3

1.2K 93 72
                                    




سُرعان ما تلاشت إبتسامةُ الكبرياء التي عَلَت ملامِح يونقي عندما وجد نفسهُ ينتظر وحيدًا في غُرفة النوم ..


كانت الفوانيسُ المُعلَّقة في كُلِّ رُكنٍ وزاوية في الغُرفة ، وتلكَ الشموعُ تتخللُها ، هي وحدَها ما يضيءُ عُتمة الغُرفة ، بألوانٍ خافِتة ، حمراءَ تتخلُلها بعضُ الألوان ..

تشتعلُ النيرانُ مُرسلَةً الدِفئ للمكان ، وميضُ شعُلاتها يتحَرَك بلا توقُف بفضلِ رياحٍ غامِضة تسبحُ داخل الغُرفة على الرغم من إنغلاقِ النوافِذ إلا أن تيارًا باردًا لا يزال يجدُ طريقه إلى الداخل ، مما يجعلُ يونقي مُمتنًا لمعطَفِه السميك الذي يُبقيه دافئاً ..

' متى بحقّ الجَحيم سَيُحظِرون تِلك العاهرة ؟ '

تساءل في قرارةِ نفسِه لقد بدأ يغفو بنُعاس من مَلَل الإنتظار ، وقد بدأ يَستشعرُ ندماً على قرارِه المُتهوِّر بتركِ صديقه الوحيد وراءه والقدوم إلى هذه الغُرفة في إنتظار أن يحتظنَ عاهرة..

بل هو نادمٌ على تركِ قصرِه ومافيه مِن راحةٍ و مَلذّات والقدومِ إلى هذا المكان المتواضِع ..

إستمرَّ الهُدوءُ لفترةٍ طويلة ..
ومع مرورِ الدقائق شَعَرَ يونقي بأن صبرهُ يتلاشى. لقد كان المَلِك .. وهذا يعني أنه لم يُضطر أبدًا إلى الإنتظار طويلاً لأي شيٍء في حياتِه ..
إذاً ، لماذا كان يُعامَل مثل الفلاح اللعين في هذا المكان القذر المتواضِع؟ لقد كان خطأُه! ..
لهذا السببِ لا تزور الملوك المواخير !

لقد إكتفى ، لن ينتظر أكثر من ذلك..

وحينما كان على وشكِ المُغادَرة ، إنفتحت الأبواب ،
ليظهرَ جمالُها الخلّاب آسِراً أنظارَ يونقي والذي تجمدَت عيناه على ذلك الشعرِ الأُرجواني القصير والمُصفَف بِعناية ..
تلكَ العيونُ الخلّابة مع مكياجٍ مُحتَرِف..
لتبدو لهُ تماماً كإحدى زهراتِ حديقتِه التي يَعشقُها .. ’’الزَّهرة المَلَكية‘‘ كان ذلك إسمُها أو لقَبُها ..


إنفرَجَت شفتا الزَّهرة المَلَكية بصوتٍ وَديعٍ هادِئ ، كان صوتُها يترواح مابين النُعومة والقوة .. ومع ذلك فقد كان صوتاً فاتِناً أيضاً ..


"أنا آسف لأنني جعلتُك تنتظر"

حريرٌ أبيضٌ يُزينُ جسدَها الفاتِن مع بعضِ التفاصيل الورديةِ اللون ، حُلِيٌّ مِن اللؤلؤِ الخالِص وأقراطٌ مِنَ الذهب ، وقد بدا ليونقي أنها مَحظيةٌ ثمينة مع كُل هذا الحُلي الباهض الذي زَيَّنَها ، بل هي أثمنُ المحظيات و أفضلَهُن وأكثرُهُنَّ مكانَةً..

الزَهرَة المَلَكية | YS حيث تعيش القصص. اكتشف الآن