الفصل الثالث عشر

1.2K 72 7
                                    

قررت أن تجاريه بعقابه لها ، لن تعرض نفسها مجددا عليه و ستستمر في التعامل معه بمنتهى الاعتيادية ، كما يفعل هو ، عليها آن تتعلم السيطرة على انفعالاتها  ، و ترويض نفسها و رغباتها.
قامت في الغد تصلي الفجر, و انتظرته لتلاوة الورد اليومي, سبقها إلى قاعة الرياضة, فلحقته بعد قليل تريد هي أيضا ممارسة الرياضة. كانت تكره التقيد بالمواعيد و كانت ترى  في الرياضة  تقييدا لحريتها في لزوم المداومة عليها فتنفر من ممارستها , نظر إليها ببلاهة ترتدي حلة رياضية مثيرة بشورت قصير جدا اسود اللون و حمالات صدر  رياضية وردية ترفع شعرها في ذيل حصان قصير و هي تقول بمرح : -أظن أني كسبت الكثير من الوزن  علي التخلص منه
كتم ضحكاته بصعوبة بدًعي عدم الانتباه لها و هو يراها تلهث بأول خطوات على آلة الركض رغم أنه ضبط إعداداتها على وضع المشي فقط
لم تستطع تحمل التعب أكثر من خمس دقائق. فانسحبت لاهثة متحججة أنها ستحضر له خليط البروتين بنفسها ،  قبل أن تضغط على الخلاط سمعت طرقا خفيفا على الباب ، نظرت إلى الساعة التي لم تتعدى السابعة صباحا بعد باستغراب  ، فاندفعت مسرعة بقلق تفتح الباب .
التقطت عباءة حرص على وضعها مع قميص صلاته بعد أن فتحت الباب مرة لأدم و هي ترتدي ملابس منزلية.فجن جنونه و أمرها ألا تفتح الباب لأي كان إلا و هي ترتديها  ، نظرت من العين السحرية فوجدت خولة مضطربة تحرك أصابعها مترددة في وقوفها خلعت العباءة و تعمدت الظهور أمامها كما كانت .
نظرت إليها خولة باندهاش . فهتفت سيلا بحماس كأنها تلقي تحية الصباح المدرسية بمرح : صباح الخير !!
زاد حاجبا خولة صعودا حتى كادا يعتليان ناصيتها ،هزت سيلا رأسها يمنة و شمالا : هل الكل بخير ؟!
تلعثمت خولة بالحديث و شتمت غباء فكرة المجيء إلى هنا : أنا . أنا .سأسافر اليوم و قد لا أعود مجددا

