الفصل الثالث

1.8K 61 5
                                    



صفعة!

صفعة لها قبل أن تكون لوجهه..

لحظة إدراك بائسة

توحشت عيناه بشراسة أرعبتها وقد تحولت لهفته المرعبة لغضب شديد:

- اطلعي برة عربيتي.. انزلي!

كانت ما زالت في حالة الصدمة، رغم تنفيذها للصفعة التي أنقذتها من استكمال هوسه إلا أن أمانها اتخدش، أنوثتها مدهوسة بحذاء.. كرامتها يدسها هو في كتاب حريمه.، هي مثلها مثل الكثيرات ممن سبقوها والكثيرات بعدهن.

خرجت مسرعة من السيارة مشيت قليلاً والبكاء والخوف يسيطران عليها، جزء من عقلها يتمنى الهرب من اللحظة.. من إدراك ما حدث.. من هذا المكان المظلم البعيد عن البشر ويحمل رعبه الخاص لنفسها. وجدت سيارة تقترب منها شعرت بالفزع وقلة الحيلة ولكن بعدها وجدته ينظر نحوها من السيارة قائلاً بخشونة قاتمة :

- إركبي الحتة هنا مقطوعة

إستمرت في سيرها ولم تجيبه تابع في غضب فاقد للصبر:

- بقولك إركبي لحد يخطفك مش عايز مصايب

نظرت نحوه في حيرة لا تصدق أي شخصية تتجول تحت جلده. ركبت مضطرة وظل هو صامتا بملامح مثل الحجر نفسه حتى وصلا للعمران فقالت على الفور بحدة متقطعة

- نزلني هنا

توقف بالسيارة وتركها وانطلق مبتعداً بينما ألقت هي نفسها في أول سيارة أجرة ولم تتوجه للمنزل بل لمنزل صديقتها الوحيدة بحق.. دعاء

***

وسط شرود قاتم ولحظة اعتراف سخيفة قاتمة، اعتراف لنفسها قبل أن تعترف لصديقتها، مباشر خالي من الخديعة العاطفية

قالت دعاء بحنق وقد تجمدت ملامحها من الغضب من أجل نور..

- حقير .. بس مش مستغربة هو ده أدهم

تنهدت نور وكان صوتها ما زال مرتجفاً من الصدمة:

- أنا عارفه بس كنت فاكرة إني بالنسبة ليه حاجة ثانية ......أنا

انصدمت فيه بجد

وإنخرطت نور في بكاء شديد إحتضنتها دعاء ثم قالت

- نور إنتي بتحبيه؟

صمتت نور لوهلة ثم قالت في تيه:

- مش عارفة ده حب ولا بس برتاح معاه ومعجبة بيه.. مامي بتقول إنه أنسب واحد ليا

احتدت دعاء بطريقتها المعتادة.. بل منطق حياتها:

- سيبك من مامي انا بتكلم عنك إنتي

- وهو ده يفرق دلوقتي

- يفرق كثير يا نور حيكون أسهل عليكي كثير إنك تسيبيه لو مش

بتحبيه

لكن نور كانت غارقة في صخبها الخاص، نبتة فساد في قلبها رغماً عنها جاءت من الأب ورعتها الأم

- أنا دلوقتي مش بفكر غير في حاجه واحده ...لازم أدفعه الثمن

ويعيش في الندم على اللي عمله معايا .. لازم أعرفه مين هي نور

رمقتها دعاء بصمت ولم تعقب.. فضلت الانتظار حتى تهدأ الحسرة والغضب داخلها

وفي اليوم التالي لم تذهب نور للجامعة قررت فيما يبدو الاختفاء قليلاً لتثير فضوله. فقرة أولى في كيد المرأة تحاول إجادتها.

بينما كانت دعاء تتجه مسرعة لقاعة المحاضرات توقفت رغماً عنها فجأة بعد أن شعرت بظل يقترب منها ويعترض طريقها ....

تجاهلت النظر نحوه بينما احتلت شفتيه هو ابتسامة ساخرة وهو يقترب أكثر محتجزاً فرصتها في المرور

- إزيك.. صاحبتك فين؟

زفرت في ضيق وتابعت وهي تحاول أن تتخطاه لتمضي في طريقها

- نور ماجتش النهارده

- ماتعرفيش ليه

- معرفش عنئذنك علشان مستعجلة

هزأ بضحكة وقحة ثم تابع:

- طيب إستني بس عايزك توصلي ليها رسالة ماهو باين من شكلك إنها

حكتلك

رمقته بصرامة دون أن تعقب.. قط مررت نظرة جافة في انتظار ما يريد قوله

تابع بغرور شهرياري:

- قوليلها مش ادهم الحناوي اللي مايتردش على تليفونه وإذا كانت هي

بايعة قيراط انا بايع 24 واللي يتمنوا غيرها كثير

كتمت غيظها من سلوكه وردت ببرود:

- ماشي يا سيدى ربنا يوفقك عنئذنك

حينها كادت أن تمر فعلاً ولكنه بعدما ناوشها بالابتعاد عاد ليقف أمامها فجأة حتى كادت أن تصطدم به فتراجعت مُجفلة بينما احتل ثغره هو انفعال ذكوري مغرور:

- عموماً أنا خالي دلوقتي لو فكرتي يعني.. ولا متحبيش تزعلي صاحبتك

نظرت نحوه وقد صدمتها وقاحته السريعة.. استبدال ذكوري بامتياز، استبدال مغرور مدلل!، لم تد حتى كلمات مناسبة للرد عليه.. فقط تخطه وهمسه يجيط بها بينما تمر هي من جواره، يحاوطها مثل سحابة قاتمة.. يرمي الحقيقة أو الكذبة لا تعلم.. ولكن كلاهما يخيفها.

- الموضوع ده ملوش علاقة بنور.. ومش أول مرة أفكر فيه!

نور *مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن