الفصل الرابع

51 9 1
                                    

«فاطمة»
الفصل الرابع
نعمه شرابي

«السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون».
قالتهم نعمة بصوت هادئ بسيط
  إلى إن وقفت أمام مقبرة ابوها، وقالت:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أبا
حقك عليا، مش كنت في واعية للي بعمله معاك، سامحني يا أبويا، وبتمنى ربنا يسامحني
علي تهجمي عليكم في المدافن، آه آه
خرجت آه عالية من صدر نعمه تبكي علي فراق الأعزاء، واكملت حديثها:ـ فرقكم صعب
أوى يا أبويا، لكن فراق فاطمة اصعب.
عارفة انها كانت غالية عندنا كلنا، وبالاخص
عندك أنت، فاكر يا أبا لما اختي عاشت في
البلد اللي كانت كلها ثعابين، وأنت كنت خايف
عليها من عيشتها هناك، في معمل التفريخ.
يومها انت اخذت حاوي ورحت عندها في معمل التفريخ!
عشان يخرج الثعابين اللي بتطلع لها هي وزوجها!
ومن وقت ما خرج الحاوي ثعبان كبير!
وانت خفت على أختي، وعلى عماله،
قلت: ـ لا يمكن تعيش هنا بنتي.
وقعدت تحفر لحد ما جبتها جنبك،
يا ترى يابا لو كنت عايش كنت اشوف اللي انا شفته في حياتي؟
يا ترى يابا لو كنت عايش كنت هتدلع اولادي ما دلعت اولادها؟
يا ترى ويا ترى يا ابوي لو كنت عايش كنت هتحفر عشان اعيش جنبك؟
ومش أعيش في فاقوس سبع سنين؟
ياآه ياآه واه والف اه على اللي من غير اب؟
يا آه وألف آه على اللي من غير أب وأم!
يا اه ومليون اه مش الف اها على اللي من غير اخ واخت، اه اه والف اه تخرج من القلب والقلب فيه اللي مافيش.
يمكن ببكي عليكم يمكن دايما عايشه معكم وفي ذكرياتكم!
بس فاطمه يابا قطعت قلبي مليون حته؟
حسيت ان امي وابويا هم اللي ماتوا مش هي. يا ريت كل اخت في حنيتها، يا ريت كل اخت في أدبها وفي إغلاقها، يا ريت كل اخت بتخاف على اخواتها زيها.
هدهد محمد على كتف أمه
وقال: ـ اهدي يا ماما  اهدي يا حبيبتي اخذها الطفل الصغير وبين احضانه وهو يقول:ـ
كلامك ده حرام يا ماما؟
ردت نعمه سريعا وقالت: ـ عارفه يا محمد بس غصب عني طلعت الطاقه اللي جوايا، مش هفضل عايشه يا محمد في طاقة سلبية مأثره علي وعليكم، انا جئت اتاسف لابويا على كل لحظة وكلمة قلتها  وعملتها، وعلى كل ظن سيء ظنيته، بتمنى ربنا يغفر لي اللي انا عملت.
فراق الاخ او الاخت صعب يا محمد، امر من فراق الام والاب، انا ما حستش  بفراق امي وابويا لان اخواتي كانوا موجودين حوليا، تعرف يا محمد اخواتك هم عزوتك، هم دنيتك. رد محمد:ـ طيب يا ماما انت شغلت التليفون على القرآن وسبتيه شغال، يلا نروح عشان المغرب قرب بأذن.
انت عايز تروح يا محمد كان هذا رد نعمه على محمد رد الصغير وآل:ـ صراحه لا يا ماما، وقفت نعمه واطفات الهاتف وقالت الى ابنها الصغير: يلا على الحديقه، وهنتصل على رحمه  تلحقنا هناك.
ركبت نعمه ومحمد وسيله المواصلات الصغيرة التي تسمى بـ التوك توك، حتى وصلا إلى باب حديقه الاسره، ونزل منه وقاموا بقطع ثلاثه تذاكر، ودخلا وكانت على الهاتف معهم رحمة ابنتها التي جعلني نعمة ابنها محمد ينتظرها امام الباب، كي يقلها إلى المكان الذي تجلس به أمه، قام الأبناء باللعب في الحديقة وعلى الألعاب وركب الطبق الطائر، وبعدها نزل محمد وقال لامه انا جوعان، قامت نعمة بطلب بيتزا، كي تتناول
  الطعام هي وابنائها بالحديقة.
أنهت رحمة طعامها، و نظرت  إلى أمها 
وقالت:ـ وبعدهالك يا ماما اشحال انها كانت
طول عمرها بعيدة عنكم ومن بلد لبلد.
تنهدت نعمه ونظرت امامها في ال لا شيء
وقالت: بصي يا بنتي، الحب والحنان بين
الأخوات عمره ما يتقاس بالبعد أو القرب.

«فاطمة» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن