quatre

660 69 39
                                    

" مَعقَل "
" الجزء الرَابِع "

---

كانَت السَاعَة قَد تَجاوزَت مُنتَصف
الليل ، وأضواءُ القَصرِ قَد إنطفَئَت
والجَميعُ خالِداً فِي فِراشِه نائِماً

لَكِن هوَ كانَ جالِساً عَلى حَافّةِ سَريرِهِ
شارِد التَفكيرِ لِعدّة دَقائِق

هَزّ رَأسَهُ لِيَستقيم مُستخدماً ضوءُ
هاتِفه ليَخرُج مِن غُرفَتِهِ ناويّاً النُزول

أرادَ الذَهابُ لِلمَطبخ فَقط لِملئ قِنينَتِه
بِمَاءٌ بَارِد وقبلَ وُصولِه تَفاجئ لِكونَهُ
قَد رآى ضوءاً خَفيفاً يصدرُ مِنهُ

سكنَ لِعدّة ثوانٍ ليَستئنف سَيرَهُ
وهذِهِ المَرّة عَلى أطرافِ أصابِعِه

وَصلَ ليرى بِإن مصدر النُورِ هَذا
هوَ ضَوءُ الثَلاجة وأحدَهُم جالِس القَرفصاءِ
أمامَها

إقتربَ مِن المَعني مادّاً رَأسَهُ
لِيَرى بِأنّها هِي-جّان

" ماذَا تَفعلين؟! "
سَألها بِتَردُد وهوَ يَراها تَمضغُ
التُفاحَة الَتي بِيَدِها

" إعتدتُ فِعلَ هَذا طِيلة الأسبُوع
المَاضي ، لَم يَدعوني أتناوَلُ رَغيفاً "
تحدّثت بِعدم إهتِمام بعدَ أن إستقامَت
مُغلِقَةً البَاب ليَتنهد هوَ

" هَذا فَظيعٌ حَقّاً "
تمتمَ بِخُفوت لِتَسمَعهُ

" لَيسَ بِالأمرِ الجَلِل فِي الوَاقِع ، هُم
فَعلوا ما هوَ أسوء "
همسَت لِنَفسها بَينما إبتعدَت عَنهُ
راحِلة إلى غُرفَتِها

هوَ ظَلَّ صامِتاً فِي مَكانِهِ
لِيَتنهدّ بِعدمِ حِيلة

فَعلَ ما قَد أتى لِأجلِه ليَأخُذهُ
ويُغادِر إلى غُرفَتِهِ هوَ الآخَر

---

فِي الصَباح التالَي ، إغتَسلَ
وتجهّز لَكِنّهُ لَم يَذهَب لِتَناول الإفطارِ
مَعهُم

ظَلّ جالِساً فِي غُرفته لَم يَبرحها

لَا يِود النُزول لِجانِبهم مَرّة أُخرى بَعدَ
لَيلَة الأمس الأُولَى والأخِيرَة

هَذِه العائِلة ، لَم يَرتَح لِأمرِها بَتاتاً
يُوجَد عِدةُ أُمورٍ يَخفُونَها

أمورٍ لا يَجِب عَليهُم إخفَاؤها

لَكِنه فِي ذات الأمّر حاوَلَ أن لا يَكترِث
لِلأمر كَثيرَاً

مَعقَل | بّ، سّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن