قصر عائلة هاستون -لمحة من الماضي-

3 0 0
                                    

في إحدى القصور الجميلة التي تطل على الشاطئ فتى يبلغ العاشرة من عمره أشقر الشعر بعيون خضراء زمردية ولمعت البراءة لا تفارقهما وبشرة حنطية يرتدي الزي المدرسي يجلس على إحدى الصخور قرب البحر يتابع قراءة الكتاب بحماس في هذه الأثناء تأتي سيدة تبدو في الثلاثينات من عمرها ولكنها بلغت ٦٢ من عمرها شعرها الأسود الحريري الذي يصل إلى منتصف ظهرها و عيونها الصفراء و بشرتها السمراء ترتدي فستان خفيف اسود بنصف كم ملتصق برقبتها ويصل إلى أسفل ركبتيها تجلس بجانب الفتى يرفع الفتى نظره إليها ويحضنها فتبتسم له وتقول : لا تقلق صغيري جان انني التحق بِجَدِك .

ليرد جان بحزن طفولي : ولكن جان سيشتاق إليك .
لتلعب بشعره وتقول : لا تحزن سوف اراقبكم من هناك .

لتترك العب بشعره وتمسكه من كتفه وتجعله يقف وتقول له : ألن تودعني في يومي الأخير ؟!

يقول بهمس : جدتي هل أخبرك بسر ؟
اومات بالإيجاب فتابع : لقد بحثت عن قرية الملاك و وجدتهم أتعلمين اين يعيشون ؟

قالت : اين ؟

ليبتسم ويرفع يديه عاليا و يقول : في السماء .

ينظران إلى بعضهما و يضحكان يأتي صوت من خلفهما ليظهر رجل يبلغ ٣٣ سنه بشعر اسود حريري و عيون خضراء وبشرة حنطية يرتدي قميص اسود بنصف كم و بنطال اسود يراهما ويبتسم قائلا : أوه الجدة والحفيد في إجتماع من دوننا عزيزتي .

وما إن قال حتى تظهر من خلفه إمرأة في ٣١  من عمرها بشعر أشقر مجعد يصل إلى أسفل ظهرها و عيون زرقاء واسعة وبشرة بيضاء نقية ترتدي فستان اسود خفيف يصل إلى أسفل ركبتيها نظرت ناحيتهما كنا يجريان خلف بعضهما ويضحكان  سعلت الجدة بقوه وكرد فعل منها وضعت يدها على فمها لتخرج منها دماء هرع إليها الزوجان و قام الرجل بحملها ويدخل بها إلى السيارة يقول : امي ارجوك تماسكي قليلا .

وصلوا إلى المشفى صرخ الرجل : نااااادووو الطبييييبب بسرعة الطبيب .

نقلوها بالسرير لغرفة الطوارئ جلسوا ينتظرون بقلق جان كان يبكي بحضن امه اما الأب فقد كان جالسًا واضعًا رأسه بين يديه و يهز رجله بتوتر وضعت الزوجة يدها على كتف زوجها وقالت :  آيدون لا تقلق انها قوية سوف تكون بخير .

رفع نظره إليها وضع رأسه على فخذها بينما جان واضع رأسه على فخذها الآخر  ابتسمت بحزن عليهما فهما لن يتحملا فراقها تنهدت بعمق بينما تبعث بيدها على رأسهما يفتح الباب ليخرج الطبيب ليهرع كلن من الثلاثة إليه يسأله جان : هل يمكنني مقابلة جدتي ؟

ليومئ الطبيب بالإيجاب فيسرع جان إلي الداخل فتلحق به امه أراد أن يدخل هو بدوره ولكن الطبيب اوقفه قائلا : حالتها سيئة جدا .
تجمد بمكانه التفت إليه بهدوء وقال : لم أسمعك جيدا .

قال الطبيب : من الجيد أن السيدة ليزا تستطيع التحمل إلى الآن انها على أنفاسها الاخيرة نحن آسفون لا نستطيع فعل شيء .

