و قد تحدث الرواة عن مواقف للإمام زين العابدين و للسيدة الكبري زينب مع ابن زياد و يزيد و مع أهل الكوفة رجالا و نساء و قد ذكرها المؤلفون فيما ذكروه عن
أحداث كربلاء و نهضة الحسين و ما تلاها، و اكتفيت بهذه اللمحات عن حياته و نهضته و ما تلاها من أحداث مخافة التطويل و الملل .
و مجمل القول ان مقتله قد هز العالم الإسلامي و زلزل الأفئدة و خيل للناس من هول الصدمة التي اصابتهم كأن الشمس قد كسفت و ان النجوم قد غارت و تناثرت و ان السماء تمطر دما و أن هواتف الجن تلاحقهم من كل مكان، لقد قتلتم ابن بنت نبيكم و استأصلتم عترة رسولكم فانتظروا العذاب و الخزي في الدنيا و الآخرة، و حتي ان الأمويين بعد أن رأوا موقف المسلمين في شرق الأرض و غربها من هذا الحادث و نقمتهم على البيت الأموي، أظهروا الندم و اعلنوا براءتهم من كل ما حدث و راح يحيى بن الحكم شقيق مروان ينشد:
لهام بجنب الطف ادني قرابة*من ابن زياد الوغد ذي الحسب الدغل سمية أمسي نسلها عدد الحصي*و بنت رسول اللَّّه اضحت بلا نسل
كما بكي معاوية بن يزيد بكاء شديدا، و لما سئل عن سبب بكائه و جزعه قال: لا أبكي حسرة على ما فات و إنما ابكي كمدا على من سيأتي من بني أمية، و أعلن بقية الصحابة يوم ذاك أنهم رأوا النبي و هو اشعث أغبر و بيده قارورة فيها دم و انهم لما سألوه عن ذلك أجابهم بأنه شهد قتل الحسين و جمع من دمه في القارورة و سيطالب قاتليه يوم يعرضون على ربهم .
و أمام غضب المسلمين و نقمتهم على بني أمية لم يجد يزيد بن معاوية بدا من أن يلقي مسؤولية قتله على ابن زياد و يقول: لعن اللَّّه ابن مرجانة، و اللَّّه ما أمرته بقتله و لا رضيت به وقد حملني فاحتملت ما لا يطاق، و اللَّّه لقد و ددت أني تنازلت عن كل شي ء و أن حسينا لم يقتل، قال ذلك كما ذكرنا، بعد أن بلغه ان قتله قد هز جميع المسلمين و أنهم في مختلف المناطق يتأهبون للثورة عليه، و كان قد قربه و أدناه و شكره على ما صنع قبل أن تأتيه الأخبار عن موقف المسلمين و نقمتهم عليه كما ذكرنا .

أنت تقرأ
الشهيد الحي
Historical Fictionتدور أحداث الراوية عن شخصية عظيمة قتلت قبل 1444سنة ولا زالت حاضرة وموجودة إلى يومنا الحسين بن علي بن أبي طالب ....