" مَعقَل "
" الجزء الأوَل "---
أرخَى جَسَدهُ عَلى كُرسيّه الهزّاز يُحرّك
عِظامَ رَقبَتِهِ بِتَعبرَنَّ هاتِفُ العَمل خاصّته لِيَعتدَل بِجَلسَتِهِ
مُتحمحِمَاً يَستَعِدُّ لِلإجَابَة' مَعذرَةً مِنكُم لَقد إنتَهت سَاعاتُ الحَجز
يُرجى مُعاودَة الإتِصال فِي وَقتٍ لَاحق مِنَ الغَد '
تَحدّثَ بِلَكنَتِه الرُوسيّة المُتقَنة مُعتَذِراً
مِنَ المَريض ، ما كادَ أن يُغلق ألا وَصمتُ
المُتصّل المُستمر كَما لَو أنَّه ما زَالَ يَرغبُ فِي الحَديث
جَعلهُ يَبقى عَلى الخَطِّ مُنتَظِراً' أنتَ ، مُختصّ الأمراض النَفسية الآسيَوي
بارك سونقهون ، ألستَ كَذلِك؟ '
فاجأهُ المُتصّل بِردّه بِلُغته الكُوريّة' نَعم ، مَن حَضرُتك؟ '
أجابَ بِتَردُّد سامِعاً الآخر يَتَنهَدُّ تَنهيدَة
طَويلَة' لَديَّ مَريضٌ خَاص نَوعَاً مَا بِحاجَةٍ
إلَيكَ خِصيصّاً ، سَيتَواصَلُ مَعكَ المُربيّ
غَداً مِن أجل التَفاصِيل ، أودُّ أن أُعبّر عَن
إعتِذاري بِإتِصالّي وطَلبيَ المُفاجِئ فِي مِثلِ
هَذا الوَقت ، والآن إعذِرني '
تحدَّثت الرَجُلُ الآخَر بَنبرَتِهِ الهادِئَة والبَطيئِة
أثناءَ إستِمَاع سونقهون لَهُ بِكُلِّ حَواسِهأبعدَ الهاتِف الأرضّي مِن عَلى أُذنِه بَعد
إغلاق الآخر لِلخطّ وهوَ يَشعُرُ بِعدمِ الرَاحَة- مَريضٌ خَاص؟ إلَيَّ خِصيصاً؟
مَا الذي يَتحدَّثُ عَنهُ هَذا الرَجُلُ بِحقّ -
تَمتمَ إلى نَفسِه لِيَنفُض نَفسه مُلملِماً أغراضَهُ
لِيُغلق العِيادَة مُتَوجِّهاً إلى مَنزِلهطَبيبٌ آسيَوي يَعمل ويَمكُث فِي العاصِمَة
مُوسكّو ، إتِصالُ رَجُلٍ بِهِ مِن نَفسِ عَرقه
جَعلتهُ يَستغرِب ويَشعُر بِعدم الرَاحة تِلقائياً
لِأولّ مَرّة يَتحدّثُ مَعَ مَريضٍ بِذاتِ لُغتِهوَصلَ إلى مَنزِله بِسيّارتِه ليَدخُل مُنهيَاً
يَومَهُ عِندَ ذَلِكَ الوَقت ، تَحتِ أنظارِ
أحدِهم الَذي يَلتَقِطُ الصُورَ لَه مِن عَلى سَطح
البِنايَة المُقابِلَةوَضعَ صاحِبُ الشأن هاتِفَهُ بِيَد الخادِم
الَذي كانَ واقِفاً طيلَة مُدّة الإتّصال' هَل عَادَ إلى بَيتِهِ؟ '
' نَعم سَيّدي '
تَنهدَّ السَيّد بِصَوتٍ مُثقَل
بَينما يَرصُّ عَلى آخِر صُورٍ التُقِطَت
لِسونقهون بِطَرفِ سِيجارَتِهِ' بارك سونقهون ،
أهذَا أنتَ فِعلاً؟ '
تمتمَ بِنبرَتِهِ الخَشِنة وهوَ يُحدّق
بِالصُورِ جَميعُهاكانَت المَريضَة المَعهودة واقِفة عَلى
حافّة سِياج السُلّم تَسترِق السَمِع إلى
الحَديثِ مُنذُ بِدايَتِهإستَقامَت تَجرُّ نَفسها ناحِيةِ غُرفَتِها
لِتُغلق البَاب خَلفَها' سونقهون '
تمتمَت مُطأطِأةً رَأسَها
تَنظُرُ إلى قَدَمِها المُجَبَّرَةقادَتها قَدمَيها تَسيرُ إلى حافّة
سَريرِها جَالِسَةً عَليه' سونقهون؟ أنا لا أحتَاجَهُ
لا أحتاجُ إلى أيِّ أحَدٍ صِدقَاً ،
سأكُونُ بِخَير إن تَركتُوني لِوَحدي '
أكمَلت بِإنِفِعال لَكِّنها أجبَرَت نَفسها
عَلى خَفضِ صَوتِها حَتّى لا يَسمَعُها أحَدإغرورِقَت عَينَيها بِالدُموع
لِتَفرُكهُما بِقُوّة مانِعةً إيّاهُم مِن ذَرفِها' سأكُونُ بِخَير إن لَم تُعامِلونَني
كََفتاةٍ غَيرُ واعِية لِنَفسِها'
أضافَت بِنبرَتِها المَبحُوحة لِتَستَلقي
واضِعةً ذِراعَها عَلى عَينَيهاسَمعَت صَريرُ البَاب بِخِفّة ومُعاودَة
إغلاقَهُ لِتَعلَم أنَّهُ الخادِم يَتأكَّدُ لِرَئيسِهِ
ما إن كانَت نائِمَة أم لَاطِيلَةَ هَذا الأُسبُوع كانَت تُمَثِّلُ
النَوم فِي كُلِّ وَقتٍ مُتوَقّع لِقُدُوم الخَادِم
حَتّى يَستَثنُوهَا مِنَ الطَعاملِذا فَهيَ لَم تَبرح غُرفَتِها
أو تَتناوَل وَجباتِها لِسَبعةِ أيّام ،
ولا أحَد يَكتَرِث ما إن فَعلَت أم لَاهي جّان ، لا تُعدّ سِوى كَنَفسٍ إضافّي
فِي مَنزِل هَذِهِ العَائِلة المُوحِشَة ، يَعتَبرُوها عَالّة
عَليهم ، لا يُوجَد مَن يَهتَم مَا إن تَناولَت وَجبَاتَها
أم لَا ، إن كانَت تَشعُرُ بِالضِيق أم لَا
إن كانَت تَحتَاجُ لِلشُعور بِوُجودِ عَائِلَة دَافِئَة
أم لَاالسَيّد هَذا يَودُّ إحضَار سونقهون لَها
فَقط لِإرضَاءِ ضَميرَهُ
لا يَكترِث أو يُعطّي أيَّ لَعنَة بِشأن
رَأيِهَا وراحَتِهاالشَيءُ الوَحيد الَذي تَعلمَهُ هي جّان ،
أنَّ سونقهون ليسَ بِطَبيبٍ عَادي---
إنتَهى✔
أنت تقرأ
مَعقَل | بّ، سّ
Fanfiction- [ مُكتَمِلَة ] - حِينَ يُستدَعى الطَبيبُ النَفسي سونقهون لِمُعالَجة ابنَة سِياسِي مَجهول الهَويّة • بارك سونقهون • هي جّان ' قِصّة قَصيرَة✔ - جَميع الحُقوق تَعودُ لِي ○ - زَاي ♤