إسبريسو🤎

الفصل الأول (١)

"احياناً يكون من الصواب ان تسير مستسلماً لتيار الحياة مدركاً ان المقاومة لن تجدي نفعاً"
*إسبريسو*      
                                بقلم.... نغم نشأت

.........................بسم الله.............................

تشرق الشمس وتتفرق أشعتها متسلله الي غرفة متوسطة الحجم وغير مكلفة في حي فقير نسبيا

لتداعب جفون تلك النائمة بكسل وتجبرها علي فتح عيناها بإرهاق وهي تتثاءب وتخرج منها تلك الابتسامة التي تزين وجهها رغم ما تحمله من عبئ في قلبها الصغير

تنهض روح من علي السرير بتكاسل وهي تفتح شرفتها سامحة للشمس بدخول مستقبلة عالمها ببسمة صافية

وكانت تبدو رائعة مع شعرها البني المتناثر حولها بعفوية وأشعة الشمس تظهره وكأنه خيوط ذهبية وعيناها البندقية تلمع وكأنها الماسة ثمينة وتشرد قليلا مع صوت العصافير الذي دائما ما تأتي ناقرة شباكها بخفة طالبة الطعام

ولكن يخرجها من شرودها صوت والدتها تنادي ''روح..روح..ابنتي استيقظي ستتأخرين علي عملك'

' لتضرب روح وجنتها بخفة عندما تنظر للساعة وتجدها قاربت علي التاسعة وهي لم تتجهز بعد

تخرج من غرفتها متوجهة الي امها قعيدة الفراش لتقبل يداها ومن ثم رأسها وهي تلقي عليها تحية الصباح

''صباح الخير امي'' تبتسم الام برضا عن ابنتها وهي تقول بدعاء

''صباح الخير والصحة والسعادة لكي ابنتي'' تبتسم روح بخفة  مهرولة الي المطبخ قائلة ''سأعد لك الطعام سريعا قبل ان اذهب'' لتخرج من حورية تلك البسمة المنكسرة علي حالهم ولكنها فخورة بأبنتها وسندها في الحياة كيف لا تفخر بها وهي تتحمل مسؤولية تكبر سنها بمراحل فهي ابنة العشرون عام تعمل وتخدم امها القعيدة وكل ما تريده هو رضا امها لا اكثر من تلك الحياة البشعة الذي تعايشت معها روح لا اب ولا اخ ولا عائلة فقط هي وامها معاً هي حتي لم تري والدها يوما ولم تعش طفولتها بمرح بسبب فقرهم الشديد وفي سن مرهقتها مرضت والدتها بشدة ولم تعد قادرة علي العمل لتتكفل هي مسؤولية امها من كل شيء تخدمها وتسهر علي راحتها ولا ترتاح وكأنها خلقت لتعمل وتتعب فقط

ولكن ورغم كل ذلك لم تختفي البسمة من وجهها البشوش يوما كانت تأمل في الغد دائما وتنام متعبة وهي تحلم بأن غدا سيكون افضل ولكنها تعلم جيدا ان غدا سيكون نسخة كربونية عن اليوم

 

تنتهي روح من إعداد الطعام وتتجه مستعدة للخروج وقبل ان تذهب تنادي جارتها سحر لتطل علي والدتها بين الحين والاخر حتي تعود روح من العمل