والذي ميّزه بفرشاته بعدم ابرازِ اي ملامحَ تحيطُ به ماعدا هلالٌ يتمركز بجبينه وثلاثُ نجماتٍ متضائلة تسقطُ من عيّن مجهوله .

سوف يزرعُ الكثير من النباتاتِ حوله فمن حُسن حظه هو لديّه حائطاً زُجاجي مائلٌ بخفةٍ للداخل بستائرٍ بيضاء مريحة ان كشف عنها سوف يظهر امامه صخبَ المدينةِ من ناطحاتِ سحابٍ الى منازلَ اخرى حوله .

فإن سقط نظره الى الاسفل فسيّجد حديقةُ منزلِ اخيه والتي كانت جرداء الا من عُشبٍ اخضر وحوضُ سباحةٍ لا بائس به وان أشاح بصره نحو الاعلى فسوف يُشبع عيناه بمجالٍ واسعٍ من السماء وغيومٌ تتزينُ بها .

هو ادرك الان بأن كل شيءٍ محيطٍ به اصبحَ متناقضاً وكأن ركائزُ الحياةِ تعتمد على التناقض فصخبُ المدينةِ يناقضُ هدوء غرفته و الادخنة المتصاعدةِ من محركات السيارات خلف زجاج حائطه تُناقض نبات اللافندر وزهور الخزامى والصبار من حوله .

ناطحات السحاب تسخرُ من قُصرِ منزل اخيه ، وهناك مجموعةٌ من المراهقين بزاويةٍ من الناحية الاخرى للمنزل يرقصون بصخب و يُدخنون بطيش ويتنمرون على هذا ويعترضون طريق ذاك .

فأحدهما يقبل فتاةً بينهم واخر يتحرشُ بإمراةٍ لا ترتبط بهم ، هم مزعجين بينما هو هادئ
هم مجموعةٌ بينما هو وحيد .

「  White 」 HNحيث تعيش القصص. اكتشف الآن