six

749 73 13
                                    

" مَعقَل "
" الجزء السَادِس "

---

دَقّت الساعَة عِند الحادِية عَشر تَماماً

تَنهدَ سونقهون لِيَخرُج مِن غُرفَتِه مُتوجِهاً إلى
مَكتب السيّد فِي الطَابق السُفلي

وَصل إلَيه ليَطرُق البَاب ثُم دخلَ بَعدها
دونَ أن يَنتظِر إجابَةً مِنَ الآخَر

إبتَسم هوَ حِينَ وَصل سونقهون فِي الوَقت
المُحدد تَماماً

" وكَما يُقال ، الطَبيب بَارك لَا يَتأخَر عَن مواعِيدِه "
تحدّث كَترحِيبٍ بِه ليُقهقِه بَعدها بَينما
سونقهون قَد إكتَفى بِالإبتِسام مُجامِلاً إياه

" أودُ أن نَدخُل فِي صُلب المَوضوع ، سَيّدي! "
تحدّث مُطالِباً المُقابِل بِعدم اللَف والدَوران
وتَضييع الوَقت

تَحمحمَ بِحَرج لِيَستقيم مِن مَضجَعِه يُعدّل
سُترتَهُ لِيَقترِب مِنهُ

" هَل لَكَ أن تَتبعني ، مِن فَضلِك؟ "
إستئذَنهُ لِيَخرُجَا مِن المَكتب ثُم البَيت
بِأكملِه لِيَدخُل لِلحديقة

كانَت حَديقةٌ واسِعة مُربعة الشَكِل مَع شُجيراتٍ
قَليلَة

ويُحيطُها جُدرانٌ مِن الجِهات الأربَع

تَوجّها إلى زاويَة الحَديقة لِيَصعدا الدَرج
حَتّى وَصلا إلى السَطح

وَقفا بِجانِب بَعضٍ وكِلاهُما يَضع يَدَيهِ
فِي جَيبِه

" هَذا المَنزل ، حِينَ قُمتُ بِبنائِه ، أسماهُ
الجَميعُ بِـ'المَعقَل' "
إبتدَأ حَديثَهُ وهوَ يُحدّق بِالمَكانِ أمامِه

" هَذا لِأنهُ يَبدو كَحصن.. "
أكملَ وهوَ يَضرب الأرضَ بِقَدمِه بِخفة
بَينما يُحدّق بِه سونقهون بِهُدوء

كانَ الجوّ شُبه بارِد فِي هَذا الوَقت مَع نَسماتِ
هوَاءٍ خَفيفَة تَلفحَهُم

" كانَ مُلكٌ لِوالِدي ، أنَا فَقط قُمت بِإعادَة هَيكَلتَه "

" كانَ والِدي رَائِدُ أعمالٍ وسِياسي شَهيرٌ فِي حِينِه ،
كانَ يَحصُد مَديح وحُبّ العامّة بِأسرهُم

لَكِن لَم يَكُن ذَلِك الحُب لِيَنبع مَني "

" كانَ يَهتمُ لِأصواتِه والأضواء المُسلّطة عَليهِ
أكثَر مِن إهتِمامة بِزوجَتِه أو طِفلِه حَتّى "

مَعقَل | بّ، سّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن