16.دُموع

1.1K 132 16
                                    

لم أتحدث مع يورا في المدرسة، لكن كنتُ أشعر بنظراتها من وقت لآخر

مع ذلك هي لم تأتي للتحدث إليّ

انتهت الحصة و رأيتُ يورا تخرج من الصف، لأضعَ رأسي على الطاولة مغلقاً لعينَي محاولاً التوقف عن التفكير

شعرتُ بنَكزات على كتفي، لأرفعَ بصري و أجدَ مينا بوجه عابس

"هل تعرفُ ما بالُ يورا؟"

عقدتُ حاجباي
"لما ما بالها؟"

"وجدتُها تبكي في الممر أمام المكتبة، حاولتُ التكلّمَ معها إلا أنها تأبى التحدث، أنتَ الأقربُ إليها هنا فلتذهب و تتفقدها" قالت بإصرار بينما تعتصِرُ يدي

تنهدتُ لأستقيم و اتجه إلى حيثُ أخبرتني

"يورا؟" نطقتُ حالما رأيتها، لتغطي وجهها بسرعة

"يا ما بالكِ؟ لما تبكين؟" سألتُ مزيلاً ليديها عن وجهها

نظرتُ إليها لأجدَ أنفها محمراً و عيونها منتفخة بعض الشيء، بينما هناكَ بعض الدموع التي مازالت عالِقة في عَينَيها دليلاً على بُكائِها

"لا شيء، إذهب من هنا" نبسَت لتحاول الذهاب، قبل أن أُمسِكَ بمعصمها

"لن أترككِ حتى تخبريني ما بالكِ"

"لما تهتم في الأساس؟ ألم تقل في الأمس أنكَ لا تريد أن نكونَ أصدقاء؟" قالت بانفعال لأضرب جبهتي داخلياً

لم أظن قبلاً أنها قد تكون حمقاء لهذه الدرجة

"أنتِ تمزحين صحيح؟" قلتُ ببعض السخرية، متمنياً أنها ليسَت بهذا الغباء

"أتركني وشأني فقط"

"تعرفين أنني لن أترككِ و شأنكِ، لذا أخبريني ما الأمر"

"أشعر بالوحدة"

عقدتُ حاجبَي باستغراب
"لماذا؟"

"أنتَ أصبحتَ تتجاهلني فجأة، و من ثم أخبرتني بأنّكَ لا تريدُ أن نكونَ أصدقاء، و من ثم.."
سكَتَت فجأةً لأنظرَ إليها منتظراً منها أن تكمل، متجاهلاً أنها لم تفهَم ما عنَيتُه سابقاً

رفعَت نظَرها إليّ و نبسَت

"اعترفتُ ليونجون"

و من ملامحها، عرفتُ بالطبع ما يعنيه هذا

اقتربتُ لأضعَ يدَي حولها معانقاً لها

معانقَتي لها شيء نادر، لأنني لم أرد أن تنمو مشاعري لها أكثر، لكن لا يمكنني أن أراها هكذا دون أن أعانقها

خاصةً أنها معجبة بيونجون منذ فترة طويلة، و مع هذا الأخرَق ذاكَ رفضَها

و أيضاً لقد كنتُ قاسياً معها في الفترة الأخيرة

شعرتُ بأنها استغربت قليلاً، إلا أنها بادلتني العناق قبل أن أشعُرَ بدموعها تنهمر على قميصي

"لا تتركني" همسَت وسطَ شهقاتها الخافتة، لأمسحَ على شعرها بخفة

"لن أفعَل، لا تقلقي"

ربما تكونُ هذه الدموع سببها أنا، أو سببها يونجون، لا أعرفُ حتى، كلّ ما أقوم به هو الشّدُ على العناق بينما أفكّرُ كيفَ يمكنني إسعادُها

Promise || Lee Felix حيث تعيش القصص. اكتشف الآن