,,,التقطت نابي حقيبتها المدرسية تزامنًا مع تزايد الضوضاء وصرير الطاولات حول أرضية الصف والتي باتت مغبرة في نهاية اليوم المدرسي كالعادة
تحركت صاحبة الشعر الأسود والطول المتوسط بالنسبة لفتاة تلقائيا مع رفيقاتها اللواتي كن يغادرن الصف بدورهن في غمامة ثرثرة متواصلة
حتى صاحت احداهن انها لن تذهب مع المجموعة إلى مخبز الحلويات الذي اتخذنه الفتيات في الحال كوجهتهن التالية
-كما أن نابي لن تذهب معكن يا بنات !
التفتت المذكورة إلى صديقتها المقربة متعجبة وصاحت بها
- ولم عساي لا اذهب ؟!
- انت الشخص الذي قال لي قبل حصة الرياضيات ان لديها شأنا مهما بعد أنتهاء المدرسية وكان ظاهرا انه خطب لا يمكن تأجيله !!
استغرق الامر من نابي وهلة لتستوعب :
-اهاااااااااا ..نعم انت محقة سولار محقة يا بنات ،اسبقونا وفي حال استطعت لحقت بكن حيث انتن ..وداعا !
لوحت المجموعة الأكبر للفتاتين الوداع دون زيادة في الكلام وسارعن اللحاق بنزول الدرج العاجي اخر الرواق الواسع هنالك ..
-ما بالك ترمقينني ؟!
هتفت نابي مستنكرة نظرات صاحبه الشعر المرفوع على شكل كعكة غير مرتخية
-اتمازحينني ؟ ..لقد بقيت واقفة على حواف اصابعي طوال الاربع ساعات الماضية لأعرف تفاصيل قصة ذلك هيونجين معك وها انت ذا تدعين كونك مجنونة !
شخرت نابي مقلبة عينيها غير مهتمه بأنفعال سولار جملةً :
- ليس وكأنه بالأمر الأمر الجلل !- انه هيونجين ! هيونجين !! سيكون أمرا عظيمََا ! جللًا ! بكل تأكيد !!
- اتريدين سماع القصة ام لا ؟!
- بلى ! هاه ! وكأنك ستغادرين مكانكِ هذا قبل الإفصاح عن كل تفصيلة ! ..
نابي بالسير خطواتٍ وئيدة تروي القصة :
- حسنا ..بدا الأمر حين ..
كنت أعمل في المقهى الذي بدأت العمل فيه الشهر الفائت
ثم حضر زبون لم اتوقعه ابدا
ذلك الشاب ، صاحب الخصلات المترامية الشقراء والملامح الفريدة ، كان مهندما بطريقة لا يمكن تجاهلهايرتدي معطفا طويل الاطراف بلون عسلي فوق كنزة خفيفة فاتحة ، حزام بني و بنطال داكن وساعة يد سوداء تزين معصمه الأيسر ، مظهر في غاية البساطة ولكنه كان كافيا لجعله يضيئ مثل زهرة تباع شمس وسط المقهى ، يجلس في تلك الطاولة الدائرية وحده في هدوء تام ..
وبدا لنابي انه كان غارقه بتفحص لكتاب ما او العبث هاتفه من طريقة جلوسه وانصباب تركيزه على غرض عارضت يده التي يستند عليها نابي تميزهْ