سربرينيتشا

4

هل تعرف هذه اللحظة حين تنفصل عن شخصيتك...عن ذاتك...تركض خلف الغبار تحاول التعلق به وحين تهوي الي الأرض تصرخ بأن الغبار قد خذلك...هو لم يخذلك...هذه طبيعته...و خطؤك الدامي أنك تعلقت به وهو هش لا يتماسك...أما خطيئتك الكبري فهي أنك تعاود التعلق به مرة أخري...هذا هو شعوري الآن يا أبي...خذلتني أنت برحيلك و خذلتني أمي بقسوتها وخذلتني ليلي بكتمان ما تعرفه و مازلت أرجو النجاة بالتعلق بأحدهم....إنه غياث يا أبي...طبيبي النفسي...لماذا أرجو النجاة به؟؟...لماذا تركض روحي نحوه؟؟...لماذا أقرأ الصدق في عينيه؟؟ لابد أنني واهمة...لقد نبذتني أمي فلماذا سيمسح ألمي ذلك العربي؟؟...صدقني يا أبي...أنا كتائه ظمآن في صحراء قاحلة وأمامه بئر الماء ملآن وهو يتوق للاغتراف منه لكنه يخشي الغرق فيه لكثرة ما رأي من سراب....فهلا يساعدني أحد؟؟...أي أحد؟؟))

مذكرات سيربي 2011م

في منزل ((سيربي)) كان النقاش حادا بينها و بين والدتها((بكيرة))

**سيربي_منفعلة:: يا أمي لماذا ترفضين؟؟....لقد أخبرتك أن الطبيب هو من يطلب لقاءك وأن هذا ضروري لتحسين العلاقة بيننا ومساعدتنا حسب توجيهات مديرة المدرسة

**الأم_تحاول إخفاء انزعاجها:: قلت لك لن أذهب يا سيربي لن أذهب

**سيربي_منفعلة::أنت لا تريدين مساعدتي بل ولا تريدين تحسين علاقتنا.....منذ متي و أنت تهتمين لأمري؟؟؟....أعلم أنك تكرهيني

**الأم_صائحة:: سيربي

**سيربي:: صدقيني....حين أجد عملا فسأترك لك هذا المنزل بما فيه ولن أراك بعد ذلك أبدا

**ثم خرجت من المنزل مسرعة تاركة أمها غارقة في أحزانها الصامتة التي تنوء الجبال عن حملها

**وجدت سيربي نفسها تتصل بغياث هاتفيا ولكنه رد عليها بصوت لا تعرف إن كان حزينا أم مرهقا

**سيربي:: لقد طلبت من أمي أن تأتي إليك كما أخبرتني

**غياث_بصوت حزين:: ثم ؟؟

**سيربي_غاضبة:: ثم إنها رفضت رفضا قاطعا كعادتها دائما فهي لا تريد مساعدتي

**غياث_ثائرا فجأة:: أنا لا أفهم والدتك أبدا.....لماذا تتصرف هكذا الآن لماذا؟؟

**تفاجأت سيربي بهذا الانفعال المفاجئ حتي أنها لم تستطع الرد......أخذ غياث نفسا عميقا ليهدأ معتذرا

**غياث::أنا ...... أنا آسف

**سيربي_في هدوء مندهش:: أنت غريب اليوم.

**غياث_بهدوء:: أعلم.

**سيربي::ما بك؟؟

**غياث:: مرهق.

**سيربي:: هل ... هل تود إلغاء جلستنا

العلاجية القادمة؟؟

**غياث:: لا أبدا.....ولكن سيربي....يجب أن أقابل والدتك أولاً.