مسلة المطرية زمان
نظر الدكتور حسن لوالدتها وعلامَات الإستفهام ظاهرة على تقاسيم وجهه
فهمست له قبل أن تذهب وتحتضن ابنتها لتُطمْئنها *بنتي كفيفة يا دكتور حسن ..*
تغيرت علامات الإستفهام حِينها لدهشة
*صباح الخير يا ...* الدكتور
*سُعاد يا دكتور اسمها سُعاد* الأم
*صباح الخير يا آنسة سُعاد ، مالك خايفة كده ليه متقلقيش كل حاجة هتبقى كويسة*
التزمت سُعاد الصمت واكتفت بأن تُكَفْكف دمعِها بأناملها الرقيقةِاقترب منها دكتور حسن ليضع يده فوق جبينها وقام بعدة فحوصات سريعة ثم خرج من الغرفة بعد ان طمئن والدتها
ما ان خرج حتى دخلت ممرضة لتأخذ عينة دم منهالم تستمر سعاد بالبقاء في المشفى طويلا حيث اكدت نتيجة التحاليل انها لم تُصاب بمرض الكوليرا بل انها بصحة جيدة ولم تكن تعاني سوى انفلونزا عادية
من بين جميع تلك الحالات التي لا تُعد ولا تُحصى كانت حالات الشفاء ضئيلة مقارنةً بحالات الاعياء الشديد الذي لم يكن يستغرق سوى يومين حتى يقضي على صاحبه امام عائلته والمُقربين في مشهد مؤسف للغاية.
فلم يستثني هذا الوباء الاطفال او النساء او حتى كبار السن فهو يفتك بمختلف الاعمار
امام فيلا الاستاذ رأفت رحمهُ الله في حي المطرية وقفت سيارة اجرة . نزلت منها صاحبة الشعر الذهبي تمسك بيدها والدتها مدام دلال
حمداً لله على السلامة يا آنسة سعاد (ما قالته فاطمة مربية سعاد منذ صغرها الواقفة في استقبالهما)
الله يسلمك يا دادة (سعاد)ما ان خطت سعاد اول خطوة داخل منزلها المحبب لقلبها حتى تركت يدي والدتها وتركت العنان لقدميها لتسير بحرية داخل ارجاء المنزل الذي تحفظ كل انش فيه غيبا عن ظهر قلب
كم اشتاقت لهذا المنزل رغم انها لم تغب عنه سوى ليلة واحدة ولكنها دائما ماتشعر بالدفء يغلفها بين جدرانه .
هنا ولدت وترعرت ، هنا كل ما عاشته من ذكريات سعيدة ومُرة ، هنا موطنها الذي تعشق وبشدة .في تمام الساعة الرابعة صباحا وصل حسن للمنزل فوجد والدته تؤدي صلاة الفجر في خشوع .
ظل واقفا ينتظرها حتى انتهت فجلس بجوارها مقبلا يداها بحب فظلت تمسح على شعره
_اتأخرت كده ليه ياحسن
_معلش يا امي الحالات النهاردة كانت كتير وكان لازم اتأخر
_يابني هو مافيش غيرك دكتور في المستشفي كلها !
تعالت ضحكته قائلا :
_لا احنا كتير بس الحالات اللي بتجيلنا اكتر يعني ممكن على اخر اليوم اكون كشفت على ٢٠ حالة على الاقل
_ربنا يسترها عليك يابني ويرفع عنا البلاء
_اللهم امين
_هستأذنك هدخل انام قبل ما النهار يطلع
_تصبح على خير ياحبيبي
_وانتِ من اهلهدخل غرفته المتواضعة ليبدأ بخلع قميصه في هدوء .
يبدو عليه الشرود التام فما ان غير ثيابه و تمدد فوق فِراشه حتى ارتسمت ملامحها الرقيقة امام ناظريه
أنت تقرأ
٩٧ عامًا 🎬
Romanceفي اول لقاء لنا توقف الزمن كنتُ مثل الغريق في بحر عينيها وجهها المُستدير كأنه البدر الساطع في ليلة مظلمة افقت من غفلتي حين همست لي والدتها : بنتي كفيفة ي دكتور حسن ..