الفصل الخامس: "زكام ومسؤولية.."

1.9K 37 18
                                    

'لم يعيدا الاتصال بي.. هل هما مشغولان لهذه الدرجة..؟؟'
نظر صاحب الشعر الأبيض إلى النافذة متأمِّلاً السماء الزرقاء الصافية بعينين حزينتين، قطرات ساخنة انهمرت من زمردتيه الحمراوتين على خديه المتوردين، شهقات صامتة يمكن سماعها تخرج من فمه فعضَّ على شفتيه لمنع خروجها، في حين طأطأ رأسه جاعِلاً خصلات رأسه الفضية تغطي عينيه..
مرت دقائق وهو على هذه الحال.. إلى أن استجمع قواه ومسح الدموع من عينيه، وضع هاتفه على طاولة الطعام وغادر المطبخ إلى الحمام، غسل وجهه ونظر إلى نفسه في المرآة..
'أبدو ضعيفا ومكتئباً..' تأمل شكله على المرآة بحزن واستسلام لثواني عدة مُؤَنِّباً نفسه على هذا التقصير.. 'لو رآني والداي هكذا لخاب أملهما كثيرا.. يالني من مثير للشفقة..' أخذ الألبينو يتخيل وجه ضاري على المرآة، تلك النظرة في عينيه وذلك التعبير على وجهه عندما التقاه أمس، وذلك الكلام الجارح الذي تَفَوَّه بِه..
هل كان يستحقه..؟؟ هل هو بذلك السوء..؟؟ لم عليه تلقي كل تلك العبارات المحطمة دائما..؟!
'ربما علي الاستسلام.. لن يهتم أحد على كل حال..'....... فجأة، تذكر..!! تذكر كل شيء..!! أصدقاءَه، والديه، اليوم الذي استطاع فيه هزيمة ضاري ورد الاعتبار له..!! (ابتسامة صغيرة تسَلَّلَت إلى شفتيه) لديه من يهتم لأمره.. هو ليس وحيداً..!! هو ليس فاشلا.. هو ليس مُخَيِّبًا للآمال.. هو ليس ما يظنه ذلك المتنمر ريان..
هو الأسطورة التي لن تتكرر..."ماهر شو كوريناي"
(اتسعت الابتسامة على وجهه وعاد البريق إلى زمردتيه الحمراوتين مرة أخرى..)