القا بكلماته وذهب اما آيدون ظل يحدق بالفراغ إلى أن أتت زوجته : ما بك آيدون ؟

إلتفت إليها و قد تجمعت الدموع في عينيه لكنها تأبه النزول قال بألم: قال إنها على أنفاسها الاخيرة هل هذا صحيح ؟

قالت بابتسامه هادئة : إنها تريد أن تتكلم معك بانفراد .

هرع إلى الداخل لتلتقي عيناه الخضراء بخاصتها الصفراء ليقول : هل نادتني السيدة ليزا ؟

لتجيب : اجل تعال إلى هنا يابني .

تشير إلى الكرسي اللذي بجانبها هم بالجلوس ليعم الصمت لدقائق، قطع الصمت قائلا : لماذا .. لماذا تتركني يا أمي ؟

قالت بهدوء : لأنها سنة الحياة.

ليرد بغيض : تبا للحياة تأخذ منا أعز ما نملك .

لتقهقه ويعود الصمت لدقائق تنظر إليه هو همها الوحيد ابنها الذي هو نسخه من زوجها العزيز لكنه رحل حتى قبل أن يراه لكنه لم ينساها دائما يزورها في أحلامها تنهدت وقالت : آيدون .. بني لا تحزن ارجوك .. هل تحزن لأنني سوف التحق بأبيك؟ وكما انني سوف اراقبكم ولا تنسى زوجتك و ابنك .. اقسم ان لم تهتم بهما سوف أغضب منك .

نظر إليها وعينيه غارقتان بدموعهما مسحت دموعه بيدها الرقيقتين فقام بعناقها همست له قائلة وهي تبادله العناق : عدني بأنك سوف تهتم بهم ولن تبكي .

قال وهو يجمع شتات نفسه : أنا أعدك أمي .

دخلت زوجته وجلست بقربهما ونظرت لزوجها بنظرات ذات مغزى فهمها آيدون فوقف قائلا : يبدوا أن هناك سر لذا سوف انسحب .

قالها بإبتسامه مصطنعه وانسحب بهدوء بادلته الإبتسامه ونظرت إلى الشقراء التي تجلس وهي متوترة ابتسمت لها قائلة : روز.

قالت : نعم امي .

ليزا بحزن : إذا لن أتمكن من مداعبة حفيدتي القادمه .

روز والدموع تغرق مقلتيها : لا تقولي ذالك أمي انت بتاكيد سوف تستطيعين مقاومه هذا المرض .

اخبرتها ليزا بما لم تبوح به لاحد قائلة : آه يا ابنتي ألا الموت ارحم من هذه الآلام انني أقاوم بصعوبة لكي لا يتألم ابني .

روز وهي لا تزال تبكي : الم نتفق على ان نفاجئه معا بخبر حملي ؟

ليزا بنبره جاده : انا آسفة و لكني اريد ان اطلب منك شيء .

روز وقد كفت عن البكاء : لا تعتذري أمي أطلبي ما تشائين .

ليزا : أنظري ابنتي تعلمين بأن جان لديه افكار غريبه وقد يبدوا لك غير سويا لكنه مجرد طفل فقط اعتني به واستمعي لما يقوله باهتمام، أنا انصحك ابنتي لا تتجاهليه وليه الإهتمام هذا فقط ما يحتاجه هذا علاجه .

روز بنبره واثقة : بالتأكيد أمي ﻻ تقلقي سوف أعتني به .

يدخل جان مع والده ويقول : لقد أطلتما الحديث جان يشعر بالضجر .

يسير نحو جدته ويرتمي بأحضانها، تشير ليزا لإبنها وزوجته بالإقتراب وتسحبهما لحضنها تتبسم بسعادة ثم تغمض عينها مستسلمه لنوم أبدي يدعى الموت .

=======================

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 02 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مَلَاكٌ مِن جَحِيم وَفَارِس مِن نَعِيم  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن