منذ خرجت من المشفى وانا لم أغادر جناحى أصبحت اعتزل الجميع فقط دراستي ما تشغلني وحصولى على أعلى تقييم وفى اوقات فراغى انشغل بقراءة الروايات ولكن ما يؤلم حقا اننى اهرب من واقعى لايعايش مأساة أبطال رواياتى ويؤلمنى قلبى على اوجاعهم واترقب معهم الفرج بعد الكرب الشديد
ولكن اليوم احتاج ان اشرب مشروبى المفضل القهوة المذاب بها الشكولا الداكنة
حقا لا أعلم كيف تحملت انى لم اتذوقه منذ شهر تقريبا اى منذ خروجى من المشفى سأذهب إلى حجرة الطبخ لاعداده
وحمدا لله الآن العاشرة مساءا من المؤكد كلا ذهب إلى جناحه فأنا لا اريد رؤية احد او الحديث الذى لن يجلب لى الا التعاسة فدوما يلمسون لحنان العذر فهى تحبنى ضحكت بمرارة ويصدقون كذبها كم هى بارعة فى كل شيء حتى فى كذبها ولما لا يوما خدعت بها وتسللت عن طريقى إلى عائلتى.....
نزلت إلى حجرة المطبخ ووجدت أجواء القصر هادئة من الواضح أن كلا ذهب إلى جناحه
أمسكت بالاناء الذى اصنع فيه قهوتى ووضعت محتويات قهوتى المفضلة على شعلة صغيرةمن الموقد لتنضج على مهل وشردت بعيدا حتى نضجت القهوة وامسكت الاناء لاسكبها فى الكوب إلى قاطع شرودى صوت وليد الذى يستند على حافة باب حجرة الطبخ
ماذا تفعل يا عليا
ارتبكت بشدة حتى سكبت القهوة الساخنة على يدى لاصرخ صرخة دوت فى المكان وانزلق منى الاناء لتناثر محتويات القهوة الساخنة فى الارجاء
ليفزع وليد ويهرول إلى ويمسك يدى التى احمرت بشدة ويضعها تحت صنبور المياه كنت أبكى واحاول ان اسحب يدى من تحت المياه ليشد وليد على يدى لعلها تحت المياه
استعين بالصبر ياعلي وساخذك الآن إلى المشفى
لا اريد الذهاب إلى المشفى كنت اتكلم ودموعى تغرق وجهى وتنزل بغزارة من شدة الألم لافاجىء بوليد يعناقنى ويمسح لى دموعى كنت احاول الابتعاد ولكنه كان يشدد من عناقى حتى استسلمت ووجدته يدفن راسه فى حنايا عنقى كان كأنه هو من يطلب المواساة وليس انا ولكن عناقه جعلني انهار وانا اتذكر قسوته على ليرتفع صوت نشيج بكاءى وترتفع شهقاتى لاجده يربت على ويشدد من عناقى كنت فاقدة السيطرة على حواسى لينتهى الأمر واناافقد وعى فى أحضان وليد
..........................................................................................
فتحت عينى لاجد نفسى راقدة فى فراش جناحى وحدى وحدى ملفوفة بشاش مخصص للحروق
تساقطت دموعى بغزارة وقلبى يقتله السقم من الوحدة من فقد الاهل ... ما اصعب ان تشعر انك بلااهل بلا مأوى
مسحت دموعى بعنف وانا استقيم واحدث نفسى انا لن اعيش دور الضحية المغلوب على امرها لقد حباني الله قوة ومال وان لم يكن بيدى فهو ملكى ولن اقبل ان اكون عبء ثقيل على احد
انا ساتنقل إلى بيت المزرعة ولن يحول احد دون ذهابى إلى بيتى وبيت ابى .. لن اجعل عادات بالية تحطم ماتبقى لى من كرامة وانا أرى نفسى عبء على عائلة عمى
لافاجىء بفتح الباب وثلوج زوجة عمى تحدثنى بحنان هل استيقظتى حبيبتى انا فقط تركتك لتنامى بعد أن عقم وليد حرق يديك سلامتك ياعليا وتوخى الحذر مرة اخرى وانت تسكبى القهوة حبيبتى
ساتركك الآن لتستريحى وسامر عليك مرة اخرى للاطمءنان عليكى
فى الصباح وليكن فى علمك ستشاركينا الإفطار غدا فى الصباح
كانت زوجة عمى تتكلم وكانها تتابع قضاء مهمة عمل عليها انجازها بمهارة
تتكلم وتتكلم ولا تتلقى منى جواب ولا تسأل عن صمتى وتتجاهل احزانى
كفاك عزلة فى غرفتك حبيبتى
تصبحين على خير... احلام سعيدة
قالتها وهى تغلق الباب وتنصرف
ولم تتنظر جوابى ....تصبحين على خير خالتى قلتها وان اعاود جلوسى على الفراش بانهزام
.............................................
شارد هو فى وقوفه خلف نافذة مكتبه ينظر بعيدا لعله يهتدى إلى نفسه الضائعة وسط الشتات ليسافر بذهنه إلى ماقبل خمسة اعوام