فِي أحدِ أمسياتِ مَدينةُ ناغانو الشَتوية حيثُ الطُرق السوداء عادةً باتت مهقاءَ مُستبرقة أحتَضن الثلجُ أرجائها يُسببُ أجواءً شديدةَ البرودة والقسوة على الأجسادِ العابرة التي أضحَت مُتلهفة لأدنى أوقيةٍ من الدفء .تَجولت سيارةُ دورية تَسيرُ كَمثلِ روتِينها المُعتاد مُتشبعةٌ برائحةٍ من التبغ مَمزوجٌ بِعبقِ مَشروبِ القهوة الساخن الذي تَمسكَ ضابطُ الدَورية به بِكلتا يداهُ يُنعشُ أصابعهُ المُتجمدة بِتلكَ الحرارة الحارقة .
ألتَف للنافذة يَتثاءب مُستشعرًا وجوبَ البدء بالأرتشافِ ليُكمل عَمله المُتمثل بِأكتشاف كُل ما يُمكن أن يكون مريبًا وقبلَّ أن يبدء بالشرب هتفَ الهاتفُ اللاسلكي بَصوتٍ مُرتفع .
" أهُنالكَ دَورية قريبة من فُندق قَريةُ غابة ناغانو ؟ " .
أومأ لشريكه الذي بادرَ بتحريك عجلة القيادة ثُم دون تأخير مدَّ يُسراه ليتناولَ الهاتف مُجيبًا .
" هُنا هيروتو سيدي ، نحنُ مُتجهون للفندق حالًا " .
" هناكَ تبليغ عن وجود جثة، بِمنزلٍ قريب من مكان وجود الفندق سأرسلُ لكَ الموقع والأسم تحقق من صحة المعلومة وسارع بِالحفاظ على مسرح الجريمة إن وُجد ريثما نصل " .
" حاضر سيدي " .
نَطقها بِصوتٍ مُرتفع يَضعُ الهاتف ويُباشر بِشربِ مشروبه يتجرعَهُ بدفعاتٍ قصيرة وأنامله أخذت تفتحُ هاتفه يستقرأ ما أرسله رئيسه وحينما لمح أسم العائلة التي أُبلِغ عنها تَعقدَّ حاجباه.
" أتجه لقصر عائلة كاتو " .
" عائلة كاتو التي أعرِفُها ؟ " .
قالها من يقود يُبدي التفاجئ وليسَ يُلام فتلكَ العائلة أحد أثرى العائلات بمنطاقة ناغانو والتي بدأت سلالتُها من القائد فوجيوارا كاغيميتشي الذي ساهم في نجاح حرب التسع سنوات وعُيّن نتيجة ذلك مسؤولًا رفيع المستوى في أحد مُحافظات إيشيكاوا وصولًا لرئيس شركة كاتو العبقري والمَعروف حاليًا بأسم كاتو يازوكي ، كانَ أحد أحفاد أبن فوجيوارا ، الأبن الأصغر تحديدًا الذي عارض أخوته المُستقرين بمنطقة مينو وتوجه لِناغانو مُباشرً عملًا تجاريًا عن الخزف وكما هوَ واضح تضخمت تجارته لتصل إلى ما عليه اليوم.
" نَعم ، بِشحمها ولَحمها ".
أنطَلقت السيارة تُسرعُ أكثر وقد تَكفلَّ هيروتو بتشغيل صوت صفارة أنذار الشُرطة لِيتباعد كُل من كان يسير أمام السيارة يتزاحمون لتركه خاليًا أحترامًا وتقديرًا لهم .
بَعد عَشر دقائق وصلَّا وتوقفت السيارة أمام باب منزلٍ ضَخمٍ بُنيَّ بالطريقة اليابانية القديمة ، كانَ شاهقُ الأرتفاع والمساحة بِساحةٍ عُشبية مُغطاة بالثلوج يتوسطها بُركة مُتجمدة أحيطت صُخورًا .
أعوادُ الخيزرانِ أحتشدت بِمجموعاتٍ مُتفرقة حول البِركة التي أمتدت للساحة الخلفية وبسبب تِلك الأتربة التي تكونت من الثلج بدت ميتة صفراء .
تَرجلَّا كِلاهما من السيارة ومن ثُم طَرقَّا الباب . دقائق معدودة مضت ليُفتح بعدها من قبلِ أحد الخدم الذي أبدى التوتر فور رؤيتهما .
" لقد أُبلِغنا بوجود أحدٍ ميتٍ هنا لذا جئنا للتحقق " .
"م-ماذا؟ " .
همسَ بِأرتباك وقلق وجَسده أنحصر خلف الباب كأنه يرفضُ فكرة دخولهما قبلّ أن يُعلّمَ أسياده ولكنهما لن يسمحَّ له بفعل ذلك.
تَشاركَّا الضابطان آيماءة ونظرة سريعة وبعدها دفعَّا الباب يدخُلَّان بِعجلة . تَكفل واحدٌ منهما بِصدِ الخادم المُرتبك والفزع والأخر تَنبه للأزعاج غير الطبيعي وأتجاه لمصدره .
حينما أقتَرب أكثر تبينَّ له ماهية هذه الجَلّبة بالضبط المتفاوتة ما بَين عويلٍ وصياح ، وهُتافٍ ثائرٍ غضبان .
بإسراعٍ أقتحمَّ الغُرفة لِيقابلُه مَشهد لم يَكُن ليتخيلُه أبدًا ، مَشهدٌ تَجذر بِعمقٍ في ذاكرته وبسببهُ تجمدت رجلاهُ بغيرِ وعيٍ .
فقد كان كُل من بالغُرفة مُغطى بِالدماء !
~~~~~~~~~~~~~~
مَرَّ زمنٌ عن الروايات ❤️!
كُنت متعمقة مع كتاب النصوص وأعتدتُ على القصص المتكونة من فصلٍ واحد لذا أستصعبتُ البدء بِرواية كاملة تتضمن عدة فصول 🤌🏻كَبداية ستكون رواية قصيرة بِفصول قصيرة ولكنِي بالطبع سأكتُبها بِحب كعادتي 🥹❤️، إضافة لذلك هيَّ تحدي مجنون أقمته لمخاصمة عقلي الذي بات يرفض كل ما أكتبه !
الأبطال لم يظهرو بعد 🫣 ، والفصل هذا عِبارة عن تَهيُئة مع القليل من المعلومات والأهم من ذلك أنه البداية للحدث الأهم في هذه الرواية XD
مُلاحظات مُهمة ؛
- فُندق قرية ناغانو حقيقي موجود كما هو واضح بِمُحافظة ناغانو باليابان ، مُقيمٌ بأربع نجوم وعند رؤية شكله رغبتُ حقًا بالذهاب له 🥲.-عائلة كاتو أصلُها كما ذُكر بالفصل من فوجيوارا كاغيميتشي والذي بعد نجاحه في حرب التسع سنوات (١٠٥١-١٠٦٢) التي دارت في توهوكو عُيينَ مسوولًا رفيع في إقليم كاغا (محافظة إيشيكاوا ) وأصبح يُطلق عليه أسم فوجيورا (藤原) من كاغا (加賀)" والذي تحور في النهاية إلى كاتو (加藤).
دُمتم بخير :)
أنت تقرأ
الشُوكولاه البَيضاء|| كُونانَ
Fanfictionومن بينِ رونَقِ رفرفةُ صفحاتِ الأوراق و تمايل عبقُ الحِبر والطابِعات ، علا السكون رمزًا لِلمكان وأنشغلَّ كُل عاشقٍ بِالإهتمامِ بِمحبوبه الثرثارُ بِكلماتٍ تُقرأ لاتُسمع . همسَّت هيَّ بَين ذلك بِرقة قائلة . " سِنترال بارك لِلكاتب غيوم ميسو ، صفحة ثلاث...