الفصل الاول من رواية قيود حانية

2K 31 4
                                    

الفصل الاول من رواية قيود حانية لقلادة السماء الزرقاء ممنوع النقل او الاقتباس أو المشاركة أو النسخ
.............................................................
اللهم لا تستخرج منا إلا ما يرضيك عنا
وارزقنا الحكمة فمن اوتى الحكمة فقد اوتى خيرا كثيرا ......
..........................................................
البداية
فى صباح ذلك اليوم الصيفى شديد الحرارة كانت النيران تلتهم فى طريقها كل شىء وكأنها تنذر بجحيم قادم
ولكن لم تكن أسرة نور الدين البحراوى التى تحتمى فى جدران بيتهم البسيط المكون من دور ارضى وتحيطه حديقة صغيرة تتخيل أن تصل اليهم النيران التى اشتعلت منذ ساعتين فى احدى شونات الغلال لتصل اليهم محملة بجحيم فقد احباءهم
كانوا يعتقدون أنهم فى مامن عن الحريق وحتما ستصل المطافيء سريعا لإنقاذ البلدة من هذا الحريق الذى كان يحصد فى طريقه كل شىء ...
كان نور الدين يساعد بكل مااوتى من قوة فى إطفاء حريق الشونه التى نقلته الرياح بصورة مرعبة إلى البيوت المجاورة...
لتجحظ عيناه وهو يرى الحريق قد شب فى حديقة منزله ليهرول وهو يصرخ ولا يلتقط أنفاسه من شدة عدوه لانقاذ زوجته وابناءه
ولكن تاخر الوقت لتسد النيران مدخل المنزل وتمتد داخله ويسمع صرخات زوجته ونحيب أبناءه وصراخهم وسط صوت الحريق ليسرع اليهم وهو يلتقط ملحفة صوفية ليستطيع التوغل وسط النيران وهو يبحث عن زوجته وابناءه وهو فاقد عقله من لوعة الفقدان والنيران تطفو بيته والدخان يعمى ناظريه كان قلبه الملتاع ينادى زوجه بصراخ مستغيث ملهوف راجية وابناؤه سيف وعلاء ليجد زوجته ملقى وسط النيران وقد ذهب عنها وعيها ومتقوسه بوضع الجنين تحمى صغيرتها الرضيعة بجسدها المطبق عليها خوفامن ان تمسها جحيم النيران
حمل نور الدين زوجته وقد انعقدت يدها على رضيعتها وهو يحاول أن يجد سبيل للخروج بهم من وسط حطام البيت التى تنهار عليهم حطامه المشتعلة ليسرع وهو يتفادى الباب المشتعل الذى كاد أن يقع عليهم وهم فى سبيلهم للخروج ليخرج بزوجته التى يحملها مع رضيعته ليساعده جيرانه الذين يحاولون بكل قواهم السيطرة على الحريق بدون فائدة ليترك زوجته وقد خلع عنه الملحقة الصوفية ليغمرها ليغطيها عن أعين الرجال خاصة وهى ترتدى ملابسها البيتية دون حجاب ليجثو بجانبها لافاقتها دون جدوى وهو يتحسس نبضات قلبها وتنفسها ليتأكد أنها حية ليتركها مع نساء قريتهم يحاولون افاقتها بينما يمسح على وجه صغيرته الرضيعة علياء التى كانت تصرخ ليتركها مع جارتهم منيرة وقلبه لا يتوقف عن نبض الخوف والجزع بصدره
ليعاود دخول بيته الذى أخفت النيران معالمه ليخرج بعد وقت طويل ودموعه تتساقط وهو يحمل اجساد طفليه سيف وعلاء على كتفيه وقد اخترقت النيران اجسادهم ليفترش بهما الأرض وقد خارت قدميه صمودا وهو يضمهم لصدره ويصرخ قهرا ويبكى دما والقهر يسكن قلبه وما أشد قهر الرجال ليعلو صوت سيارتى المطافئ والاسعاف الذى حضروا للتو فالقرية ناءية تبعد عن العمران بآلاف الكيلو مترات ليستلم اخيرا نور الدين لالالم جسده ويخترق الظلام ناظريه ويغشى عليه بجانب زوجته وابناءه

.............................................................
فتح نور الدين عينيه ليجد جسده محاط بالأجهزة الطبية التى تتصل بجسده عن طريق اسلاك نزعها جميعا ليستقيم من فراشه وهو يترنح ليخرج من غرفة العناية ليجد أخيه سليم بوجهه يستند على الحائط وعلامات الحزن جلية على وجهه ليهرول اليه اخاه ماان رآه
وأخذ بيده ليسنده ثم اجلسه على المقعد المقابل للغرفة العناية التى كان متواجد بها
ليتحدث سليم بعتاب
مالذى جعلك تتحرك من فراشك يااخى لينظر نور الدين الى أخيه سليم كيف حال راجية
كيف حال زوجتى يااخى
كيف حال اطفال يااخى
كيف حال سيف وعلاء و صغيرتى عليا اريد ان اراءهم يا سليم
استرح يانور وتعافى لكى تراهم يااخى
وهل لى راحة فى بعادهم يااخى ... لفقدان الحياة أوهن مما أصابهم يااخى قالها نور ولم يستطع أن يتمالك نفسه ليجهش ببكاء مرير
ليغمض سليم عينيه وهو يربت على ظهر أخيه
وهو يردد لله الامر من قبل ومن بعد ..

يتبع
فى انتظار تفاعلكم وذكر آراءكم
دمتم بخير ورزقكم الله سعادة الدنيا والآخرة
تحياتى قلادة السماء الزرقاء

قيود حانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن