حَيْوَانٌ هَارِبْ

86 5 0
                                    

"أبي لا أبي إنتبه ، أتركيني أبي لاا!!"

على متن قطار قديم الطراز و صغير الحجم هناك طفلةٌ صغيرة تبكي و تترجى أن تتركها تلك المرأة الحامل عَلها تسطيع إنقاذ أباها الذي يصارع وحشًا غَريبًا مجهُول الهوية لا يوجد أجد غيرهم على هذا القطار الذي يسير بسرعة كبيرة على السكك الحديدية.

"أرجوكِ أتركيني أبي لاا!"

زاد صراخها فور رؤية والدها يقفز من على القطار برفقته هذا الوحش ولكن حمدًا للرب فقد ربط الأب نفسه مسبقًا و ها هو يحاول أن يصعد على أرض القطار و قد نجح في ذلك ، جرت تلك الطفلة ناحية والدها حاضنتًا إياه قطعوا العناق لينظروا ليد الأب لقد تم عضه.

"أ أبي لا لا أبي"

"إهدئي حلوتي سيكون كل شى بخير حسنا؟"

"لا لا"

أمسك يدها و يد تلك المرأة الحامل ليدخل لغرفة القيادة الخاصة بالقطار أجلس إبنته على كرسي و المرأة على كرسيٍ آخر يشرح لها كيف توقف لبقطار و كيف تقوم بتبطاة او تزويد سرعته نظر لها كما تفعل هي ليقول

"أرجوكِ إنتبي لسو-آن"

و ها هو يخرج من الغرفة لتجري إبنته عليه علها تلحقه و لكنه قد أغلق باب الغرفة و قامت المراة بإمساكها كالمرة السابقة ، خارجا حيث يقف هو ويستعيد ذكرياته مع إبنته وقت ولادتها و عينيه تتحول للون الأبيض دمعة قد سقطت على خده و ها هو يلقي نفسه من على متن القطار أمام ناظري إبنته و المرأة الأخرى.

"أبيي!"

قامت تصرخ على صوت المنبه و الدموع تملأ عينيها مازالت تستوعب أن الأمر كان نفس الكابوس الذي يزعجها منذ ستةِ عشر عامًا ، قامت من على سريرها تتجه للحمام تستحم بمياه دافئة لترخي عظامها من هذا السقيع.

خرجت و إرتدت هودي أسود تقيل يحميها من السقيع و بنطال جينز أسود تركت شعرها منسدلا و لم تضع أي مساحيق على وجهها أخذت هاتفها المفعل على وضع الصامت تضته بجيبها لتخرج من الغرفة نازلتًا على السلالم.

"سو-آن صباح الخير ، عيد ميلاد سعيد صغيرتي"

كان ذلك خالها ولكنها فقط لم تجب هي تكره يوم ميلادها تكرهه بشدة ففي مثل هذا اليوم بالتحديد مات والديها و جدتها الغالية و مات ما يقارب ربع شعب كوريا الجنوبية.

"ألن تفطري سو-آن؟"

كانت تلك زوجة خالها تسألها هي تعلم الجواب بالفعل ولكنها تأمل أن تسمع جوابًا آخر ، زوجة خالها هي نفسها تلك المرأة الحامل التي كانت معها منذ ستة عشر عامًا، سو-آن فقط إكتفت بتحريك رأسها بالنفي فهي لا شهية لها في تناول شئ هي فقط تريد الذهاب لقبر أباها و البكاء تشكوه عن الفراغ الذي تركه لها برحيله و أنها أحبته كثيرًا أحبته أكثر من والدتها تقريبًا رغم أن علاقتهما كانت جافة.

Train to busan²Where stories live. Discover now