الفصل التاسع

1.2K 83 9
                                    

استمر بتقليب الشاي دون أن يجيب طمعا منه ان تتراجع قبل أن تتهور في الكلام و يقسو عليها بالرد .
هتفت فجأة بدون مقدمات :
-انها لا تناسبك كزوجة
استدارت تتأكد أنه لم يسمعها أحد ، بينما توقفت يداه التي تحمل الكأس الفارغ في الهواء لحظة ، لكن سرعان ما إستمر قائلا بنبرة جامدة : هذا رأيك و لا دخل لي به
لقد كان مستعدا لهذه النقاشات و كان متيقنا انه سيتعرض لمثل هذه المواقف كثيرا
- من واجبي ان أنصحك قبل أن يفوت الأوان و تعقد قرانك عليها غدا : قالتها بنبرة مستجدية ان يتراجع عن قراره
بنبرته العميقة اجاب و هو ينظر الى الأمام : يقوم واجبك اذا طلبتها منك و لا اتذكر اني فعلت ذلك ، لقد تزوجتها و هي تسكن بيتي و تنام بسريري . غيره يا خولة!!!
قالت بنبرة محتجة : يكفي ان تتجول بحساباتها الشخصية لتعرف انها من بيئة مختلفة عكس ما كنت تريده في شريكة حياتك
اجاب بحزم : لا دخل لي و لك بما كانته قبل زواجي بها
استدار ينظر إليها كانت تتوسط في جلستها كل من أدم و بثينة ، ضحكت فجأة حين وشوش لها آدم  باذنها و هو يخبرها :  دائما يخبرونني أني جئت بالخطأ  بربك هل هذا امر يخطئ به المرء  ؟؟؟
همست سيلا في اذنه بخفوت و هي تغطي  فمها : أنا أيضا جئت عن طريق الخطأ
فرد أدم بمرح : يبدو ان الكبار يرتكبون الكثير من الأخطاء
راقبها تعيد رأسها للخلف من شدة الضحك فابتسم لهدوئها و اطمأن لإندامجها مع عائلته
و هو يرى مهرته قد رُوِضت اسرع مما توقع
اضافت مصرة تأبى التراجع : لقد استمعت لحديثك مع الخالة رحيمة ذلك اليوم صدقني يا خليل مثل سيلا سترفسك بكعبها ما ان تقضي مصلحتها  و انت تعلم مكانتك العزيزة بقلبي و لا أريد أن تتأذى
رفع احد حاجبيه يتمعن في قولها : لو لم تتنصتي على الأبواب لأرتاح قلبك و تخطيت مكانتي العزيزة يا خولة   ، حين ترفسني مهرتي حتى لو تأذيت لن اركض اليك كوني واثقة من ذلك  .
رص كؤوس الشاي بعنف على الصينية و أردف و هو يصب الشاي رافعا الابريق الى الأعلى : و هذه آخر مرة تتحدثبن فيها عن زوجتي يا خولة و لمكانتك ساتصرف على ان هذا النقاش لم يفتح .
حث خطاه يلتحق بباقي أفراد العائلة يقدم لهم الشاي ثم وكز أدم بقدميه ليجلس مكانه ، رغم سروره بتعاملها معهم لكن الغيرة نهشت قلبه من أدم الذي استطاع اضحاكها كما لم يفعل هو
ناولها كوبين من الشاي فحدقت به بغرابة لتراه يخلع سترته الرياضية يضعها على كتفيها و قد  بدأت نسمات عليلة تنثر برودة لذيذة تلسع البشرة بشكل لطيف ،  اخذ منها كوبه و جلس بجانبها
الحب لا يأتي بالمال و لا الجمال . الحب لا يوثق بالعلاقات الحميمية . الحب بيت دافئ يبنى طوبة طوبة من تلك التفاصيل الصغيرة التي تلمس شغاف القلب تعزف على  الوتين ، تسري ذكرياتها في شرايين الايام
تفاصيل تبدو لفاعلها عادية و لكنها تترك أثرا جميلا على روح المفعول من أجله ، غارت نظراتها تتأمل روعته فلمعت عيناها تشع اعجابا زادت العيون البندقية جاذبية تحت ضوء القمر ، بادلها نظرة عميقة و هو يلقي على نفسه قصيدة المتمردة للقيصر

المتهم الخطأ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن