اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
.
رمـى جسدهُ الثقيل على الكُرسـي واضعًا قدمٌ فوقَ الأخرى ، مُحدقًا بِشموخ من أعلى المنارةُ ، وَخلفهُ تمامًا يقفُ تابعهُ دونَ حراك غيرُ مُباليًا بالجـو المُتجمد ولا بالليلِ الحالك ، ولا حتى بِتصادم أمواجُ البحرِ التـي أسفلهُم ، بينمـا ضوء المنارةِ يستمر بالأنارةِ على البحر.
"تُرى.." تمتمَ جونغكوك بِتفكير وَعينيهِ على أمواجُ البحـر "إذ أخبركَ أحدهُم إننـي أخاف ، أستُصدقُه؟" تساءلَ "السيـد ميكائيـل وَ الخوف .. لا أظُنهمـا يجتمعـان بِجملةٍ واحدة" تمتمَ الرجُل بِتفكيـر قبلَ أن يُضيفَ مُبتسمًا "إلا إذ .. كانت الجملة هي ؛ الخوفُ يخافُ من ميكائيـل" خرجَ البُخارُ من شفتيهِ تزامنًا مع حديثهُ.
"دعنـي أُخبِرُكَ إننـي أخاف .. بل وَتأتي لي نوباتِ هلع بِبعض الأحيان ولا أتحكُم بها" قالَ جونغكوك "عندمـا تحبسُ نفسُكَ بِغرفتُكَ بالقصر؟" سألَ من خلفهِ ، وَعينا جونغكوك تشتتـا بِوضوح وَهوَ يتذكر كُل مرةٍ دخلَ تِلكَ الغُرفةِ الكبيـرةُ المشؤمة ثُم يجلسَ أرضًا ضد البابِ يلهث ، يضغط على مكانِ قلبهُ "أنتَ مُحق" تمتمَ.
"يُثيـرُ فضوليَ يا سيـدي ، كيفَ شخصًا تحملَ الطفولةُ المريـرة ، وَقادَ طائفةٌ كُبرى ما إن شَب قليلًا ، قد يخـاف .. فهذهِ الطائفةُ ياسيـدي هي الخـوف بعينه ، لِما لَمْ تخاف منها؟ لذِلكَ .. يُثيـر فضولي مايُخيفُك".
نظرَ اليهِ جونغكوك لِلحظة ، وَ باللحظةِ الأخرى قالَ بِهدوء " صوتُ القطار وَ صوتُ أمواجَ البحرِ وَ صوتُ آلةِ ثرمِ الخنازيـر .. كُلها أصوات مُرعبـة ، مُقزِزة" عقدَ حاجبيهِ مُحدقًا بالبحر "كلا .. لاتُخيفُنـي بِشكلٍ حرفي ، ما يُخيفُنـي أن جسدي يميلُ تلقائيًا لِتلكَ الأصوات ، يرغبُ بأن يرمـي نفسهُ بالمثرمة ، أو بالبحر ، أو حتى أمامَ القِطار .. لِذا أشعُر بالرعب الشديد وَ أقفُ بالخلف كي لا أندفع .. فأنـا لا أُريدُ المـوت" .
"إذًا السيـدُ ميكائيل لايُخيفهُ شي بالفعل .. وَ الشيءُ الوحيد الذي يُخيفهُ هوَ نفسهُ" تحدثَ الرجُل "لِما قد يخافُ الأنسانَ من نفسهِ يـا تُرى" عاودَ عقلهُ يتشتت "أنتَ مُكتئب .. وَ تميلُ للأنتحـار ، لكنكَ ترفض تِلكَ الفكرةِ ولا تُريد تنفيذها".
