فهو قوي البنية طويل القامة وعلى قدر من الجمال ما يجعله حلم كل فتاة ...
_مالك يا صباح متنحة كده ليه !
=هاا ! لا مافيش حاجة ، مافيش حاجة..تحركت مسرعة لتأخذ شيئاً ما من فوق الطاولة الصغيرة في إحدى اركان الغرفة ثم خرجت في عجلة من امرها تحت انظار حسن.
.
.
.
"ايها الشعب العزيز ، شعب مصر، رجاءً الزموا بيوتكم.. ممنوع منعا باتا السلام باليد.. ممنوع منعا باتا البصق على الأرض.. ممنوع استخدام سماعة التليفون العام.. بلغوا عن مرضاكم.. ممنوع التنقل من مكان لمكان"،..!كانت تجلس سعاد بجانب المذياع تستمع الى تلك الكلمات والحزن والتوتر يعتصرا قلبها.
مازالت تتذكر ذلك اليوم حينما تم نقلها للمشفى وباتت فيها ليلة واحدة .
هي ليلة ولكنها من اسوأ الليالي التي عاشتها.
ماشعرت به من خوف حينها لم يكن بالأمر الهين عليها.
اصوات بكاء الأهالي كانت تحاصرها ،تأوهات المرضى وهرولة الممرضين والممرضات ، والجلبة الشديدة من حولها ..
جميعها امور جلعتها تستمع للمذياع وهي مشفقة على الآخرين و بشدة .. تتمنى ألا يُصيب ذلك المرض احدًا من احبائها والمقربين منها.
_دادة فاطمة قولي لي الأحوال عاملة ايه بره ؟
_ياست البنات مافيش حد بيسمع الكلام ابدًا ، طيب والله النهاردة خرجت اجيب شوية خضار الست هانم طلبت مني اشتريهم لقيت الناس ماشيين ف الشارع ولا كأن في مرض ولا حاجة ..
_انتِ كمان متخرجيش كتير يا دادة
_متخافيش انا واخدة بالي كويس وبخرج لما تكون الحاجة في البيت كلها خلصت..
اتفضلي القهوة اهي اللي طلبتيها..اوشك عام ١٩٤٧ ان ينقضي ليبدأ العام الجديد والوباء سيكون ملازمًا له هو الاخر.
لم يمر سوى ثلاث شهور على ظهور الوباء حيث تبدأ القصة في يوم ٢٥ سبتمبر عند باب مشفى حميات العباسية عندما فوجئ مدير المشفى بزميل له يبادره بالقول" يا دكتور الكوليرا وصلت المستشفى".ما أن سمع المدير ذلك الخبر حتى ذهب مسرعًا الى جناح العزل ليتأكد من الحقيقة المزعجة من خلال مريض مسجل فى سجلات المشفى كان يعمل فى احدى معسكرات الإنجليز.
كان حينها لابد أن تجتمع الحكومة لاتخاذ اجراءات الحد من انتشار الوباء وأعلنت حالة الطوارئ في الحميات، وعلقت لافتات "لا راحة ولا سكون"، وامتدت الطوارئ لكل مستشفيات مصر "حكومية وخاصة وخدمية وأهلية"
وفي نفس توقيت تحرك الأطباء كانت الكوليرا تفشت في الشرقية والقليوبية والقاهرة بعد أقل من أسبوع من اكتشاف الحالة الأولى.
والأن يتم توزيع لافتات لتعليمات صحية في كل مكان ، لكن وللأسف لم تلق التحذيرات صدى عند الناس فزادت أعداد المصابين، وازدادت الأماكن والمحافظات المنكوبة. فلجأت الحكومة ايضا الى قرار بتأجيل الدراسة وإغلاق دور العبادة ومنع الحج.
أنت تقرأ
٩٧ عامًا 🎬
Romanceفي اول لقاء لنا توقف الزمن كنتُ مثل الغريق في بحر عينيها وجهها المُستدير كأنه البدر الساطع في ليلة مظلمة افقت من غفلتي حين همست لي والدتها : بنتي كفيفة ي دكتور حسن ..