🎐_3_🎐

1.5K 42 8
                                    

و خرجت بسرعة لعله يكون بالخارج . في مدخل الباب كان هناك درج رخامي .... ثم حديقة منظمة جدا و تظم كماً هائلا من أنواع النباتات ... كانت رائعة حقا خاصة مع تراكم الثلوج في كل مكان ... بمجرد أن اقتربت من الباب حتى ارتجفت بردا ... فضمت يدها السليمة لجسمها ....  و نادت بصوت مرتفع :
" سيدي ... يا سيد ... اين انت ارجوك ... اين انت... يا سيد.  ..."

لكن دون جدوى ،فسارت مهرولة بدون تفكير و الحمد لله لقد رأته رغم بعده عنها فتابعت الطريق نحوه .  لقد كان منشغلا في شيئ ما . عندما اقتربت منه التفت تلقائيا . عندها رأته جيدا كان يرتدي سروال ، بوط و معطف طويل كلهم باللون الاسود و كان يضع قبعة المعطف المليئة بالفرو على رأسه و قنازات جلدية لكن الأغرب أنه كان يلبس قناعا جلدم فقطي اسود مما جعلها تفكر باشياء مختلفة و مخيفة فارادت الهروب رغم أن جسمها لم يقوى على الحراك.
لقد بدى الارتباك عليه واضحا رغم عدم ظهور ملامحه . لكنه عندما رأى جسمها يرتجف نزع ذلك المعطف الثقيل و وضعه على كتفيها الرقيقين فهي لم تكن تلبس غير بيجامته التي قدمها إليها . عندها ظهرت عضلاته المفتولة حيث كان يرتدي تي_شرت اسود طبعا و ظهرت يده اليمنى التي كانت محترقة بالكامل و يبدو أنه هناك المزيد تحت القميص و القفازات.......
و هنا.. قام بحركة اغرب من هذه .... لقد حملها في حضنه متجها بها نحو الداخل و الي اقرب مدفئة و التي كانت في المطبخ ....
لقد اغمست رأسها في صدره كان شعورا مختلفا لم تعرف من قبل .. الى جانب رائحته التي تدل على شدة النظافة و عطره الفريد و هو اول عطر رجالي لم تشعر بالنفور منه ....
لكن ، انتهت الاحلام . لقد وضعها على أريكة بجانب المدفئة في المطبخ و غطاها بغطاء
" لما خرجتي و انت بهذه الحال ا تريدين قتل نفسك ام ماذا ؟"

"لقد اخبرتني انك ستأتي بعد قليل و لم تاتي لذا خفت ان قد تركتني وحدي و خرجت "

"اااه... كنت سارجع لكي افحص جرحكي ... لكني كنت اريدك ان  تتصرفي على راحتك افضل ... عليك أن تكوني اكثر حذرا ..."

" سيدي هل لي بسؤال .... صغييير "

فأشار لها بتفضلي بينما كان يطبخ شيئا ما ... فابتسمت وقالت بعفوية

"ماهو اسمك سيدي..."

كان سؤالا عاديا ... لكنه شرد قبل أن يجيب
" جوليان ..... اه ... و انتي هل تذكرين اسمك "

حينها تذكرت انها فاقدة لجزء من ذاكرتها .... فانفجرت باكية بصوت خافت .... آلاف من الافكارة تتزاحم بعقلها ... عندما لاحظ بكائها .. اتجه نحوها و ربت على كتفها ... قائلا
"انظري ... أظن أن اسمك هو ميرا ... انه مكتوب على المنديل.. لقد تلطخت ثيابك عندما اصبتي و قد قمت بغسلها لكي ... اسف لم ارد الا مساعدتك ..."

" شكرا لك من اعماق قلبي "

لقد كان يرتبك أو يخجل نوعا ما عندما تشكره ... فجأة اكتشف أمر يده ... فذهب مسرعا و عاد و هو يرتدي سترة جلدية . ميرا تراقبه و تتفحص شكله و تتخيل ملامحه التي يخفيها و شعره الاسود القصير الذي كان مرتبا و ناعم رغم بساطته
لقد مر يوم كامل و هي في قاعة الجلوس مهتمة بمجموعة الكتب و الموسوعات التي قدمها لها لعلها تضيع بها الوقت بينما كان منغمسا بإزاحة الثلوج المتراكمة على النوافذ والأبواب أو يقوم بأعمال البستنة أو ينشغل في المخزن أو الاسطبل . لقد لاحظت ميرا أنه لا يوجد غيرهما في ذلك القصر الكبير المنعزل عن الناس و الواقف بشموخ على سفح جبل شامخ وسط تلك الغابة الكبيرة .
عند الساعة الثامنة مساءا ، دخل جوليان المنزل و صوت مشيته يعم المكان . وهو يحمل سلة مليئة بالاعراض و رزمة اعشاب بيده الأخرى . و يتجه حيث ترك الفتاة المريضة .. فوجدها منغمسة بقراءة كتاب و لم تنتبه لوجوده  ... فتنحنح وقال
"مرحبا ، كيف حالك.. "

ثم جلس مقابلا لها على الأريكة  .. وضع السلة أرضا و اخرج منها سمكة كبيرة و هو يبتسم حتى و ان كان مخفيا وجهه

" انظري لقد اسطدت  هذه للأعشاء ..... و جلبت هذا من الاعشاب التي ساقوم بتحظير مستخلص طبيعي منها لاراحت اعصابك و ارخاء عضلاتك  و ساحظر حساء الدجاج و الخضار ..... هل يعجبك هذا ام تريدين شيئا اخر ... !!؟؟"

"لا .. أحبته .... لكني اريد مساعدتك في المطبخ.... من فضلك لا ترد طلبي "

فقال باستسلام
"حسنا .... لكن لا تتعبي نفسك ... "
فقالت في حماس " حسنا .... سأحاول هههه عدم ازعاجك ههه"
فتوجه نحوها و ابعد الكتب و وضعها بعناية على الطاولة ثم نزع الغطاء من فوقها بلطف و ساعدها على الوقوف ثم مسكها من يدها و قادها نحو المطبخ حيث اتخذت مكانا لها بجانب الطاولة و أما السيد جوليان بدأ في عمله و كانت ميرا تراقبه بكل شغف ثم قالت بين ترددها و ارتباكها " انك ماهر حقا كيف تفعل هذا بكل سهولة ؟؟؟!!!"
فالتفت إليها .. صمت قليل و هو يتأملها أو ربما يفكر في جواب مناسب ..ثم سمعت تنديدة و ضحكة صغيرة ليقول " عندما تعيش وحدا تجبر على تعلم كل شيء ... و فعلا ... هذا أمر جيد .. لا بأس به ..."
فاومأت متفهمة بينما كانت تجاهد نفسها حتى لا تحشر نفسها في أموره الشخصية و حاولت تغير الموضوع لتقول " ا لن اساعدك في شيئ "
فأجاب " لا يجوز أن يدك مصابة " إلا أنها اظهرت عدم الرضاء و اسدلت شفتها السفلى باسى ...
فكر قليلا يضع اناء أمام و يقول " ضعي أوراق الحشائش هنا حسنا هل رضيت الان "
فهمهمت مع ابتسامة عريضة بريئة
كان الاثنان في المطبخ ... يتبادلون الأحاديث المتنوعة التي غيرت مجرى علاقتهما قليلا
عند العشاء ، كان كل شيء مرتبا و جاهز ... فاصبحت طاولة المطبخ مائدة ملكية فعلا .. لكن ما ازعجها ، قليلا، هو مراقبته لها و هي تأكل دون أن يتذوق شيئا و لم يتنازل عن لبس قناعه المثير للجنون هذا ... الا أنها كانت سعيدة حقا لقربه منها و اهتمامه الشديد بها ... و كأنها طفلة صغيرة ... لكنها كانت تكره بروده و قلة كلامه ...
👒✨🍂🍁👒✨🍂🍁👒✨🍂

التعليقات بين الفقرات تسعدني 💌

😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍

عاشقة الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن