2

1.1K 91 42
                                    



يتألَّقُ الماخورُ مُضاءًا بألوانٍ زاهية ، تنبعثُ رائحةُ بخورِ الخُزامى المتُعبقِ برائحة الأفيون ..


قامَ يونقي بمسحِ أنفه عند أولِ خطوةٍ له داخل الماخور ، مُنزِعجٌ بشدة مِن الرائِحة القوية..

الدُخان المُتصاعِد من أنابيب البخور في الهواء يحجبُ بعض المشاهِد من الداخل لراقصاتٍ شُبهِ عاريات ورِجالٍ سُكارى ..

تتداخلُ أصواتُ الموسيقى من أعماقِ الماخور مع ضجيجٍ لامُتناهي من الضَحِك الخافت والصاخِب وتلكَ الثرثرة الغيرِ مُنقطِعة ..


" يا للدنائَة "

تَمتَم يونقي مُظهراً إنزعاجَه ومُعلناً عن إشمئزازه من المكان ..


"أعلمُ ما يُخالِدُ أفكارَك هيونغ-نيم ، لكن لاتقلق ، بمُجرد أن يعرفوا مَن نحن سوف يأخذوننا إلى أفضل مكان في الماخور"

أردَفَ نامجون مُحاولاً تلطيف الأجواء وتحسين مزاج صديقِه ..

" أفضل مكان في الماخور ؟ بالتأكيد ، لا يهمُني أي مكان ، فقط أريدُ الإبتعاد عن هذه الرائحة "


"هيونغ-نيم أرجوك ، تحلى بالصبر "

أردَفَ بيأس من مزاجِ يونقي الذي أصبحَ مُعَكَّراً بشدة ، ليتنهدَ يونقي مُتحليَّاً بالصَبر .. لتقتربَ منهُما أثناء ذلك إمرأةٌ تبدو في الخمسين مِن عُمرها ، مع إبتسامةٍ أنيقة تعلو ملامِحها ..

"سيد كيم !"

نادَت بنَبرةٍ لَبِقة ليُبادلها نامجون ذات الإبتسامة المُرَحِّبة..

"سيدة آن ~ "


"هل أنتَ هُنا لتعليمِ الفتياة؟ لقد كُنَّ يسألنَ عنك طوال الأسبوع "

" اجل بالتأكيد "

توسَّعَت إبتسامتُه وهو يُجيبُها بِسرور ، قبل أن يلتفِت مُشيراً ليونقي..

" لكنني لستُ وحدي اليوم ، لقد أتى بِرفقتي مَولاي الملك مين "

"ا-اوه "

كانَ صوتُها ينُمُ عن تفاجؤها بحظور الملك بنفسه الى ماخورها ، لتنحني مُباشرةً له بعد معرفة هويتِه قبل أن تبدأ الترحيب به بأدبٍ خالِص ..


" يُشرفُني حظورُ الملك شخصياً إلى ماخورنا ، آملُ أن يُمضي مولاي ليلةً مُمتعة "


تنهَدَ يونقي والذي مازال مُنزعجاً من رائحة المكان ، بادٍ عليه الإنزعاج ، وقد تسببت ملامحُه الصارمة بإثارة بعضِ التوتُر لدى المَرأة والتي أخذت تبذُل جُهدها لِمُحاولة تحسينِ مزاجه ..

" إ-إذن ، كيفَ لي أن أخدُم مولاي الملك ؟"


أشاحَ يونقي بنظرِه عنها غيرُ قادرٍ على تحديدِ إجابته ، فهي مَرَّتهُ الأولى في زيارة المواخير وهو غيرُ مُتأكد مما قد يَطلُبُه ، قد يكون نامجون أكثرُ معرفةٍ فيما قد يُريدُه يونقي ، وقد يكون لديه إجابة مُناسبة للمرأة ، وقد كان يونقي ينتظر نامجون ليَرُد على المرأة عِوَضاً عنه ، لكن نامجون لم يفعل بل بدلاً من ذلك كان يُخفي ضحكَتَهُ الساخِرة من الموقف الذي كانَ يونقي فيه ..

وقد أغضب ذلك يونقي كثيراً ، مُنزَعِجٌ من تصرُف نامجون معَه ، مما جعَله عازماً على تلقينِه دَرساً ..

" حسناً إذاً ! كيف تعتقدين أن يُعامَلَ الملك ؟ بالطبع أُريدُ أفضل المحظيات هُنا ، و أفضلَ غُرفةٍ لديكم لليلةٍ كاملة "

ألقى يونقي طَلَبه بِحدَّةٍ وصرامة جاعلاً من نامجون يختنقُ في مكانِه ، لقد بدا مُتفاجئاً بشدة من تغيُر موقفِ يونقي ..

" ه‍-هل أنت مُتأكد هيونغ-نيم ؟!"

تسائلَ وآثارُ التفاجُئ باديةٌ عليه ..


" بالتأكيد وإلا لماذا أنا هُنا ؟ لتعليمِ المحظيات القراءة والكتابة ؟"

" حسناً مولاي ، إن أفضل محظياتِنا هي ' الزَّهرة المَلَكية ' سنقوم بتجهيزها لك على الفَور "


" جيد والآن فالتأخُذيني إلى أبعد مكان عن هذه الرائحة النتِنة والموسيقى المُزعجة "

" حاظِر مولاي "

"هيونغ-نيم~~"

تمتم نامجون وملامحُ الإرتباك ماتزال مُرتسمة على محياه ، بدا وكأنه سيقول المزيد ، لكن عيناه كانتا تُخبران بما فيه الكفاية: لقد كان مُتفاجِئًا وقلقًا ..


" مِن هُنا مولاي "

أردفت المرأة مُشيرةً ليونقي بأدَبٍ بالغ أن يتبعَها ، ليبتسمَ يونقي بِرضى ، مُستشعراً النصر على نامجون والذي إعتقد بأنه سيستطيع الضحكَ على يونقي ، لَم يكُن يونقي مُرتبكاً كما اعتقَد بل كان موقِفُه جريئاً للغاية جاعلاً نامجون يُكتَمُ بتفاجُئِه ، يقفُ هُناك بلا حراك وهو ينظُر إلى يونقي الذي كان يبتعدُ في الممَر مع المرأة العجوز ..





الزَهرَة المَلَكية | YS حيث تعيش القصص. اكتشف الآن