-انعقد حاجبا سيلا : أردت توديعي ، من لطفك و كرمك عسى ذلك يريح ضميرك
هتفت بغضب : لا أردت توديع خليل
كتفت سيلا ذراعيها: فوق صدرها ، لم تكتف بتسميم عقلها اتجاه زوجها و تلفيق الأكاذيب تقف الآن بكل وقاحة أمامها تخبرها أنها تريد توديعه و قد ترمي نفسها بأحضانه أمام ناظريها.
زمت شفتيها توحي بابتسامة ماكرة . و هي تبتعد عن الباب تفتحه على مصراعيه تدعوها للدخول ، وقفت خولة أمام الباب مخجلة لكن سيلا دعتها بحفاوة إلى الداخل . تخبرها أنها من أهل البيت .
تجاوزتها و هي تقول باستهجان :
- هلا ارتديت شيئا عليك
اجابت سيلا مباشرة دون تفكير : انا في بيتي إضافة الى ان خليل لا يسمح لي بارتداء اكثر من هذا
وقفت في أول درجة سلم تتمايل بجسدها بأغراء تأرجح ساقها بالهواء ، تنادي عليه و بصرها لم يحد عن ملامح خولة المضطربة : خليل الروح . حبيبي هلا أتيت قليلا من فضلك
. رغم أن الغيرة تلظت بصدرها و هي تتخيل المشهد الموالي لكن كان عليها أن تترك صورة أخيرة لخليل بعقل خولة تحملها معها إلى أراضيها كي تفقد الأمل أنه لن يكون أبدا لها .
نزل بشورت قصير يحمل منشفة صغيرة يجفف بها العرق قائلا : كنت أعلم أنك لا تستطيعين تحضيره، هل نسيت المقادير أم الكميات؟؟؟
نظرت إليه تحرك حاجباها صعودا  و نزولا مشيرة خلفه ,
قساوة المشهد على قلبها المنفطر كان باديا بصورة جلية بسواد عينيها ، غلالة الدموع التي علقت بكثافة رموشها . تجعل العدو يشفق على حالها و هي ترى الرجل الوحيد الذي عشقته و استحوذ على قلبها يقف أمام زوجته يرتديان بضع قطع من الملابس بينما كانت هي تلف نفسها طوال الوقت منذ بلوغها في فساتين طويلة و اسدالات الصلاة .
اندفع مسرعا إلى الباب يحضر ثوبه و عباءتها يستران نفسيهما ، لكنها كورت العباءة التي رماها اليها على ساعديها ترفض ارتداءها  ،  كادت تسمع صرير أسنانه و هو يضغط عليها غضبا لتمردها مجددا .
تقدمت نحوه خولة  بخطى متعثرة و هو يقف بجانب زوجته علًها تحظى على قرب أخير تحمل معها بعض دفئه إلى منفاها
لكنه رفع ذراعيه قبل أن تصل اليه  يطبق على كتفيها قائلا بحرارة : انتبهي لنفسك يا ابنة العم وفقك الله أينما كنت و سدد خطاك أينما حللت .
ربت على كتفها مردفا مؤكدا : .و تذكري دائما أننا إخوتك و سنكون في الخدمة متى ما احتجت لنا . لنستودعك الله .
بعض تمتمات دعاء ذلك كل ما حصلت عليه منه ، قبل أن يوليها ظهره مبتعدا عنها ، مما جعلها تندفع مهرولة تهرب ما تبقى من كرامتها قبل أن تجهش بالبكاء امام غريمتها ، ما إن وصلت باب البيت الآخر حتى التقطتها رحيمة بحضنها تضمها الى صدرها : ان كان البكاء يريحك لا بأس حبيبتي ، صدقيني هذا في مصلحتك يا ابنتي
و ما إن أغلقت الباب خلفها حتى اغمضت عينيها تعد واحد ، اثنااان ، حتى سمعت زئيرا باتت تحفظه : سيلاااااا
لم تصعد فورا بل أسرعت الى الخلاط تضربه لتحمل له كوب الخليط  تترجى فيه ان ينقذها
دلفت غرفة النوم فوجدته يسير بغضب ذهابا و ايابا يضرب بقدمه الأرض ، يشعر باستياء اتجاه حالة خولة ،يحزن على انفطار قلبها لم يكن يستوعب شعورها الا بعد ان التاع قلبه بحب مهرته ،
ابتسمت بتوجس و هي تمده الكوب : اسفة لقد تاخرت في تحضيره ،
استدار ينظر اليها فهدر بها : كم مرة اخبرتك ان الطعام لا يصل الى الطابق العلوي
خبأت الكوب خلف ظهرها ، فباغتها يدنو منها في خطوات واسعة بطيئة ، ارتدت الى الخلف حتى  حال الجدار  يعرقل رجوعها الى الخلف ، لوت شفتها السفلى و اسبلت جفنها تسترعي عطفه بطفولية ، كان صدره يبدو أضخم حين يغضب ، تبرز عضلات كتفيه المتضخمة بشكل ملفت مثير و يجعلها تبدو رغم قامتها المتوسطة ضئيلة أمامه و هي محشورة بين الجدار و جسمه الرياضي النصف عار
ثبت بصره داخل حدقتيها يتفحص ملامحها ثم قال : دائما اتساءل كيف ستبدو لو كانت هذه الملامح الشرسة و هاتين العينين المتمردتين تملك بعضا من براءة الطفولة .
اجابت بتحد ترفع ذقنها : ربما لم أكن بهذا الجمال الذي يسلبك عقلك
ابتسم بدون مرح بل كانت ابتسامة لاذعة في سخريتها اثارت غضبها و هو يقول : لو كان الجمال يسلب العقل أظن أن مهرتي من سُلٍب منها عقلها ، او ربما كل طفوليتك مخزنة في عقلك منذ ولادتك ما تجعلك ، تقومين بتصرفات رعناء ، هوجاء . لماذا فعلت ذلك ؟؟
اشاحت بصرها عنه قائلة : الم تقل ان بعض الجراح لا تشفى الا اذا ضغطنا عليها

المتهم الخطأ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن