1

1.7K 109 78
                                    





كان أَوَّلُ تساقُطٍ للثّلوج يُشيرُ إلى نهايةِ الخَريف ، مُستبدِلاً اللون البُرتقالي من أوراقِ الخريف المُتناثرة إلى لونٍ أبيضٍ خالِص يملأُ الطريقَ التُرابي والحدائِقَ ذاتِ الأغصان الميتة ..

كانَ الشِّتاءُ قَد بدأ ..
مُعلِناً حُظورَه بتلكَ الأغطية البيضاء التي إمتدَّت في جميعِ أنحاءِ جوسون..

لقد أحبَّ الناسُ الشِّتاء بكُلِّ مشاهِدِه البديعة ، من رقاقات الثلجِ المُتلألأة ، والتِلالِ المُرتفعة من البياض ، حتى بدا العالم وكأنهُ يتحول للأبيض النقي..

لقد أحبَّ الناسُ مايجلبُه الشتاءُ لهم من دِفئٍ وأحلام ، وسِحرٍ وجمال ، إذ بدا الشتاءُ كأُغنيةٍ مُبهرة أو لحنٍ قديم ، يتكررُ كُلَّ عام ، ليملأ الكونَ بالبهجة..

يمتلأُ القصرُ الذَهبي بالبياض ..
و جميعُ البيوتِ الصغيرة والكبيرة ..
و تموتُ جميعُ الأزهار ، عند حلول الشتاء..

لقد كَرِهَ الملِك فصلَ الشتاء ..

فقد كان الشتاءُ يأتي عُنوةً بنسماتِهِ البارِدة ، مُهلِكاً حديقتَهُ الحيّة ، قاتلِاً جميعَ زهراتِه ..

مزيجُ اللونِ الأحمرِ والأصفر وجميعُ الألوان النابِضة بالحياة ، كان على جميعِها أن تلقى مصيرَ الموتِ والذُبول أمام ناظريه ، مُتداخلةً مع اللون الأبيض القاسي ، لذاك الثلجِ المُتجمِد ..

وهذا ما جعلَ الملك يمقُتُ الشِّتاء ، ومايجلبهُ معهُ مِن هلاك.. إذ كان فصلُ الشتاء لايجلبُ سوى الموت لزهراتِهِ الثمينة ..

لقد ورث الملك 'مين يونقي' الحُكُم منذُ وقتٍ طويل ، جوسون مدينة مُسالمة ، يحظى شعبُها بالكثير من الخيرات ، مُتمتِّعاً بأمن البلاد والمناظر الخَلّابة التي أشتهرت بها جوسون ..

كان لدى الملك يونقي منذُ جلَسَ على العَرش كُلُ الوقت في العالم ليفعلَ مايحلو لَه ، ومع الوقتِ غَلَبهُ المَلَل من رؤية وتجربة كُل ماهو جيّد ، مِن خَمرٍ ونساءٍ وأموال ، لقد راوَدَهُ المَلَل ، وقد كانت حديقةُ أزهارِه هي إعتزازُهُ الوحيد وهي ما لَم يمَل من رؤيتها والإعتناء بِها كُلَّ يوم ، فهوَ يُقَّدِّرُ الجمالَ الغَربي لتلك الأزهارِ النادرة المُستورَدَة بتلاتُها من البلاد الغربية .

وقد كان على بتلاتِه الثمينة أن تموت كُلَّما عادَ موسمُ الموتِ والبَرد..

لقد كَرِهَ يونقي ذلك بشدّة..

  
لقد كانَ صباحُ حلولِ الشتاء هو يومٌ مَريرٌ وحزين بالنسبة له ، في هذا الوقتِ مِن كُلِّ عام ، كان يُبقي نفسه حبيسَ غُرفتِه ، بينما تموتُ وتتجمد أزهارُه الثمينة في الخارج ..

الزَهرَة المَلَكية | YS حيث تعيش القصص. اكتشف الآن