ياخ ما شايف نفسك بقيت كيف؟ عاين لشكلك و لـ لبسك المبهدل دا و لحيتك المقززه دي! بتعمل في نفسك كدا ليه فهمني؟ ....قوم قوم ياخ ادخل إستحمى ياخ اصلو ما معقوله معاك!
_ بابا عمو عدنان مالو وسخان كدا ؟
قال ليهو: ولا شي يا حبيب بابا و شالو و باسو على خدو ، إتلفت عليهو و قال ليهو بعد ما تطلع من الحمام ياريت ترتب غرفتك دي و تكوي ملابسك و تقوم تشوف شغلك بوين!! ....قال ليهو كدا و شال ولدو و طلع بيهو برا...= لقيتو صاحي؟
_ صاحي يا عمتي لكن كالعاده مخمول و كسلان و ما قادر يقوم! عليك الله يا عمتي إتكلمي معاهو و خليهو يبطل حركات الشفع دي!
_ اتكلم معاهو اقول ليهو شنو يا سامي ، أقول ليهو شنو بس ؟ اتكلمنا كدا لمن فترنا و هو ما شغال بزول و كل يوم ماشي للـأسوأ
= المشكله إنو براهو عملها في نفسو!
_ يا زول هوي هو ما غلطانا و خلاص الحصل حصل و هو ذاتو مانعنا نجيب سيرة الموضوع دا!
= حيرني معاهو والله!
_ نعمل ليهو شنو عاد! خلوهو على راحتو بس نحنا ذاتنا تعبنا و فترنا من النضمي معاهو________________________________________
_ يا بابا ماف حاجه تخليك تحس بالذنب! وين المشكله اذا نزلت و اشتغلت! مش زمان كنت بشتغل معاك في الشركه عادي؟
= كنتِ بتشتغلي عشان انتِ عايزا تشتغلي بس هسي ماشه تشتغلي عشان تساعدينا في المصاريف و تخففي علينا أنا و أخوك
_ طيب المشكله وين يا بابا؟ صدقني لو قعدت في البيت هموت من الملل فالأحسن امشي اشتغل و أشوف الحياة دي فيها شنو
= لكن يا بتي...
* خليها على راحتها
طبعاً دي ماما جات و قالت ليهو كدا ، قالت لي أمشي يا بتي و ربنا يوفقك ، المهم شلت شنطتي و طلعت من البيت و الشمس دي من الصباح مسخنه ، وصلت الموقف و وقفت كدااا لمن جات مواصلات ركبت و مشيت بحري ، المهم وصلت لـ عنوان الشركه المفروض أمشي ليها ، قبل ما ادخل جوه قابلت الأمن على الباب ، طلعت ليهم اثبات شخصيه و وريتهم إني جايه لـ معاينه ، المهم دخلوني ، بعدها لقيت السكيورتي و سألتها عن مكان المعاينات ، فـ وصفت لي المكتب ، لمن مشيت لقيت كميه من الناس منتظره يعاينوها ، قعدت و بقيت اتزهج ، في وحده جنبي قالت لي غيتو انا و إنتِ شكلنا حنكون اخر ناس و إن شاء الله بعد دا ما يقولوا لينا تعالوا بكرا ، ما رديت عليها ، عاينت لي بغيظ و سكتت ، المهم مرت ساعه و اتنين و العدد ما نقص كتير بس كل الناس الطلعت من المعاينه كانت بتشكي من أسلوب الـ HR ، قلت ما تركزي معاهم يا مها ، متأكده إني قادره أثبت ليهم نفسي ، المهم لمن حسيت بالجوع و العطش سألت عن كافتيريا الشركه و لمن عرفتها مشيت ليها ، الضيق و الزهج كانوا واضحين علي ، بتاع الكاشير قال لي انتِ موظفه جديده ولا شنو؟ عاينت لـ القائمه المعلقه فوق و مديت ليهو القروش و قلت ليهو عايزا شيبس و مويه ، مد لي الماركات و قال لي انتِ طرشه ولا حاجه؟ مسكت منو الماركات و سفهتو و تاني ما عاينت ليهو ، المهم اشتريت مويه و سندوتش و قعدت عشان أفطر و أول ما خلصت رجعت تاني و لسه كان قدامي ناس كتار ، اول ما قعدت بابا اتصل علي و قال لي الحصل معاك شنو؟
قلت ليهو لسه ما دخلت المعاينه الصف طويل! قال لي لو لسه مطوله تعالي راجعه ، قلت ليهو لا لا ما راجعه بنتظرهم ، اتنهد و قال لي ربنا يسهل ، بعد ما قفلت منو فتحت الفيس و بقيت اتصفح فيهو بزهج ، قمت من مكاني و مشيت وقفت على زاويه كدا و بديت اصور فيديو ، اتكلمت فيهو كتير و طلعت كل طاقتي السلبيه بعدها نشرتو في قناتي حقت اليوتيوب ، قفلت التلفون و رجعت قعدت في مكاني لغاية ما الساعه وحده جات بعدها قالوا لينا تعالوا بكرا ، غضبت غضب ما عادي ! هم عارفين انو الناس الجاين للمعاينه دي حيكونوا كتار فـ ليه ما قسموهم و حددوا ليهم زمن متختلف و يوم مختلف بدل ما يخلونا كلنا نجي في نفس اليوم! و في النهايه يعاينوا كم نفر بس! ...طلعت من الشركه و أنا بنبذ فيهم ساي ، اثناء ما انا ماشه كدا و بتزهج ضربت واحد ، قلت ليهو بنبرة ضيق كدا مالك إنت كمان! قال لي معليش مع انو إنتِ الغلطانه ، قلت ليهو نعم؟ غلطانه انا و لا انت؟ الشارع دا عميان منو؟ خليت المساحه دي كلها عشان تصطدم بي و.....قاطعني و قال لي يا آنسه معليش على الحصل ، قلت ليهو بلا معليش بلا زفت ياخ دا شنو دا اليوم المزفت من أولو دا ...خليتو واقف و مشيت من جنبو ، لمن وصلت البيت و كلمت ماما بالحصل قالت لي ما مشكله بكرا امشي ، قلت ليها اصلاً انا منحوسه و حظي زي الزفت لو ما قبلوني في الشركه دي حتكون دي المرهـ الخامسه ما اتوفق فيها ، قالت لي لا حتتوفقي بإذن الله.....ها صليتي الضهر ولا لسه؟
قلت ليها قايمه اصليهو و فعلاً مشيت صليتو و جيت راجعه لقيتها مجهزه لي الفطور ، فطرت و قلت ليها مزن ما إتصلت عليك؟ ...قالت لي إتصلت و اعتذرت مني قالت نسابتها جوها و ما حتقدر تجي ، قلت ليها اهااا ، المهم بعد ما فطرت كدا مازن جا داخل و هو زهجان ، قال لينا السلام عليكم و على طول دخل الأوضه ، طبعاً انا و ماما كنا قاعدين في المظله ، أصلاً البيت الساكنين فيهو مكون من 3 غرف و مطبخ و حمامين و نحنا عملنا المظله ، ماما اتنهدت و قالت لي شكلو برضو ما إتوفق عشان كدا زهجان ، قلت ليها بالجد حاجه بتزهج ، انا ما قادره استوعب فكرة إننا خسرنا أملاكنا كلها و رجعنا لنقطة البدايه! كأننا طلعنا من الجنه للنار! او وقعنا من فوق! حياتنا اتقلبت و اتغيرت 180 درجه! ...قالت لي ربنا يهون بس لو الحال دا استمر كدا انا زاتي حـ اشيل شهادتي و اطلع افتش لي شغل ، فجأه مازن جا طالع و قال ليها شغل شنو عليك الله يا أمي! ما كفايه مها ! كمان إنتِ جايبه ليك فكرة شغل! ! قالت ليهو الشغل ما عيب! ناسي اني زمان كنت بشتغل ولا شنو؟
قال ليها ما ناسي يا أمي و الشغل ما عيب بس في الوقت الحالي عيب في حقي أنا! ما بقبل انكم تطلعوا و تشتغلوا عشان توفروا حق الأكل و الشراب و باقي الإحتياجات و انا موجود! كدا بتحسسوني بعجز يا أمي افهميني ، اتنهدت و قالت ليهو خلاص خلاص......لمن عاين لي قلت ليهو انا على كل الأحوال كنت حـ اشتغل بعيداً عن وضعنا الحالي ، جا قعد جنبي و قال لي طيب المعاينه كانت كيف؟
قلت ليهو للأسف قالوا نجي بكرا ، قال لي ماف مشكله بكرا قريب ، قلت ليهو حاسه بإحباط شديد ....قال لي ما متعودين نشوفك كدا! انتِ الوحيده الكنتِ بتبسطي لينا الأمور و تزرعي فينا التفاؤل معقوله هسي تكوني بالإحباط دا كلو!
قلت ليهو انا اتغيرت و حياتنا اتغيرت و اتقلبت و امورنا جايطه شديد و ذاتو ماف حاجه تخليني اتفائل كميه كبيرهـ من الإحباط محاوطانا كلنا ، منو الكان متخيل اننا في يوم حـ نواجه مشاكل ماديه و اكلنا و شرابنا يبقوا في تلتله! منو الكان متخيل انو حيجي يوم نفقد فيهو املاكنا كلها و نرجع السودان تاني و نبدا من الصفر! ....ماما قالت لي ماف زول كان متخيل الحاجه دي لكن حصل الحصل و ما بنقدر نرجع حاجه ، مازن قال ليها ابوي دا انا حذرتو من الناس ديلك و قلت ليهو ديل محتالين ما تورط نفسك معاهم و ما توقع أي اوراق يجيبوها ليك بس ما سمع مني و كان مستعجل لحكاية انو يكون ليهو سمعه في شغلو الجديد و يبني شركتو و بسبب الإستعجال دا اضطر يبيع القدامو و الوراهو عشان يقدر يسدد بيها الديون الوقعت في راسو بسبب الناس ديك و......قاطعتو و قلت ليهو بس بابا اتسرع عشانا يا مازن ، كان ببذل اقصى جهد عشان يعيشنا نفس الحياة الكنا عايشنها في السودان و أحسن ، كان ناوي يكون صداقات و شراكات مع كل الشركات من دون فرز و دا الخلاهو ما يركز كتير مع عيوب الشركات و أصحابها ، المهم حصل الحصل و ما مفروض نلوم بابا خالص حتى لو كنا زعلانين و محبطين....
المهم بعدها ما اتكلمنا شويه كدا دخلت جوه و حاولت أنوم بس كالعادهـ قبل كل نومه و أول ما أغمض عيوني بتمر علي كل الذكريات و المواقف القبل 3 سنوات ، إتلفت على الحيطه و قلت في نفسي أنسي يا مها ، ديل ذاتهم ما يستاهلوا انك تتذكريهم ، بسببهم انا قابلت طبيب نفسي مرتين و مازن دا بسبب سماهر دخل في حاله تانيه لدرجة إنو ماما و بابا فكروا إنو يخلوهو يقابل طبيب نفسي برضو بس هو رفض و قال انو كويس و الموضوع ما مستاهل بعدها بقى يضغط نفسو و يبذل اقصى جهدو عشان يظهر لينا إنو كويس و إنو نسى قصة سماهر بس انا متأكدهـ انو لحد اللحظه دي هو ما قادر يشيلها من بالو زي ما انا لحد اللحظه دي ما قدرت أشيل عدنان الحيوان من بالي ، عمري ما حـ اسامحو على العملو ، عمري ما حـ أغفر ليهو و انسى الوجع السببو لي و الحاله الدخلني فيها 💔
زي الساعه 10 مساء كدا كنا كلنا قاعدين في الحوش و بابا بونس فينا ، يعني بنحاول نتأقلم على الواقع الإنفرض علينا من 3 شهور ، اثناء ما نحنا بنتونس كدا مزن إتصلت علينا ، ردينا عليها و اتكلمنا معاها كلنا نفر نفر ، طبعاً هي عرست قبل سنه ، العرس كان في الإمارات لأنو راجلها دا قابلتو هناك كان جاي لـ شغل ، المهم عرسها و رجعوا السودان قبلينا و سكنوا في بحري و نحنا بعد ما خلاص قعدتنا في الإمارات بقت صعبه رجعنا السودان قبل 3 شهور و حالياً ساكنين في أبو آدم ، المهم قالت لينا كنت جاياكم لكن نسابتي جوني و اعتذرت مننا و قالت حتجينا خلال الأسبوع دا أو البعدو ، المهم اتونسنا معاها مساااافه بعدها قفلنا منها.....في اليوم البعدو من الصباح مشيت عشان المعاينه ، اثناء ما انا قاعده في الكراسي و منتظرهـ دوري ، في طفله كانت بتتجارى في الممر ، فجأهـ جات واقعه و عشان وقعت جنبي رفعتها و هي بقت تصرخ بأعلى صوت ، فجأه السكرتيره جات راجعه و قالت لي سجمي لمى مالا! قلت ليها وقعت ، قالت لي الليله وووبعلي دي بت مدير التسويق مسكني ليها لو عرف اني اهملتها هـتلوم معاهو ، قلت ليها و هو ليه يمسكك ليها؟ شايفك مربيه؟ بعدين أمها وين لمن جايبها معاهو الشركه؟
قالت لي بري ما عارفه جيبيها بس ، شالت مني البت و مشت ، المهم بعد ساعه كدا دوري جا و بالجد أسلوب الـ HR كان زي الزفت ، بعد ما طلعت قلت ما اظنهم يقبلوني! ديل لا بعجبهم العجب لا الصيام في رجب شكلهم عايزين ليهم ناس يتزهجوا فيهم و بس! !
المهم قالوا لي حنديك خبر بعد يومين أو تلاته ، رجعت البيت و كلمتهم و بقيت قاعده على أعصابي بعد اليومين ديل ، منتظرهـ منهم مكالمه في أي لحظه بس للأسف على اليومين ديل مروا يومين غيرهم و انا خلاص فقدت الأمل ، بس في اليوم الخامس اتصلوا علي و بشروني بإنهم قبلوني ، انبسطت بسطه ما عاديه و جريت لـ ماما و كلمتها ...كنت حـ اطير من الفرح و أخيراً انقبلت في شركه ، اتصلت على بابا و مازن و كلمتهم بعدها اتصلت على مزن و برضو كلمتها ، المهم بعد أسبوع نزلت شغل ، طبعاً انقبلت في التيم تبع التسويق في الشركه ، أول يوم ما كنت فاهمه حاجه و حاسه راسي جايط و الأكعب إني ما قدرت اتعامل مع شخص ، تاني يوم لمن جيت و اثناء ما أنا ماشه على مدخل الشركه شفت نفس الطفله الشفتها قبل كدا ، كانت ماشه قدامي بسرعه و برضو جات واقعه! ! قلت دي شنو البت العامله زي بيوت الطين في الخريف دي! تمشي خطوتين بعدها تجي واقعه! ....لمن وصلتها رفعتها و قلت ليها انتِ الشلاقه ليك شنو! و بعدين انا مستغربه ليه اهلك ديل مهملين للدرجه دي! أمك مخلياك لأبوك و أبوك جادعك ساي! ....طبعاً البت يادوب عمرها يمكن يكون سنتين أو سنتين و حاجه! ! بقت تعاين لي ساي و أنا بتكلم معاها ، فجأه عاينت وراي و مدت أصبعها و قالت بابا ، أول ما قالت كدا إتلفت وراي.....في الحارات القديمه قصص تُحكى ، في الذكريات الأليمه لحنُ يُسمع ، في حنايا أرواحنا صفحات لم تُطوى ، في ماضينا أحداثُ لم تُنسى و في القلب ألف جرح و جرح لم يُشفى 💔
يتبع.......