●.....●

أخذ ماهر نفسا عميقا وخرج من الحمام داخلا المطبخ مرة أخرى، ارتدى رداءه وبدأ بإعداد الفطور لرفاقه.. "جميعهم يحبون البيض المقلي مع اللحم، أظنني سأضيف بعض البسكويت كتحلية لشهاب وسفيان فهما يحبانه كثيرا..!!" قال ماهر مُكَلِّمًا نفسه بسعادة أثناء طبخه للبيض واللحم في حين انتظار الكعك الذي يُخبز في الفرن، كان ينتقل من مكان لآخر بنشاط واضعا لمساته الأخيرة على الأطباق ومُجَهِّزًا المائدة..
خرج من المطبخ متجها إلى غرفة الجلوس حيث ترك رفاقه نائمين..
ما إن خطى عتبة الباب حتى وجد مجدي واقفا أمامه وقد استيقظ لتَوِّه، ابتسما لبعضهما البعض.. لم يكد ماهر يتفوه بكلمة حتى وجد نفسه في عناق أخوي لطيف من مجدي، "صباح الخير، أيها الفضي.. نشيط كعادتك" تلك كانت تحية مجدي الصباحية المعتادة، عناق وألقاب لطيفة كونه يعامله كأخيه الصغير، ارتاح ماهر للعناق وأمال رأسه على كتف الأخير متمتما بتحية صباحية خافتة ومستمتعا بدفء هذا العناق لدقائق إضافية.. بعد أن أنهى ماهر العناق ابتسم لمجدي الذي وضع يده على رأسه وأخذ يلعب بخصلات شعره البيضاء ثم هرب إلى الحمام من ماهر الذي لم يكن يحب هذه الحركات منه ومعاملته له كأنه طفل صغير..
'أحمق..!! سأنال منه لاحقا..' ذلك كان ما تمتم به ماهر بوجه محمر وقد أخذ يرتب شعره من جديد..
التفت إلى الآخرين واتجه نحو النافذة وفتحها مُسْدِلا الستائر، جعلت أشعة الشمس الذهبية محلا لها في الغرفة مزعجة الرفاق النائمين..
"هيا استيقظوا يا كسالى لقد حل الصباح..!!" صرخ ماهر عليهم ليجد دامر ينهض من فراشه، ألقى عليه تحية الصباح وقد قام بنقر اصبعه الأوسط على جبهة ماهر ليَئِنَّ الأخير بدرامية "أنت أيضا يا دامر..!!" ضحكة خافتة كانت كل ما سمعه من دامر الذي اتجه إلى الحمام هو الآخر..
أعاد ماهر انتباهه إلى الثنائي الذي لم يستيقظ إلى الآن، تنهد بملل واقترب من شهاب وأخذ يهزه برفق "شهاب.. شهاب.. هيا استيقظ يا أيها الكسول..!!" كل ما تلقاه منه كان أنينا خافتا وتقلب صاحب الشعر الأزرق إلى الجهة الأخرى، انتقل إلى سفيان فتلقى نفس رد الفعل.. تنهد الألبينو مرة أخرى وحاول سحب شهاب إلا أنه توقف من فوره لكونه أحس بأنه هنالك شيء سيء، وضع يده على جبين شهاب بعدما جعله يستلقي على ظهره، صيحة خافتة هربت من شفتيه لما اكتشفه..
"ماذا حصل..؟! ماهر هل أنت بخير..؟!" كان ذلك مجدي الذي حضر مسرعا متبوعا بدامر فور سماعهما لصيحة ماهر الذي التفت لهما بذعر.. "مجدي.. حرارتهما مرتفعة..!!" ذلك كل ما استطاع ماهر قوله، "دعني أرى.." تكلم مجدي وقد تحول إلى سفيان وتفحص حرارته ليفاجأ بارتفاعها..
"دامر تعال وساعدني على حملهما ووضعهما على الأريكتين هيا..!!" أمر مجدي ليتلقى مساعدة دامر فورا، بينما ماهر قصد المطبخ ليحضر مناشف باردة وبعض الماء والطعام..
جلس مجدي ودامر كل على كرسي بعد أن جعلا المريضين يستلقيان على الأريكتين، حضر ماهر وجلس بينهما على ركبتيه، أخذ يبرد جبينيهما وبعض الأطراف من جسديهما بالكمادات الباردة والقلق واضح في عينيه.. تنهد بحزن متأملا صديقيه، ثم نظر إلى مجدي الذي اقترب ليربت على كتفه متكلما "لا تقلق يا ماهر سيكونان بخير.."، "أجل هو مجرد زكام خفيف وحسب.." أضاف دامر، "لكن.. كيف أُصيبا به..؟؟" سأل ماهر، "أظن أنه بسبب خروجهما إلى الشرفة أمس بعد استحمامهما.." شرح مجدي، "متى حدث هذا..؟؟ فأنا لم أسمح لهما بالخروج.." تساءل ماهر غير فاهم للوضع.. "لقد أدخلتهما منها أثناء إعدادك للعشاء أنت ودامر، ثم التحقنا بكما.." أضاف مجدي، "أظن أنني فهمت الآن.." تحدث ماهر..
دامر: "رفيقي أظن أنني سأخرج إلى الصيدلية المجاورة لشراء الدواء اللازم لهذين الأحمقين.."
ماهر: "لا تكن قاسيا عليهما كثيرا يا دامر.."
مجدي: "انتظر يا دامر سأرافقك إلى الباب.."

Vous avez atteint le dernier des chapitres publiés.

⏰ Dernière mise à jour : Aug 05, 2022 ⏰

Ajoutez cette histoire à votre Bibliothèque pour être informé des nouveaux chapitres !

Enemies or Friends Où les histoires vivent. Découvrez maintenant