هنالك ليالٍ معينة لا تزول أبدًا من أفكار جاي. ستمضي الأمسية بكل ثانية وتنقضي، ولكن يبدو وكأنها سارت
فيه هو ولم يكن هو من سار فيها.الأمر بسيط، رغم كل التعقيدات التي تحتويها مشاعره في أحيانٍ كتلك، إلا أنها ببساطة لا تغادره مطلقًا.
في تلك الأمسية، كان قد أمضى الوقت مع هيونجو كالعادة.
بعد أن اجتمعا مع بعض الرفاق للمذاكرة في مكتبة الحي، فإنهما قد عادا سويًا. ومع أنه كان عليهما الافتراق عند شارعٍ معين لأن منزله كان في الجهة المعاكسة، إلا أنه ترك لقدميه فرصة حمله دون تفكير معها إذ أخبرته أنها كانت متوجهة إلى المطعم لأنها كانت لا تزال تملك بعض الأعمال الصغيرة للانتهاء منها.
وعلى الرغم من كونها رفضت وحاولت حثه على العدول عن رأيه بمرافقتها بما أن الوقت تأخر بالأصل، إلا أنه هز رأسه بالرفض بينما أصر أنه يرغب بمرافقتها دون أي سببٍ ليقدمه مع طلبها لواحد.
كان المكان فارغًا، الأنوار في الواجهة مضاءة لتواجه بضعف ضد عتمة الشارع التي لم يبددها إلا ضوء باسق يبعدُ أمتارًا. يبدو المكان شاحبًا بشدة، ووجوده مرحب بأسلوبٍ عجيب وكأنه يأخذ بيدك في كفه المتجمدة. لطالما ظن جاي أن المكان مكنف بطابعٍ غرائبي لا يسعه وصفه، خصوصًا ليلًا في الحي الممتد الذي يقع فيه. ومع هذا فهو لم يصارح هيونجو قط عن ذاك الشعور المكبوت من الغرابة الذي يعتريه في كل المرات القليلة التي حضر فيها إلى هنا. بل إنه كان يكتفي بهز رأسه بموافقة في كل مرة كانت تتذمر فيها من غرفتها الخانقة ونافذتها المطلة على الشراع الكئيب ذاته إذ أن منزلها كان يقع بالقرب من المطعم على بعد عدة أمتار على أية حال.
كان المكان فارغًا، أو ليس فعلًا. هذا ما ظنه بالبداية قبل أن يلحظ أحدهم يخرج من المطبخ.
كانت هيونجو مشغولة بخلع معطفها لوضعه فوق أحد الطاولات، والتفتت حالًا حالما سمعت دبيب المشي من المطبخ وخشخشة الكيس الذي كان يحمله الشخص المقترب.
وقد كانت أختها الصغرى، تغلقُ حكم معطفها هي الأخرى، قبل أن تلزم مكانها للحظات لتحدق ناحهما دون تفاجؤ، بل هناك لمسة لشيءٍ آخر فوق عينيها، وكأنها ريبة، لكن ليس بطابعٍ عنيف مشكك، بل مجرد وهجٍ طفولي، لربما غير مهتم تمامًا، وفضولي قليلًا.
أنت تقرأ
A little warmer.
Fanfictionكل ما يدور قبل بداية الأمور، هو المنبع حيث يتأصل كل شيء. - بارك جونغسونغ [ A prequel for warm touches] ينصح بقراءة ونشوت warm touches قبلها!