تمضي الايام طويله ومجحفة على هاشم العاشق الذي اكتوى فؤاده بنار العشق والبعد عن محبوبته فتلك الساعات التي يقضيها معها لا تشفي غليله ولا تطفئ نار اشتياقه اليها
- تكلمي رشا اريد ان اسمعك اريد ان اعرف كل شيء عنك ماذا تحبين ماذا تكرهين ماهي هواياتك
هذا ما قاله هاشم بصوته الاجش وهو يكلمها في الهاتف
اجابت بخجل بينما وجهها يشع احمرارا
- حسنا ..لا شيء مهم بحياتي .. لقد نشأت وترعرعت تحت كنف ابي والدتي توفيت وانا مازلت صغيرة لم اتجاوز العاشرة من عمري فتحت عيناي وانا اعتني بشقيقتي ..ذلك لم يزعجني ابدا بالعكس كنت اريد ان ازيح القليل من العبئ عن ابي ..
تجمعت الدموع بعينها لتكمل بصوت مهتز
- عند وفاته لم اعرف ماذا افعل والى من التجئ كنت تائهة لا استطيع التفكير بشيء هل لك ان تتخيل حالتي كنت لازلت ببداية دراستي الجامعية وعلى عاتقي مسؤوليه شقيقتي ريام .. عندما عرض علي حكمت الزوج وافقت لأنني افتقدت الامان وجدت بزواجي طوق النجاة الذي ينقذني من حياة مظلمة شائكة لا اعرف نهايتها كنت جبانه اعترف بذلك لم امتلك الجرائة والشجاعة لمواصلة الطريق وحدي
شعر بالانزعاج والغيرة عندما ذكرت اسمه ابتسم بصعوبه وهو يجاهد ليقول بمرح يريد ان يغير مجرى الحديث فبمجرد ذكر اسم حكمت تشتعل السنه الغيرة بقلبه لتآكله دون رحمة
- ماهي هواياتك ؟!
اجابته بصوتها الرقيق
- اعشق التطريز والخياطة وكذلك الطبخ
قال بصوت وله عاشق
- متى يأتي اليوم الذي اتذوق الطعام من تحت يديك حبيبتي
قالت بحرج وهي تحاول ان تتهرب من غزله الصريح
- اتعرف ماهي وجبتي المفضلة
اجاب بتسائل
- ماذا حبيبتي
قالت بطفوليه
- غزل البنات والبيتزا
انتظرته ليجيب غير انه سكت قالت بدهشه
- هاشم .. هاشم .. اين انت هاشم ؟!!
لم يجيب عليها نظرت الى الهاتف لتجده مغلق انتابها القلق وهي تهمس " يا الهي اين ذهب " بقيت تحاول الاتصال لكن دون جدوى الى ان سمعت بعد فترة قصيرة صوت طرقات على الباب ذهبت بسرعه وهي تقول بخوف
- من هناك ؟
اتاها صوته الاجش هامسا
- انا هاشم حبيبتي افتحي الباب
همست بابتسامة سعادة
- هاشم ؟!!!
فتحت الباب و قلبها ينبض بعنف .. دلف الى الداخل وهو يحمل علبة البيتزا ومعه المشروب الغازي
همست وهي تتبعه الى غرفه الجلوس
- ما الذي تفعله هنا بهذا الوقت انها الواحدة صباحا ؟!
رفع يده و هو يقول بمرح
- احضرت البيتزا
قالت بحب وعيناها تبرق بشدة
- مجنون
اقترب منها هامسا بصوت مبحوح
- بكِ
تجنبت النظر اليه وهي تقول بينما دقات قلبها اعلنت ثورتها
- حسنا سأكل منه لكن بشرط ان تشاركني فيه
انطلقت الى المطبخ لتحضر الكؤؤس للمشروب الغازي .. لم تمضي سوى ثانية لتشعر بيديه تطوق خصرها بتملك بينما دفن وجهه بتجويف رقبتها يستنشق رائحتها بعمق .. شهقت برقة ثم استدارت وهي ما تزال بين ذراعيه همست وهي مأخوذة بقربه بينما انفاسه الدافئة تلفح بشرتها
- هاشم اخرج ...
همس بهذيان
- فقط قبلة واحدة واخرج اعدك حبي
همست بخجل وقد شعرت بالحرارة تنبعث من وجهها
- لكن ... لكن ..
