يُحكَى أنَّه كَانَ هُنَاك فتَاة فِي العَاشِرة مِن عُمرِهَا
تعِيش فِي مَدِينَة الفرَاوِلة، حيثُ كلَّ مَن يعِيش فِي تِلك المَدِينَة هُم أشخَاصٍ يُشبِهُون الفرَاوِلة.يَمتلِكُونَ شعرًا أحمرًا، وعَينَان خَضرَاء، ونَمَشٌ أصفَر
علَى وِجنَتَيهُم.ورَغمَ ذَلِك، فإنَّ مَدِينَتَهُم غير صَالِحَة لزِرَاعَة الفرَاوِلة، فَا كلَّ سَنَةٍ يأتِي مَوسِمًا يُسمَّى بمَوسِم الحَصَاد، يَحصِد فِيه الأطفَال الصِّغَار الفرَاوِلَة مِنَ المُدُن الثَلَاثَة المجَاوِرَة لَهُم بعدمَا صنَعُوا إتفَاقِيَّةٍ مَعًا.
وفتَاتُنَا فافا الَّتِي تحِب فطَائر الفرَاوِلة كَانَت
إحدَى هَؤلَاء الصِّغَار، وكَانَت مرَّتُهَا الأولَى فِي جَمع الحَصَاد؛
"وداعًا امي! سأعود ومعي الكثير من الفراولة! ويمكننا وقتها صنع فطائر فراولة لذيذة!""كوني حذرة فافا!"
وَدَّعتِهَا أمُّهَا تحتَ أنظَارٌ قَلِقة....
خَرَجَت فافا تحتَ شَمس الصَّبَاح السَّاطِعَة ومعهَا سَلَّتِهَا، تَقُود درَّاجتهَا في الطَّرِيق السَّرِيع المَلِيء بالنَباتَات نحوَ أوَّل مدِينة سَتَذهَب إلَيهَا، مدِينَة الأقزّام الصَّامِتَة.
تِلكَ المَدِينَة ملِيئة بالأقزَام الَّذِين لَا يَستَطِيعُونَ الكَلَام، هُنَاك أسطُورَة تَقُول أنَّهُ فِي يَومٍ مَا إبتَلَع وحشٌ إلسِنَة أجدَادُهُم، ومِن ذَلِك اليَوم، مَنَع جمِيع الأبَاء أبنَائهم مِنَ أي نوعٍ مِن أنوَاع الحَدِيث إلَّا أهَمَّهُ خَوفًا مِن عَودَة ذلِك الوَحش.
وَصَلت ليلَى الى وجهَتِهَا، والهُدُوء يعمُّ المكَان بالفِعل، مَنَازِل الفِطر الأحمَر فِي كُلَّ مكَان، وكُلَّ شَيء صغِيرٌ جِدًا، أكمَلت وِجهَتِهَا الى المَزرَعةِ الرئيسيَّة فِي البَلدَة؛
"أنا مرسلة من مدينة الفراولة لجمع الحصاد"
قَالتهَا لِلقَزم الحَارِس وجَثَت علَى رُكبَتَيهَا فِي مُستوَاه كَي يرَاهَا ومَددت لهُ يدَاهَا، قَفَز على كفَّهَا ورَفَعتهُ الى مستوَى وجهِهَا، تفحص نمَش وجهِهَا الأصفَر ليتحَقق مِن هوِّيتهَا ثُمَّ سمَح لهَا بالدُخُول.أغلَق البَوابَة الحديديَّة، وبَاشَر قَزَمٌ آخَر كَانَ ينتَظِرهَا دَاخِل المَزرَعَة بمسَاعدَتِهَا بجَمع الحصَاد علَى الفَور، فَا فعَلَت هِيَ أيضًا.
عمَّت لحظَةٌ مِنَ الصَّمت، لكِّنهَا سمِعَتهُ يتَتِم بشَيء، كَان يعِدُّ الفرَاوِلة الَّتِي يَحصُدُهَا، فَا تَعجَّبَت مِنهُ وقَالت "هل تستطيع الحديث معي؟"
"أخفضي صوتك! رجاءً ابقي هذا سرًا"
قَالَ لهَا فِي خَوفٍ شَدِيد، فَا طمئنَتهُ فَافَا وقَالت:
"لا تقلق، ما أسمك ايها القزم؟""سوسو"
أومَأت لَهُ فافا، فَا سألَته:
"هل لي بأن اسأل، لماذا لا يتحدث احد هنا إلا قليلًا؟ ماهو السر وراء تلك المدينة؟ هل حقًا الوحش هو من جعل السكان خائفين من التحدث؟ ولماذا أكل ألسنتهم؟"تَنَهَد ثُمَّ نَظَر اليهَا وقَال:
"إنها قصة طويلة، ولكن استمعي إلي جيدًا.."فِي مدِينَة الأقزّام، إعتَادَت الفرَاوِلَات الذَهبِيَّة النَادِرة الوُجُود النُمُّوَ هُنَا، ولتَجَنُّب الوَحش آكِل الفرَاوِلَات فِي مَوسِم الحَصَاد حيثُ يَستَيقِظ لَيلًا، نَقُوم بِحصَادِهَا صبَاحًا، وتخبِئتُهَا تحتَ الأرضِ فِي كَيسٍ سمِيك، لأنَّ الوحشَ يستَطِيع تمييزِ رَائحتِهَا، وإذا فَعَل، فهُوَ سيُدمِّر مدِينتِنَا ومزرَعتِنَا بأكمَلِهَا ليَستَطِيع الحُصُول عَلَيهَا.
كمَا تعلَمِين، جمِيع المُدُن المُنتِجَة لِلفرَاوِلة تُعطِي حِصَّةً للوَحشِ إتفَاقًا مَعَهُ كَي يترَكهُم بسَلَامٍ، وظَلَّ العَالَم علَى تِلكَ الحَال منذُ سَنَوَات.
تعَهَّد أهلَ المَزرَعَةِ إبقَاء أمر الفرَاوِلَات الذَهبيَّة سِرًا حتَّى عَن سكَّان المَدِينَة، ولكِن للأسَف، أحدِهِم لَم يَستَطِع إبقَاء السِّر بأمَان، وأفشَى عنهُ لصَديقه مِن سكَان المدِينَة، وذلِك الصدِيق أخبَر صدِيق أخَر حتَّى إنتَشَر الأمرُ فِي المَدِينَة، وسَمِع بِهِ جوَاسِيس الوَحش مِن الشَّعب.
فَا هَجَم عَلَينَا الوَحشُ ودمَّر مدِينتنَا ومزرَعتنَا، وأكَل كلَّ المّحصُول، وعِندمَا عَلِم حَارِس الفرَاوِلة فِي المَدِينَة بهذَا الأمر، قَام بأكلِ ألسنة الجمِيع عقَابًا على إفشَاء السِّر.
ومِن تِلكَ الليلَة أصبَحَت مدِينَة الأقزَام مدِينة صَامِتَة بأقزَامٍ صَامِتَة، والآبَاء أصبحُوا يعلِّمُون أبنَائهِم الصَّمت وعَدَم الحدِيث الَّا بالمُهِم، والقصَّة الكَامِلة غيرَ معرُوفة الى الأن الا لِلأقزام القدَامى الهَاربِين مِثلِي، لأنَّ لا أحَد مِن الأقزَام تحدَّث عنهَا.
أنتِي الوحِيدّة مَن تَعلَم بهذَا الأمر، واطلُب منكِ أن تبقِي الأمرَ سِرًا كَي لا يُكشَف أمرِي رجَاءً.
"لا تقلق، لن أفشي سرك ابدًا، فا قصتك علمتني ان إفشاء الاسرار ليس خيانة للامانة فحسب، بل تترتب عليه عواقب وخيمة أيضًا!"
أنت تقرأ
رحلة فتاة الفراولة | Strawberry Girl's Journey
Short Storyفَتَاة الفرَاوِلة، كلَّمَا ذَهَبت لحَصَاد الفرَاوِلة، تَلتقِي بقصة مختَلِفَة. إبتدأت : 220809 إنتهت : 220810 #18 fiction #1 literature قصة قصيرة | أدب الأطفال.