فتحت ماريا عينيها ببطء لتجد نفسها مستلقيةً على سريرها المريح مثل الثياب التي شعرت بها تعانق جسدها، رفعت يدها لتمسح على جبينها و تُبعد شعرها فتأوهت لشعورها بألمٍ في الكتفين من المؤكد أن سببه هو تعليق كاميلا لها بتلك الطريقة
دفعت جسدها بواسطة ذراعيها بحذر و جلست متلمسةً الضمادة الخفيفة على وجنتها، ذلك الجرح
مررت عينيها على أرجاء الغرفة فوقعت على السرير المقابل لها حيث يرقد جيمي، هرعت لتنهض من مكانها فقد أفزعتها فكرة أنه لم يستيقظ منذ فعلت كاميلا فعلتها به، سجلها مع النوم الطويل ليس جيدًا البتة!
أوقفتها تلك اليد التي ربتت على كتفها و ذلك الصوت الذي قال بنبرةٍ مطمئنة
- إنه بخير، كان علينا جعله ينام حتى نعرف من يكون
زفرت هي بقوةٍ و عمق لتجد براد جلس بجانبها و هو يبتسم و يسألها عن حالها لتجيب بكلماتٍ مقتضبةبقيت تحدق في جيمي لمدة حتى صرحت
- إنه شقيقي، إسمه جيمي
وافق براد برأسه و حدق في جسد الصبي ليسأل بصوتٍ صغير كأنه يحاول عدم إخبارها بما يريد
- هل تعلمين أنه...
- عاجز! أعرف ذلك
رصد براد الألم في نبرتها بعد ردها فزم شفتيه بندمٍ لكونه ذكرها بشيءٍ سيء و عندما وجدها أطالت النظر إلى شقيقها قرر تغير الموضوع فقال مبتسمًا
- إذن كنتِ أنتِ تلك الليلة!
أثارت جملته إستغرابها فسألت بشك
- ماذا تقصد؟!
إلتفت لها ليجيب بمرح
- تلك الليلة من شهر مايو/آيار قبل ثماني سنوات في غابة هذا القصر، حين قتلت لوسيفر أمامكِ ثم أصبت جارد برصاصة، أنتِ التي كانت رفقته صحيح؟
رجعت ماريا بذاكرتها إلى ذلك اليوم و مرت أمامها لقطاتٌ لِما حدث وقتها، لقد مر وقتٌ طويل على تلك الذكرى السيئة، ترى أين جارد الآن؟!خرجت من تفكيرها الذي بدأ حينها بسبب إمساك براد بيده الغليضة لذفنها حيث عصر خديها حتى تحولت
شفاهها لشفاه بطة
عقدت هي حاجبيها مستغربةً لتسمع كلامه الذي جاء على نبرةٍ مستمتعة
- كم كنتِ لطيفة! لو أمسكتكِ حينها كنت سأتزوجكِ حتمًا!
لم تقل ماريا أي كلمة و بقيت تنظر إلى وجهه السعيد بطريقةٍ غريبة فهمت منها أنه يحاول جعلها تفكر بشيءٍ ما أو تغض تفكيرها عن أمرٍ ما، و قد نجح بالفعل فقد نست حتى إسمها بسبب الإستغراب- ما الذي يحدث هنا؟!
أتى هذا الصوت من أمام الباب فإلتفت براد و كذلك ماريا ليجدا سوزان عاقدةً ذراعيها تنظر لهما بحاجبٍ مرفوع، رد براد ببساطة
- نحن نتحدث!
رفعت سوزان حاجبيها كلاهما و كأنها لا تصدقه و لكنها سريعًا مسحت كل هذا و أردفت بنوعٍ من الجدية
- على كلٍ، الغذاء جاهز لمن لديه الشهية ليأكل
- غذاء!
تحدثت ماريا بصوتٍ مستغربٍ و مغمغم بما أن براد مازال يعصر خديها كالطفلة الصغيرة فأجابت سوزان حين فهمت سبب إستغرابها
- أجل، الغذاء، إنه منتصف النهار!
إلتفتت ماريا نحو براد الذي فك الحصار على خديها و سألته بهلع
- كم مضى من الوقت و أنا نائمة؟!
- منذ وجدناكِ أمام الكهف و البارحة كذلك، و نصف هذا اليوم، قرابة اليومين
زفرت ماريا و هي تُبعد الغطاء عنها لتنهض متجهةً للخروج من هذه الغرفة كي تتجه لطاولة الطعام كالعادة
و كلٌ من براد و سوزان تبعاها
أنت تقرأ
Mafia's inferno ⚜️ "3"
Romanceالكذبة كذبة مهما حاولت تزينها، و المشاعر مشاعر مهما حاولت نكرانها ❥❥❥❥❥ ✗ ❥❥❥❥❥ دقت ساعة النهاية و زال الغشاء عن عقلها، إستعادت ذاكرتها المفقودة و إنقلبت حياتها المثالية لأشلاء دامية كان عليها...