لم تكمل جملتها اذا التقط هاشم شفتيها المكتنزتين .. ليقبلها بقبله ملتهبة عميقة يتذوق بنهم طعمها الشهي ... ارادت ان تبتعد عنه دفعت صدره العضلي غير ان ذلك لم يزده الا اصرارا فقد بدا يشد من احتضان خصرها بينما جسده الصلب يضغط على جسدها اللين وقبلاته تنتقل على وجنتيها وطرف فكها ثم يعود مرة اخرى ليلتقط شفتيها برغبة شديدة بينما يداه راحت تلمس جسدها بحميمية شديدة .. قالت بهمس وانفاس متقطعة وهي تحاول ابعاد وجهها عن مرمى قبلاته المتملكة
- هاشم يكفي ريام بالداخل قد تخرج وتشاهدنا
اجابها بصوت لاهث
- انها نائمة حبيبتي
اكمل بتوسل وهو يطبع قبلات رقيقة على عنقها
- احتاجك رشا .. احتاجك حبيبتي بشكل موجع ارحميني ولنتزوج الاسبوع القادم
قالت وهي تنجح بالابتعاد عنه بينما يديها المرتجفة تعيد ترتيب شعرها المبعثر
- ارجوك هاشم لا تضغط علي انت تعرف جوابي
تنهد بحرارة وهو يقول باستسلام
- حسنا حبيبتي كما تشائين لكنني للان غير مقتنع بسبب التأجيل وارجو ان تغيري رايك
ابتسمت بحب لهذا الطفل الكبير لتجيبه وهي ترفع صينية الاقداح
-ألن نأكل ستبرد البيتزا
قال هاشم وهو يمرر اصابعه بطيات شعره الاسود قائلا بجمود
- سأذهب الان لقد تأخر الوقت غدا نتكلم
تركها بسرعه وغادر فهو يعلم انه لو بقي معها وهي بهذه الروعة و البرائة ترتدي قميص النوم الذي رغم احتشامه الا انه اظهر منحنياتها بطريقة مثيرة جدا بالتأكيد سوف يتمادى ولن يستطيع السيطرة على نفسه
........................................
في الايام التي تلت حاول هاشم ان يثنيها عن قرارها لكنها كانت عنيدة ومتشبثة برائيها حتى انه ارسل والدته لتكلمها بهدوء لكن ذلك لم يجدي نفعا
اما ريام فقد كانت تشعر بالذنب لآنها السبب بتأجيل الزفاف لكن ماذا بيدها فشقيقتها لم تغير رائيها على الرغم من انها توسلتها كثيرا لتغير رائيها .. جميع محاولاتهم بأت بالفشل الذريع
..................................
كانت الساعة الثانية ليلا عندما سمعت صوتا يأتي من ناحية غرفة الجلوس خرجت بتمهل لتفاجأ برجل ملثم يحاول الدخول من الشرفة صرخت بكل ما اوتيت من قوه مما جعل اللص يسارع بالفرار .. هرعت لها رشا وعلامات الذعر باديه على وجهها
- ماذا هناك ريام ؟؟
اشارت ريام الى ناحية الشرفة وهي تقول بصوت متقطع من شدة الخوف
- لقد ... كان ...هناك ... لصا يحاول العبور الى الداخل
مضت دقائق وصوت الباب يطرق بشدة اتجهت رشا تقول بصوت مرتعش من هناك
اتاها صوت ام ابراهيم وزوجها وهما يطلبان منها فتح الباب فتحته بسرعه وما ان دخلت ام ابراهيم حتى هتفت بسرعه
- ماذا هناك سمعنا صوت صراخ من منزلكم !!!
قصت عليها رشا ما حدث باختصار ليقول ابو ابراهيم
- لابد من انه احد افراد الحي المستهترين راؤ ثراء زوجك هاشم وفكر من انه لابد وانك تملكين الاموال في المنزل
اضاف بشرود
- ستتكرر هذه الحادثة يجب ان اتصل بهاشم فورا
قالت رشا بسرعه
- لا داعي لذلك عمي
قال بلهجة صارمة
- لا يجوز يا ابنتي هو زوجك ويجب ان يجد حلا وبسرعه .. على ايه حال انا لدي رقم هاتفه لقد اعطاه لي للطوارئ سأتصل به صباحا
ثم وجه كلامه لزوجته
- ابقي برفقتهم الليلة يا ام ابراهيم وانا سأكون بالجوار
ما ان غادر حتى قالت رشا بامتنان
- لا اعرف كيف اشكركم خالتي
اجابت المرأة بطيبة
- لا داعي للشكر يا ابنتي هذا واجب علينا .. هيا اذهبا للنوم وانا سأنام في الصالة
أومأت بصمت وهي تحث ريام على السير
- هيا حبيبتي تعالي لتأخذي قسطا من الراحة
تبعتها ريام وهي لازالت ترتجف من هول ما جرى .. لا تصدق انهم كادوا ان يتعرضوا للسرقة .. تمددت على الفراش فيما سارعت رشا بأخذ وسادة وغطاء وهي تقول
- سأعطي الوسادة والغطاء لام ابراهيم واعود بسرعه
كانت ريام ترتجف وهي تنام بين احضان شقيقتها بينما رشا تفكر بكل ما جرى ماذا كان سيحدث و لو نجح هذا اللص بدخول منزلهم ؟! هي لم تبين مقدار خوفها وهلعها امام شقيقتها لكي لا تزيد ذعرها ... يبدو ان هاشم معه حق في كل ما قاله .. تنهدت بخفوت وهي تحاول النوم قليلا ثم ستفكر جديا بإيجاد حل
...................................
. - الزفاف سيتم بنهاية هذا الاسبوع ولا نقاش في ذلك
قالها هاشم بثقه وهدوء يتمنى بسره ان تنجح خطته حيث دفع مبلغا لشخص قد استأجره ليقوم بأيهامهم بانه لص وذلك ليجعل رشا تشعر بأهميته لها حتى ان بأت فكرته بالفشل سيجبرها بطريقة اخرى على القبول رغما عنها لكنه تفاجأ بصوتها الرقيق وهي تقول بخفوت
- وانا موافقة هاشم
نظر لها بعدم تصديق ليخطو باتجاهها بسرعه يحتضن وجهها بين كفيه وقد نسي وجود ريام معهم ليهتف بسعادة وهو يركز على عينيها الناعسة
- وانا اعدك انك لن تندمي ابدا
جرت مراسيم الزفاف بقاعة كبيرة اشترى لها هاشم فستان الزفاف من اشهر دور الأزياء في باريس كانت ليلة من ليالي الخيال حضر كل اهل واصدقاء هاشم .. حيث رقص اصدقاء هاشم واجبروه على الرقص معهم ..شاركهم هاشم غير ان عيناه كانت مثبته عليها كانه يخشى ان تختفي من امامه لو غفل عنها لثانية .
اما ريام فقد كانت سعيدة وهي تلحظ سعادة شقيقتها التي ضحت بالكثير من اجلها .. لم تكن رشا تريد السفر لتقضي شهر العسل وذلك خوفا عليها الا ان ريام طمأنتها بانها ستكون بخير وكذلك والده هاشم اكدت لها بانها ستهتم بها ..
ارتدت ريام فستان وردي اللون انساب حول جسدها الرشيق بنعومة بينما تركت شعرها البندقي ينسدل على اكتافها بحرية بعد ان سرحته لها مصففة الشعر بإتقان بينما وضعت لمسات بسيطة من مواد التجميل .. والنتيجة كانت رقيقة جدا وناعمة .. شاركت والدة هاشم الطاولة وبينما هي مندمجة مع اجواء الزفاف ورقصات المدعوين سمعت صوتا رجوليا يقول بمرح
- خالتي الفاتنة كيف حالك
هتفت منال بفرحة
- ياسر !!!! متى عدت يا ولد لقد اشتقت لك
قبل راسها وجلس في المقعد المجاور لها قائلا بمودة
- لقد عدت قبل قليلا وجئت مباشرة الى هنا .. لا اصدق ان هاشم المضرب عن الزواج قد وقع بالفخ
قهقهت منال ثم قالت بمكر
- العقبى لك ياسر
اجاب و هو يدعي الخوف
- كلا شكرا خالتي لا اريد انا هكذا سعيد جدا
كانت ريام تنظر لهما بابتسامة رقيقة من هو هذا الشاب همستها بسرها وهي تنظر له كان معتدل الطول لم يكن شديد الوسامة كما انه ليس دميما ... اجمل ما فيه هو روحه المرحة التي كانت واضحة جدا من خلال تصرفاته وكلامه ... التفت لها فجأة ينظر لها باستغراب سرعان ما تحول الى نظرات اخرى ربما اعجاب اطرقت راسها بسرعه بينما تصاعدت الدماء الى وجهها وهي تشعر بدقات قلبها تتسارع دون معرفه السبب
عينان بنيتان وجه طفولي وشعر ينزل على اكتافها بحريه .. نظر لها مليا لأول مرة بحياته فتاة تلفت نظر همس لخالته وهو يقرب راسه من اذنها
- من هذه الفتاة خالتي
نظرت منال باتجاه ريام وهي تبادله الهمس
- انها ريام شقيقة رشا زوجة هاشم
همهم بغموض ثم اعتدل بجلسته قائلا بصوته المرح
- مرحبا ريام اعرفك بنفسي انا ياسر ابن خالة هاشم وهذه السيدة الحسناء تكون خالتي اي انها شقيقة امي
لم تستطع ريام ان تمنع ظهور الابتسامة على شفتيها وهي تبادله التحيه
- اهلا وسهلا
قالت خالته التي كانت تحاول ان تجنب ريام الحرج
- قل لي ياسر هل ستستقر هنا ام تعود الى لندن من جديد
قال ياسر وهو ينظر لريام بغموض
- كنت حائر باتخاذ قراري و متردد بعض الشيء لكن الان حسمت امري !
اجابت منال بصدق
- ارجو ذلك فليهديك الله بني