part 54

76 5 39
                                    

ضل اش يطفو في السماء و النور تخرج من جرحه لمدة طويلة و كان كالين قلقاً عليه جدا لكنه لم يعرف ماذا يجب ان يفعل او ماذا يستطيع ان يفعل لذلك ضل يراقب اش من بعيد و استمرت هذه الحال لمدة يومين كاملين

يومان بدون طعام او شراب ..... يومان بدون نوم او راحة
ضل كالين طوال هذا الوقت يراقب اش لكي يحميه من اي شي قد يقترب
و لم يستطع الذهاب للاكل او غلق عينيه و النوم
فقط ضل يراقب ........

كالين : متى سوف ترجع ؟ ..... اش

و في اليل البارد عندما كان كالين يراقب فجأ رأى ان النور الذي كان يخرج من جرح اش قد تحول لونه الى اللون الاسود

تغيرت ملامح كالين و بدا عليه الرعب الشديد و القلق لكن هذا لم يستمر
لان اللون الاسود سرعان ما ذهب و سقط اش على الارض

ركض كالين عند اش و عانقه من كتفه و نظر الى وجهه المتعب المتعرق

كالين : اش !! اش !! هل انت بخير !؟ هل تستطيع سماعي !!؟

لم يكن اش يرد او يستجيب لأي لمسات او اصوات من كالين , كان و كأنه قد دخل الى غيبوبة عميقة
لكن كالين لم يكن ليترك اش هنا وحده في الصحراء
ادخل كالين اش الى السيارة و وضع له حزام الأمان ثم قاد مدة يوم كامل الى اقرب قرية استطاع ايجادها و تكلم مع اهل القرية لكي يسمحوا له ان يقيم في احد بيوتهم الفارغة لمدة ايام قليلة فقط حتى يتمكن من مساعدة صديقه المجروح

ادخل كالين اش الى البيت الفارغ الذي كان فيه سرير صغير و طاولة خشبية عليها ابريق من الماء و قطعة قماش قديمة و جنب السرير يوجد سلة صغيرة فيها بعض الطعام مثل الخبز و اللحم و زجاجات حليب و بعض الفواكه الذي جهزه اهل القرية لهم 

وضع كالين اش على السرير و نزع ملابسه ثم  قلب كالين اش لكي يكون ضهره مواجه لوجهه بحيث يستطيع ان ينظف جرحه الدامي و المحروق

احضر كالين سكينة صغيرة من سلة الطعام ثم بدأ في نزع الجلد المحترق برفق من على جسد اش ثم يقوم بمسح الدماء بالقماش و تنظيفها بالماء ..... كان الوضع هكذا سهلاً تقريبا لكن حالما وصل كالين الى النقطة العميقة من جرح اش بدأت الامور تصبح صعبة

الحروق في تلك النقطة كانت شديدة و غير قابلة للنزع بسهولة .... كان عليه ان يكون قاسياً و يسلخ الجلد لكي لا يتسبب لآش بأي عدوة بكتيريا ممكنة

و هذا ما فعله كالين , بدأ في سلخ الجلد المحترق لكن اش كان يصدر اصوات الالم رغم انه فاقد لوعيه و هذا آلم قلب كالين كثيرا 

كالين : اسف على هذا ..... انا حقا اسف

استمر كالين في عمله و يده ترجف كل ما صدر صوت من اش لكنه اكمل كل شيء بشكل صحيح و ضمد جراح اش ثم غطاه لكي ينام

( بعد اسبوع )

كاثي : مرحبا !! كيف حالك اليوم ؟

كالين : بخير .... اريد بعض الجزر و الحليب

كاثي : هههه انت تشتري الحليب كل يوم .... هل تحبها لهذه الدرجة ؟

كالين : ليس كثيرا لكن صديقي يحتاج شيئا لكي يعطيه الطاقة و الغذاء لذلك انا اعطيه اياه

كاثي : الم يستيقظ بعد ؟

كالين : للاسف لا

كاثي : لا بأس انا متأكد انه سيكون بخير ..... تفضل هذه مشترياتك

كالين : شكرا

توجه كالين الى البيت و معه مشترياته و في الطريق اغلب اهل القرية يسلمون عليه و يسألونه عن حال اش
يبدو ان كالين حجز مكان له في قلوب هؤلاء الناس بسرعة و الكل احبوه
لكن مازالت غيبوبة اش تسبب القلق الدائم لكالين و الارق المستمر
هو حقا يتمنى ان يستيقظ اش بسرعة

دخل كالين المنزل و وضع المشتريات فوق الطاولة و احضر منديل مبلل لكي يمسح رأس اش و احضر ملعقة صغيرة لكي يعطي اش الحليب

كالين : حسنا الان افتح فمك ..... اعرف انك لا تحبه لكنه مفيد لجسدك

اااهه .... لو كنت مستيقظ الان لما كنت ستسمح لي بإشرابك هذا الحليب

ضل كالين يفتح فم اش و يدخل الحليب اليه ببطئ لكي لا يختنق و ضل هكذا لمدة لكن فجأ لاحظ شيئاً

لاحظ ان عين اش تتحرك !!

كالين : هيي اش !!! هل ... هل انت بخير !؟ هل تستطيع سماعي !!؟

فتح اش عينيه ببطئ و نظر الى كالين بتعب و ابتسامه خفيفة على شفتيه

عانق كالين اش بكل قوته و يقبل كتفه

كالين : اش !! عرفت ذلك .... عرفت انك سوف تستيقظ !!
مهلا ! هل انت بخير ؟ هل هذا يؤلمك ؟! هل يوجد اي شيء يؤلمك ؟

اش : ااه ... لا لاشيء يؤلم غير جرحي الذي تعانقه بوحشيه شديدة في الوقت الحالي

كالين : ااووة !! اسف لم ..... لم ادرك ذلك اسف

ارجع كالين يديه لكي يبتعد عن اش لكن اش امسك ذراع كالين و عانقه بقوة
ثم همس في اذنه

اش : لا بأس لان هذا النوع من الالم .............. احبه

احمر وجه كالين لكنه سعيد ....

كالين : حسنا حس الرومانسية السيء عندك تعني انك بالتاكيد بخير الان

اش : هيي من قال ان حسي الرومانسي سيء !!

كالين : انا

اش : انت متأكد ؟

كالين : متأكد ... لا يوجد اسواء منك في .....

قبل ان يكمل كالين كلامه اغلقت قبلة اش فمه و منعه من الكلام و بدل ذلك بدأ في اصدار اصوات الرضى

كان اش يقبله ببطئ و يتلذذ بكل جزء من شفاه كالين و كالين كان يبادل اش القبل بنفس الشغف و الحب الى ان اصبحت القبلة اسرع تدريجياً و صار مليئاً بالشهوة و الطمع لكي ياكل كل منهما الاخر و السنتهما تحارب و تذوق بعضها البعض في صراع مليء بالحب و الخوف و القلق و السعادة و العطف
لم يبقى في تلك الغرفة الصغيرة اي صوت ماعدا اصوات القبل و الانين
و بعد مدة فرق اش شفتيه عن كالين ثم نظر في عينيه بينما يحمل وجهه بيديه

اش : هل مازلت رومانسياً سيئا ؟

كالين : لا






.........................................

dark wizard ( ساحر الضلام)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن