الفصل الرابع: "حفل المبيت" 《الجزء الرابع》

616 29 6
                                    

"أنت..!!" كان صوت ماهر خافتاً ومحتوياً على دهشة ممزوجة بصدمة المفاجأة، كان الشخص الذي بحث عنه لأجل الصغيرة لينا ويقف أمامه الآن آخر من يمكن له أن يتوقعه، أو لنقل لم يضع مقابلته في الحسبان البتَّة..
كانا يتبادلان نظرات الدهشة وكلاهما يقفان مواجهين لبعضهما البعض..

                              ***

"هل ذهبا ليبحثا عنا أم ماذا..؟؟" قالها سفيان موجها كلامه إلى صديقيه، كان ثلاثتهم يقفون على بعد ثلاثة أمتار من الكرسي الخشبي الذي تركوا ماهر ودامر جالِسَيْن عليه قبل ذهابهم، وهاهم ذا يعودون دون أن يجدوا أيا منهما.. "نحن لم نتأخر كثيرا.. أليس كذلك..؟؟" سأل شهاب، "بل تركناهما لأكثر من نصف ساعة..!! وهذا كثير يا أحمق..!!" قال سفيان بانفعال واضح مُوَجِّهًا كلامه لشهاب، "هل حصل أمر ما دعاهما إلى مغادرة المكان..؟؟" سأل مجدي وكأنه يُحَدِّثُ نفسه.. "هذا ليس جائزا، فهما لن يذهبا ويتركانا دون إعلامنا على الأقل.." قال سفيان ردا على تساؤُل مجدي..
"أوه لقد عدتم.." قالها دامر بصوته الخافت واضعا يده على كتف شهاب ليقفز هذا الأخير من المفاجأة ويتبعه الآخران بصرخة خافتة..
سفيان: "لقد أفزعتنا يا رجل..!!"
شهاب: "كاد قلبي يخرج من مكانه..!!"
قالها الاثنان متنهدين وممسكين لقلبيهما من هَوْلِ المفاجأة..
مجدي: "لا داعي لهذا الدخول الدرامي يا صديقي.."
دامر: "عن أي دخول تتحدث..؟؟ كل ما في الأمر أنني وضعت يدي على كتف شهاب.. أنتم من كنتم شاردي الذهن ومنشغلين بأمر ما.."
سفيان: "لقد كنا نفكر في اختفائك أنت وماهر.."
دامر: "اختفائي..؟؟ أنا.. وماهر..؟؟"
مجدي: "على كلٍّ، أين كنت..؟؟ وأين ماهر..؟؟"
دامر: "وجدت قطة جائعة في الجوار بعد ذهابكم بقليل فأخذتها واشتريت لها بعض الطعام وأطعمتها تاركاً ماهر هنا لانتظاركم.. لكن أن يكون قد اختفى.. فأنا لا أعلم أين ذهب.."
سفيان: "أين يمكن له أن يكون قد ذهب..؟؟"
بقي الأصدقاء يتبادلون نظرات الحيرة..
فما خطوتهم القادمة..؟؟

                              ***

"أخي لقد خِفتُ كثيرا أني لن أجدك..!!" قالتها لينا محتضنة ساقَيْ أخيها والدموع متجمعة في عينيها.. ربَّت الأخ على ظهرها بحنان ومسح الدموع من عينيها بعد أن جلس على ركبتيه أمامها.. "أنا آسف يا عزيزتي لأنني لم أكن بجانبك عندما كنتِ وحيدة وخائفة.." ردد الأخ تلك الكلمات على مسامع أخته مطمئنا إياها بأنه لن يتركها مجددا، فابتسمت له..
كان ماهر يراقبهما وقد زال وقع المفاجأة عنه، ابتسامة صغيرة لاحت على شفتيه لرؤيته لينا سعيدة، هَمَّ بالرحيل لكنه فوجِئ بيد قوية تجذبه للخلف من كتفه، فاستدار مُتفاجِئاً خلفه ليجد الفتى ينظر له بغضب.. قال محدثا أخته التي لم تبرح مكانها محتضنة ساقيه دون أن يترك كتف الألبينو.. "لينا.. هل لك يا عزيزتي أن تبتعدي قليلا إلى أن أُصَفِّيَ بعض الحسابات وأعود إليك..؟؟"، تركت لينا على إثر كلام أخيها ساقيه وابتعدت عن مسرح الأحداث بأمتار عدة..
لم يفهم ماهر مغزى كلام هذا الفتى، فهو لم يفعل شيئا سيئا.. أليس كذلك..؟؟ نظر أمامه للفتى مجددا غير مستوعب لما يحصل..
"عنيف كما عَهِدْتُك شيروساجي.. ما مغزى عدم تركك لي أذهب في حال سَبيلي..؟؟"
أجل كان الفتى هو "ضاري لوي شيروساجي" أفضل لاعب بلابل وخصم الألبينو ماهر الأشرس وعدوه الأكبر -إذا صحَّ التعبير- عرفا بعضهما منذ أوّل بطولة لماهر ومواجهتهما في النهائيات، والندبة.. ندبة عينه اليمنى التي يخفيها ماهر خلف خصلات شعره البيضاء، والتي -يمكننا القول- أن ضاري سَبَّبَها له..
هل هي مشاعر حقد وكره تلك التي أحس بها الألبينو في تلك اللحظة..؟؟ تذكر جميع ذكرياته مع خصمه ضاري وأحداثاً عدة جعلته يكرهه خلال لحظة واحدة..
بشعره الأزرق السماوي الناري وعينيه البنفسجيتين اللَّتَيْنِ تقدحان شررا والهيبة التي يستحضرها أثناء وجوده..
استمر التواصل البصري بينهما دقائق، ليقطعه ضاري بأن أمسك بكلتا كتفي ماهر بقوة وبدأ يهزه بقسوة.. "هل فعلت شيئا سيئا لأختي يا هذا..؟! هل كان اختفاؤها عني من تدبيرك..؟! إن اكتشفتُ أنك لمست شعرة من رأسها فإن حسابك سيكون عسيراً..؟!" تلك الكلمات التي صرخ بها ضاري في وجه ماهر كانت كوابِلٍ (مجموعةٍ) من القنابل عليه، 'أ هذا ما يظنه ضاري قد حصل..؟! هو لم يفعل شيئا سيئا.. هو فقط حاول المساعدة.. أ مساعدة طفلة ضائعة على العودة إلى أهلها أمر خاطئ..؟؟' كانت كل تلك الأفكار تجول في ذهنه إلى أن قطع ضاري حبل أفكاره بأن أمسكه من عنقه وقربه منه وقد نفذ صبره وضاق ذرعا من انتظار رد من الألبينو..
"تكلم يا كوريناي..!! أنا لم أتوقع قط أنه قد يصل بك الأمر إلى هذا الحد من الدناءة..!! لقد خيبت ظني في الشخص الذي اعتبرته خصمي الأول بلا منازع.." هنا وبعد أن استمع ماهر إلى هذه العبارات أحس أن عليه أن يبرر موقفه، هو ليس سيء الخلق ومستحيل أن يفكر في ضرب أو اختطاف أو فعل أي شيء سيء لطفلة صغيرة، هذا مستحيل..!!
"لم أفعل أي شيء سيء.." قال ذلك ببرود كالجليد جعل ضاري يدفعه ليسقط أرضا، ارتكز الألبينو على يده اليمنى ليتفاجأ بألم شديد يراوده، 'أجل هذا ما كان ينقصه..' كتم أنينه ونظر بعينين ثابتتين إلى ضاري الواقف أمامه.. بادله هذا الأخير النظرات لكنه سرعان ما ازداد غضبه وهَمَّ أن يلكم الألبينو..
"سحقا لك..!!" قالها ضاري

Enemies or Friends Où les histoires vivent. Découvrez maintenant