الفصل الثالث

311 12 6
                                    

ابنة الظلام - ميدوسا


الفصل الثالث


حينما تلتئم الجراح يمكن أن نتسامح ولكن كيف يكون التسامح ومازال بيننا نزيف يتدفق في الأعماق.


فاروق جويدة


"من ماهر إلى حور" عدت يا أمي، أبحث بين أروقة القصر عن طيفك..


عدت يا أمي لأدخل سجنك..


هنا عذبوك..


من هنا كنت أسمع أنين صوتك..


عدت أبحث عن دفء حضنك..


سرقوك مني، سرقوا طفولتي ليذيقوني مرار الفراق بقسوة..


طفلك يا أمي ظل حبيس الطفولة..


طفلك يا أمي لم يكبر..


أراه بالزاوية يبكي..


طفلك يا أمي يعاهدك بالثأر..


أنا ماهر ثمرة عشق قد دمر..


أنا ماهر اِبن أشراف العرب..


أنا ماهر شبل أسود الهاشم..


أنا ماهر ابنُ لحور..


بالجنة تكون..


............................


-سيد ماهر أباك وأخوالك ينتظرون قدومك إلى المكتب.


ابتسم ساخرا و هو يستمع إلى ما أبلغته العاملة


أكمل ارتداء ساعته و رد بصوته الرخيم:


-دقائق وسأنزل..


وقف أمام مرآته ينظر لنفسه بأعين حادة كالصقر، يحاول تهدئة أنفاسه الحاقدة ورسم البرود على ملامحه مرر أصابعه بشعره ثم أمسك قنينة عطره دلوتشي غابانا و رش منه القليل رائحته غامضة فخمة تشبهه و تناسب من عاش حياته بغموض و صمت يخفي ما بداخله بكل اتقان


ألقى نظرة أخيرة على ملابسه قميصا ابيض و بنطالا اسود ،حذاء رياضي بنفس لون القميص، حمل هاتفه الذي تملأه رسائل تلك التي لم تقتنع أنه تركها بتركه لوطنها حذفهم ببرود من دون أن يفتحهم ثم غادر غرفته ..


نزل الدرج بخطوات متمهلة وكأنه يُؤخر ذلك اللقاء لأطول وقت ممكن..


وقف أمام مكتب خاله طرق الباب، ثم دخل ليجد ثلاثتهم جالسين ينتظرون قدموه..


نهض الزعيم الحارث من على كرسيه مرحبًا به رغم علمه بأنه لن يسامحهم


- تفضل بني كنا بانتظارك


أما صقر فلم يستطع النظر لعينيه واكتفى بوضع كفيه على وجهه بألم..


فبمجرد رؤية ماهر شعر وكأن حور غادرتهم البارحة، حوره التي لم تكن مجرد أخت بالنسبة إليه، بل كانت الابنة والصديقة ، وأميرة العائلة المدللة..

ميدوسا ابنة الظلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن