خــالٍ من الدّســــــم

🍝° باستا و الشبهات °

طالما كان باستا صديقا عزيزا عليً ..
وربما حتى ابني الروحيّ ، بالاظافة لأمجد الغِرّ

ان تكون رجلا وحيدا يربي كلبا يعني بالضرورة ان الكلب يحجز في حياتك مقعد شريك السكن والصديق وربما الابن !
باعتبار انك ستطعمه وتنظفه وتتحمل مسؤولية مشاكله مع الجيران !

لم يكن من عادتي اصطحاب باستا معي للعمل بل اتركه حين خروجي ليتسكع حرا طليقا في الحيّ ..ورغم تواجد احتمال سرقته طعام احدهم او عضه قطة ما محاولا اكلها فإن التعامل مع هذه المشاكل -عبر انكار معرفتي به - هو افضل قطعا من العناء الذي سأتكلفه ان تركته بالمنزل ليحفر الحديقة بأكملها وربما يكسر النافذة عند ارتطامه بالزجاج محاولا الهجوم على انعكاسه !

لكن مؤخرا اخبرتني جارتي محبوبة بصريح العبارة اني ان لم اجد حلا لهذا الكلب المخبول فهي ستستأجر سلاحا خصيصا لقتله ..او تسممه بمبيد فئران كحلّ اسهل !

ولم اكن لافكر حتى في التشكيك بكلماتها ..
ليس وكأنها لم تحاول اغتيال هنري سجق الثاني -احد تجاربي الكلبية الماضية- في السابق ..لقد ارادت كسر رأسه بمجرفة لأنه مضغ حذاء زوجها !

محبوبة عجوز شريرة لن أأمنها ابني الروحي ..
كما انني لن أأمن ابني الروحي نفسه .
باستا كلب وغد ! كنت ادرك ذلك واعترف به لامحالة .
عموما ، اضطررت لاخذه معي ليرافقني في عملي . على الاقل حتى تنسى محبوبة حقدها تجاهه ..

بداية قيدته لعمود كهرباء امام المقهى ، لكنني وجدته بعدها يرتطم بالزجاج مرارا محاولا الوصول اليّ ثم اخذ يطارد ذيله نابحا حد جفل الزبائن رافضين الدخول ..

اخذته للخلف على امل ايجاد مكان له لكنه بدى مصرا على مزيد العبث ..

فيما كنت اقتاد باستا لنلتف حول المقهى ونجد له مكانا في الخلف رأيت وجها مألوفا يتوقف على مقربة ، ما جعلني أتوقف للتحقق

امرأة نزلت من سيارة سوداء واغلقت بابها فيما تتفحص المكان حولها ، ذلك قبل ان تلحضني .

رأيتها تتقدم ناحيتي بينما تخلع نظارتها الشمسية وترفع بها شعرها ..حينها اتضح الوجه ..

" ألست معلمة أمجد ؟! ..حياة ؟! "

سألت حين اقتربت لتقف على بعد خطوات

" بل دنيا ! ولست معلمة انا اخصائية احاطة نفسية "
صححت بتحاذق بدا مملا بما يكفي لابتسم ساخرا لها ..

" هذا كلبك ؟! "
سألت مشيرة لباستا بينما قرأت على ملامحها التوجس .

" صحيح .."