الفصل الثامن

9 0 0
                                    

جرت الأيام بوتيرة واحده و رشا لا تخرج كثيرة من جناحها .. ثم حتى لو خرجت لا تبتعد أكثر من الشاطئ فالجزيرة كبيرة جدا وهي لا تعرف الطرق المؤدية الى طرقاتها وشوارعها .. وحكمت حتى لو لم يكن مشغولا فهو تعب ومريض لا يستطيع السير تلك المساحات بتمهل ..
كانا يجلسا بصالة جناحهم يحتسيان القهوة عندما اخبرها بهدوء أرادت أن تغص بقهوتها
- سيأتي هاشم بعد قليل ليأخذك بجولة إلى الجزيرة
نظرت له بعينان متسعتان وهي تهتف دون وعي منها
- من ؟؟؟
أجاب بتعجب
- هاشم شريكي الذي رأيتيه قبل عدة ايام
قالت بهدوء رغم دقات قلبها التي بدأت تقرع بشدة
- لكن لما هو اقصد لما طلبت منه هذا قد يكون مشغولا
أجابها بعطف
- أولا لأنك حبيسة الجناح فمنذ وصولك وانت لم تري الا الشاطئ ثانيا نحن قد اتممنا جميع الأعمال التي تخص الشراكة وسنغادر خلال يومين وقد طلبت منه ذلك ووافق بطيب خاطر ... ثم تسائل مقطبا
- هل هناك مشكله ؟!!
ابتلعت ريقها وهي تغتصب ابتسامة
- كلا كلا طبعا لا مشكله أبدا
اجاب ببشاشة
- هيا أجهزي بالتأكيد سيصل بعد قليل
وقفت بإرتباك وهي تفكر بذاك المتعجرف الوقح هي لا تطيق وجوده لعدة دقائق كيف اذا قضت نصف النهار برفقته ؟! فليسامحك الله حكمت ما هذه الورطة التي وضعتني فيها ؟! اتجهت الى غرفتها بخطوات ثقيلة فتحت خزانة الملابس و بقيت حائرة ماذا ترتدي اخيرا استقر رائيها على ملابس بسيطة سروال من الجينز مع قميص اصفر اللون .. كانت رائعة جدا وتضج بالشباب والانوثة الطاغية .. رائحة الاعشاب الجبلية تفوح من طيات شعرها الأسود ومنحنياتها الانثوية كانت واضحة جدا رغم ان قميصها كان محتشما .. بعد فترة قصيرة اخبرها حكمت ان هاشم ينتظرها في استراحة الفندق قائلا لها بحنانه المعهود
- استمتعي رشا واشتري ما تودين..و انا لدي بعض الأمور البسيطة سأحاول انهائها بسرعة لنستعد الى حفل الذي سيقام غدا بمناسبة الشراكة قبل ان نغادر الجزيرة
أومأت ثم ودعته بكلمات مقتضبة وغادرت الجناح وخفقاتها تغادر قبلها
........................................
زفر بضيق الآن عليه ان يتحمل مسؤولية استمتاع تلك الجشعة المستهترة .. لا يعرف لما وافق من الأساس على هذه الفكرة عندما طلب منه حكمت ذلك لاحظ التفات بعض السواح ناحية المصعد ليدير رأسه ويراها ابتلع ريقة بصعوبة ..كانت جميلة جدا ومشرقة كيف باعت روحها وجسدها من اجل المال كيف قبلت بالارتباط برجل بعمر والدها ؟؟؟
تبا لها جشعة طامعة سيعاملها ببرود ووقاحة فمثيلاتها لا يستحققن الاحترام .. اقتربت منه بخجل
- صباح الخير
رد على تحيتها بجمود جعلها تكتم أنفاسها استدار يخرج من البوابة تاركا ايها ذاهلة لبعض الوقت .. لكنها تبعته بسرعة وقلبها يخفق بشدة لم تعهدها من الخوف والذل الذي تشعر به .. انه يشمئز منها دون حتى ان يبذل مجهود لإخفاء قرفه منها .. حسنا فليظن كما يشاء لن تهتم ابدا وستحاول ان تتجاهله قدر استطاعتها !!
.......................................
كانت الجزيرة رائعة وكبيرة جدا تتوفر فيها تتوفر سبع مطاعم وبارات تقدم مجموعة متنوعة من المأكولات، والتي تشمل مطعمًا للحوم وأطباق جنوب شرق آسيا والأطباق المتوسطية.
كما كان يوجد ملعب غولف واسع وكبير جدا يبعُد عن الفندق مسافة 10 دقائق بالسيارة اما المطار فيقع على بُعد 20 دقيقة فقط بالسيارة ايضا وكذلك ملاعب للتنس ومختلف الرياضيات ... كما شاهدت الكثير من الأكشاك والباعة المتجولين الذين يبعون المصوغات اليدوية الرائعة كل شيء فيها متكامل وبديع .
ان هذه الجزيرة هو خيار رائع للمسافرين المهتمين بـالهدوء والمشي على الشاطئ فكرت بذلك وهي مستمتعة بهذه المناظر الرائعة
بعد فترة طويلة قضياها بالتجوال كان يشرح لها بكلمات مقتضبه وباردة جعلتها تشعر بالندم لخروجها معه ..
عندما اقترح عليها تناول الغداء اندهشت من طلبه لكنها وافقته بخجل دلفا الى احد المطاعم المنتشرة على طول الشاطئ حيث كانت سقفها من القش بنوافذ كبيرة وزعت الطاولات بصورة متقاربة ومتناسقة .. جلسا على إحدى الطاولات القريبة من النافذة المقابلة للشاطئ .. اغلب الوقت كان صامتا يتفوه بكلمات قليلة كأنه يبصقها نحوها بإشمئزاز
طلبا طعامهما بهدوء وكل منهم يركز بطبقه وبعد فترة قصيرة وبينما هما يتناولان الطعام لاحظت رشا ان هناك رجلا يبدو في منتصف الاربعين ينظر لها بين الحين والاخر وهي ايضا بادلته النظرات ... اما هاشم فقد كان يراقب النظرات المتبادلة بينها وبين ذلك الرجل الأربعيني وهو يفكر بقرف
تبا لها من طامعة جشعة بالتأكيد الان تبحث عن صيد لتؤمن نفسها قبل موت حكمت قال ببرود جليدي وكل كلمة ينطقها كانت تدل على مدى احتقاره لها
- اعتقد من الواجب والاولى ان تحترمي زوجك في حضوره وغيابة
نظرت له بصدمة وملامحها ذاهلة قالت بهمس
- عفوا !!
اجاب بتحدي وهو يعود بظهره الى الوراء
- قلت احترمي زوجك المسكين الذي امنك على اسمه وانت تبحثين عن زوج اخر ثري لتصطاديه و يكون لك في خانه الاحتياط ..انتظري موته على الاقل
اكمل باشمئزاز
- انا اعرف امثالك جيدا باحثات عن المال والمجوهرات
قاطعته بذهول وقلبها ينبض بعنف
- كيف تجرء على نعتي بتلك الصفات ؟؟ ماذا تعرف عني ؟؟ اجب ماذا تعرف تبا لك
اجاب بغطرسة
- كل ما اريد معرفته هو واضح امامي و صدقيني لا رغبة لي بمعرفة المزيد !
بذلت مجهودا جبارا لكي لا تقذف قدح الماء بوجهه ولتذهب الاخلاق والاحترام الى الجحيم هو لم يحترمها لتحترمه .. ابتسمت نصف ابتسامة باردة ثم وقفت ببطئ ..امام نظراته المتعجبة لتذهب بخطوات متمهلة مدروسة الى طاولة ارجل الأربعيني الذي ما ان راها قادمة حتى هب واقفا تكلمت معه قليلا وهي تؤمئ براسها واثغرها الوردي يرسم اجمل ابتسامة بريئة و خجولة شاهدها بحياته .. يا لها من ساقطة لعينة هب واقفا ليتجه اليها امسكها من ذراعها بخفة قائلا للرجل بأدب جامد
- عن اذنك زوج السيدة ينتظرها في الخارج
استغل صدمتها وسحبها بخفة الى الخارج لم يتوقف الى على بعد مسافة كافية ومعزولة عن الباقين ليهدر بها بقوة ووجه يقطر حقدا
- انت فعلا انسانه منحلة لا تملكين ادنى ذرة من الشرف من يرى براءة وجهك يخدع فيك بسهولة يا لك من ممثلة بارعة
بهتت وشحب وجهها لكنها لم تدعه ينتصر عليها هدرت بصوت اعلى من صوته
- انت هو المنحل عديم الشرف وتتصور ان الجميع يمتلكون اخلاقك القذرة
امسك ذراعها يهزها بقوة دون وعي منه كان يرى امام عينيه زوجته والده الحقودة ليصرخ بجنون وعيناه حمراء ومتسعه
- فاسدة عاهرة تسعين خلف الملذات يا حقيرة لكنني اعرف معدنك جيدا واعرف ما تنوين فعله ..
تنفس بعمق وهو لايزال يحدق بمحياها المتغضن ليضيف بوقاحة سحبت ما تبقى من دماء وجهها
- كم تريدين ثمنا لقضاء ليلة معك ؟ ها ؟؟ فقط قولي وانا جاهز
تسمرت مكانها من هول ما سمعت ليزيد من نزف قلبها بان ينقض على شفتيها المرتجفة بقبلة شرسة متوحشة دفعت صدره بقوة وهي تحاول تحرير شفتيها العذراء من اسر شفتيه الشهوانيتين ..ليتركها اخيرا بابتسامة شامته منتصرة لكنها اختفت عندما تلقى صفعه قوية على وجنته السمراء جعلته ينظر لها ذاهلا من جرائتها وكأنه لم يقبلها ويدنس طهارة شفتيها النديتين
- كيف تجرئ يا عديم الشرف والرجولة .. صدقني ستندم وتدفع الثمن غاليا
انطلقت تعدو من امامه دموعها تنهمر بغزارة بينما شفتيها لاتزال ترتجف من هول المفاجأة ..كانت تسير كالتائهة لا تعرف الى اين تتجه تحتضن جسدها بقوة بينما نظرات المارة ترمقها باستغراب .. قادتها قدماها الى الشاطئ وقفت تنظر الى البحر الرائق بزرقته الاخاذة وقلبها يخفق بشدة بينما عيناها حزينتان غائمتان بالدموع همست بألم
" لما دائما يتهموني بتلك الطريقة البشعة لما يتهافتون على رميي بكل ما يعرفونه من الفاظ قذرة .. ماذا فعلت و ما الذي اقترفته بحقهم ؟ لما لا يدعوني وشأني ؟ "
بكت كثيرا وبحرقة غير مبالية ان رأها احد ام لا ولما تهتم والكل يراها مجرد عاهرة مهما حاولت ان تثبت لهم العكس ؟!
افرغت مخزون دموعها وشعرت ببعض الهدوء و السكينة .. استقلت سيارة اجرة للعودة الى الفندق وقبل ان تتوجه الى جناحها ذهبت الى دورة المياه لتتأكد من شكلها وقد كانت مثيرة للشفقة عيناها حمراء وشعرها مشعث .. اعادت ترتيب ما تستطيع واخفت شحوب وجهها بمستحضرات التجميل ثم سحبت نفسا عميقا وتوجهت الى جناحها بابتسامة مشرقة وسعيدة
.......................................
كانت تقف امام المرآة تتأكد من وضع اللمسات الاخيرة على شكلها بينما ملامحها استعادت القليل من رونقها بعد ان اخذت حماما طويلا معطرا بعطور مختلفة ومنعشة .. ارتدت فستان سهرة بلون تركوازي يضيق ابتدأ من منطقة الصدر ويمتد بضيقة الى كعبيها يحتوي على فتحة جانبية تصل الى ركبتها .. شعرها الطويل جعلته مسترسلا على كتفها الايمن ممتدا الى نهاية اخصرها اما زينتها فقد وضعت احمر شفاه بلون احمر قان لتثبت لذلك المتعجرف الوقح انها لم تهتم او تتأثر بكل ما قال وفعل هو يقول عنها عاهرة ومحبة للمال فليعتقد كما يريد تبا له ...
كانت رائعة وناعمة وجميلة جدا كأنها طيف ساحر او نجمة في السماء صعب جدا لمسها او الوصول اليها ... هذا ما فكر فيه هاشم رغما عنه ما ان رأها .. رغم احتقاره لها ولتصرفاتها الا كانت جميلة تلك الحقيرة ليست جميلة فقط بل مذهلة ... الماكرة عرفت كيف تستغل جمالها لتوقع برجل مثل حكمت نظر لفمها المكتنز فتذكر مذاق شفتيها ليرتجف جسده ... اعتصر قبضة التي دسها بجيب سرواله الاسود بقوة بينما يده الاخرى يحمل كأس العصير.. رغما عنه خيالاته تدور حولها يفكر بها تفرض وجودها حتى بأحلامه تبا لها من امرأة ملعونة وساحرة .. تنفس بعمق ثم رسم ابتسامة ساخرة وقحة على شفته وهو يسير بخطى متكاسلة .. اقترب منهم قائلا بلطف
- مساء الخير سيد حكمت
اجاب حكمت بطيبته وبراءته المعتادة
- اهلا هاشم مساء الخير
اشار الى المكان بفخر
- الحفلة ناجحة جدا والقاعة كبيرة وفخمة أحسنت
انحنى قليلا وهو ينظر لها بنظرة خاطفة جعلتها تشحب بشده
- أنا بخدمتك سيد حكمت فقط عليك ان تأمرني وستجدني دوما أمامك
ابتسم حكمت بامتنان
- أشكرك بني أنت شاب شهم وخدوم و كل يوم يتأكد لي بأنني أبدا لم اخطأ باتخاذك شريك معي
ليكمل دون أن ينتبه لملامح رشا الشاحبة والمتجهمة
- أخبرتني رشا بما فعلته معها
رفع حاجبه ساخرا
- حقا !!
وقبل أن يجيب هتف شخص كان يقف وراء هاشم
- حكمت !!!!!
اندفع الرجل يحتضن حكمت بحرارة كانت معه سيدة تماثله بالعمر عندما انتبه لهم هاشم قطب جبينه بحيرة وتسأل بسره " أليس هذا هو نفسه الرجل الذي شاهداه في المطعم ؟؟ اجل انه هو !!! "
أخرجه من حيرته صوت حكمت يعرفه عليه قائلا بسعادة
- أعرفك على هاشم شريكي في العمل
ثم نظر لهاشم قائلا
- وهذا عبد الإله اعز أصدقائي وهذه زوجته السيدة سعاد
غمغم بتجهم وقد بدأت الصورة تتضح أمام عينيه ... ولأول مرة يشعر بالتسرع والبلاهة
- تشرفت بمعرفتكم

عشق مكبل بالقيودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن